الأربعاء، 22 مارس 2023

أمَّاهُ يا وطني ..!!

 أمَّاهُ يا وطني ..!!

أمَّاهُ !
يا وطني و يا برْدي و جمريْ!
إنِّيْ أحبُّكِ
لو سُملتُ و غابَ في عينيكِ بدريْ
فتلبَّسي قلبي و ضيعي
حيثُ كنَّا وكانَ دهريْ!
أمّاهُ يا وطناً يسكِّنُ خافقي
والكونُ يجريْ
ساعتي كالعمرِ
ألبسُها وأمضي و هيَ واقفةٌ بصدريْ
فاسأليني !!
ساعتي .. ما الوقت فيها؟
لستُ أدريْ لستُ أدريْ
غصَّةٌ في حلقِ عمريْ
و دمعةٌ بوريدِ فكريْ
آفةٌ ..
جربٌ أحكُّ الجسمَ فيه حيثُ يجريْ
عاثَ بي الدهرُ فساداً
و انحنى رمحي و ظهريْ
عدتُ ..
أمَّاهُ انظريني!!
دبَّ رأسي بالمشيبِ وجفَّ نهريْ
عدتُ ..
أمَّاهُ اغفري لي
أدمعي .. بؤسي و كفريْ
عدتُ ..
أمَّاهُ اصلبيني
حلمةً في صدرِ خَمريْ
حانةُ الوطنِ استكانتْ
واسبكرَّ السُّكرَ قهريْ
و مدينتي تلكَ الجميلةُ
إنَّها قُهرَتْ بملهًى
كي تعيشَ بهزِّ خصرِ
أين الكريمُ ؟ .. مدينتي!
ذُلَّ الكريمُ و دِيْسَ طُهريْ
أيُّ قبرٍ قدْ رأيتِ
بكلِّ دربٍ .. فهوَ قبريْ
كلُّ دمعٍ قد ترينَ
فإنَّهُ دمعي و حبريْ
أيُّ موتٍ قد أعيشُ !؟؟
و أيُّ سمٍّ فيَّ يَسريْ !؟؟
أيُّ ثعبانٍ يطوِّقُني برجلي
أو يديْ من خلفِ ظهريْ!؟؟
أشتري بعضَ الكرامةِ
من ترابي و ذبحِ شعريْ
أشتري - أمَّاهُ.! - لحدي
كلَّ أضحى
كلَّ فِطرِ
ليسَ لي قصرٌ أعيشُ
كرامتي ذهبي و قصريْ
فاسعفيني.! أنتِ أمِّي
وإنَّني بيديكِ أمريْ
واعطفيني أنتِ موطني
لستُ أرخصُ .. قد فديتُكِ كلَّ عمري
بل سرقتِ كلَّ عمري
:
سليمان محمود عباس
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...