1٤_من كتاب الحب الالهى
الحلقة الرابعة عشر
_________________
الحب الالهى هو الحب العجيب الذى يكون فيه الاختبار فى المحبة والابتلاء يكون على قدر محبة الله لعبدة فكلما كان اشد حبا كان اشد ابتلاء فهناك من الابتلاء الذى يكون فيه العجب كابتلاء نبى الله ايوب الذى تاذى بالمرض الشديد والطويل هو واهل بيته وصبر صبر ا ضرب به المثل فى العالمين صبر ايوب ذلك الصبر الجميل الذى لاشكوى فيه ولا ضجر وكان راضيا سعيدا بما قدره له مولاه وحبيبه وهناك من الابتلاءات فى الاموال والاولاد فقد رايت رجلا معه سبعة اولاد كان احدهم زميلى فى المرحلة الابتدائية فذهب الرجل لصلاة الفجر ورجع فاذا بيته قد هدم على كل من فيه سبعة اولاد وامهم وكان المصاب كبيرا على كل المنطقة فخرج من بيت واحد ثمانية جثامين فى وقت واحد وكان الرجل ثابتا راضيا بقدر الله سبحان من ثبت قلبه وبعدها تزوج ورزقه الله ذريه وعوضه الله وقد يكون الابتلاء فى المال وخاصة اذا انشغل صاحبه به فقد يضع الله صاحب المال الكثير فى الامتحان فيخسر تجارته او مشاريعه وامواله ليرى الله كيف تكون محبته له ام لذلك المال الذى خسره فان صبر فله الرضا وفى ذلك يقول تعالى(فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16
وهكذا يبتلى الله عباده فى احب الاشياء اليهم ليعلم مدى محبته له فكيف يكون العطاء احب الى الانسان من العاطى فالذى اعطى الناس المال والولد والصحة والمرض هو الله الحبيب الاعظم فيجب ان تقدم محبته هو اكير من محبة عطاياه فمن صبر ونجح فى الامتحان كان له الرضوان من الحبيب المنان وتلك المراة التى مر عليها النبى وقد مات ولدها وكانت تلطم الخدود وتشق الجيوب وتسخط على قدرها قال لها النبى صلى الله عليه وسلم ياامة الله اصبرى فقالت اليك عنى فانك لم تصب بمصيبتى فلما علمت انه النبى اتت اليه وقالت لم اعرفك فقال لها انما الصبر عند الصدمة الاولى فكل ابتلاء هو اختبار لمحبته سبحانه ويجب ان يكون المؤمن راضيا ومحبا لقضاء الله مهما كانت صورة البلاء مفجعة فلنعلم انه اختبار ولابد ان ينجح فيه المؤمن فلايكتئب ولا يشتكى بل يصبر صبرا جميلا لا جزع فيه ولا فزع (عجبا لامر المؤمن فان امره كله له خير ان اصابه خير شكر فكان خير له وان اصابه شر صبر فكان خير له )0(وانما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب) الاية وكفى بهذه المزية ان يوفى لهم اعمالهم بغير حساب ويدخلون الجنة بغير ميزان ولاسؤال ولاحساب بل تفتح لهم ابواب الجنة جميعا يدخلون من اى الابواب قبل غيرهم فيالها من محبة وياله من حبيب عظيم سبحانه وتعالى
_______________________________________
بقلم/محمودعبدالمتجلى عبدالله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق