الأحد، 26 مارس 2023

من كتاب الحب الالهى الحلقة الرابعة _________________

 من كتاب الحب الالهى

الحلقة الرابعة
_________________
4_ ماذا اذا لامس حب الله شغاف القلوب فكيف يكون حال هذا المحب وكيف يكون شعوره فكل الناس يدعون محبة الله ومحبة رسوله ولكن العبد اذا عبد الله بالمحبة التى لامست قلبه فسيكون له شان اخر فهو يشعر بلذه كل ماياتيه من العبادات التى يتقرب بها الى الله وسعادة لاتضاهيها سعاده الم تروا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك فراشه الوثير وزوجه الحسناء المحببة الى قلبه بل احب الناس اليه عائشه يتركها نائمة ويقوم بين يدى محبوبه الاعظم الم تقل له عائشة حين راته قائما طوال الليل يناجى حبيبه يارسول الله تقوم الليل كله وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتاخر وهو يقول لها (افلااكون عبدا شكورا) هفى لم تشعر بما كان يشعر به فى هذه الحالة الفريده وهو بين يدى حبيبه ومولاه كيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى اخر خطبة له مابال عبد خيره الله بين بقائه فى الدنيا وبين جوار ربه فاختار جوار ربه فبكى ابو بكر الصديق لانه فهم كلام رسول الله انه هو المخير وقد اختار جوار محبوبه الاعظم فبالله عليكم كيف كان شعور محبته لربه هذه وكيف كان يتلذذ بمعيه محبوبه تلك اللذة التى جعلته يترك زوجته الجميله الحسناء ويقوم الليل كله فى لذه الشوق الى محبوبه بل وكيف يختار جوار حبيبه ويترك الدنيا بكل متاعها بعد ان فتحت كل ابوابها له صلى الله عليه وسلم
وكيف يصنع الحبيب الاعظم مع حبيبه الذى لامس الشوق والحب شغاف قلبه فهنا يكون الله كمافى الحديث القدسى( كنت سمعه الذى يسمع به وبصره التى يبصر بها ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها )اى يكون عبدا ربانيا كما فعل مع كل احبابه فقد بعث رسول الله وهو رجل واحد ربى يتيما فقيرا ولكن بمحبته لربه جعلته يحكم الارض جميعا فقد فتح مكة التى اخرجته خائفا بعشرة الاف رجل فاتحا قويا عظيما ولم تكن عظمته الا بقدر محبته وذله وافتقاره لحبيبه الاعظم ففتح به قلوب البشر وذلت له عروش الجبابره وهكذا ملك قلبه لحبيبه فملك له حبيبه مفاتيح القلوب والعروش وصدق من قال
قد ابكى خوفا من عذاب الاهنا
لكن شوقى لللقا ابكانى
فالمحبوب قد يشتاق لحبيبه لدرجه البكاء شوقا له وحبا لجلاله وكماله
فجماله وكماله لاينتهى
وبرؤية المحبوب فضل تانى
هو خير رب للخليقة كلها
يهدى السبيل بلطفه المزدان
وان العبد المؤمن يجب ان يعبد الله بقلب يملؤه الحب والشوق وكذلك بقلب خائف وجل وكذلك بقلب يرجوا ويطمع فيما عند ربه فمن عبد الله بالخوف وحده يكون كالعبد الابق الذى يخاف من ضرب السياط والذى يعبد الله بالرجاء وحده كالتاجر الطماع الذى يريد الربح وفقط اما العبد المؤمن فيجب عليه ان يعبد الله بالحب والخوف والرجاء معا مقدما المحبة على غيرها ليشعر بلذة القرب وهيام الشوق وحب اللقاء فيتمتع بصحبة محبوبه وهو بين يديه وينعم بلذه حبه فيكون اسعد مايكون وهو معه وفى حضرته واقرب مايكون العبد لربه وهو ساجد بين يدى محبوبه يبكى شوقا الى لقائه
_______________________________
بقلم/محمودعبدالمتجلى عبد الله.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، و‏لحية‏‏ و‏تحتوي على النص '‏اضغط على وجه للإشارة إليه جه‏'‏‏
كل التفاعلات:
أحمد الدوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...