الأربعاء، 15 مارس 2023

ذكريات وحنين...

 ذكريات وحنين...

كنا صغارا نشكل قطارا نرحل معه عبر المكان والزمان لأننا لم نكن ندركهما .المكان ملعبنا والزمان ما دمنا مستيقظين .
لم يكن لجاذبية الأرض القدرة على منعنا من ركوب متن السحاب والصعود إلى الفضاء وقطف الورد من بساتين السماء. ولا لقوة النار الحق في صدنا من احتلال وجه الشمس حيث همسات الندى تشكل مع الأفق قوس قزح يلون أرض مسرحنا ونحن نمارس أدوارنا في حكاية نسجناها من خيوط خيالنا نمضغ احرفها ونلوك كلماتها وفق ما تعنيه لنا الحياة. نلملم عن وجه القمر أزهارا زرعناها في حدائقنا ونستنزف طاقاتنا وابتساماتنا ودموعنا حتى نتعب ننام على حلم سعيد في يوم جديد
ليس هناك من لم يسافر على قطار الطفولة ولعب دورا على مسرح الحكاية أو رسم لوحة طفولته وعلقها على جدار العمر واقعا أو حلما أو كتب قصة أبدعها خياله..عالم الطفولة عالم الإبداع والفكر المتحرر من كل القيود التي تعطل القدرات العقلية..عالم الطفولة عالم الخيال والأحلام والأمنيات..عالم الشقاوة العفوية ومشاعر الألم والسعادة والحزن والفرح والصدق والوفاء والحب
صحونا ذات يوم كبارا نسينا أو تناسينا قطار طفولتنا وركبنا قطارا رحل بنا إلى عالم الواقع عالم العمل والبناء عالم العواصف حينا والهواء العليل حينا شمسه تلفح الوجوه أو تدفئها عالم الفشل والنجاح العقل فيه مقيد بقيود الحواس والعادات والتقاليد واقلية من تحرر عقلها وتنطلق كالأطفال إلى مسرح الخلق والإبداع
كم هو جميل أن يتابع الإنسان رحلته في قطار الطفولة ويزرع حقول عمره أحلاما وأمان وآمال تنبت ورودا بيضاء كلما رحل شتاء وجاء ربيع وكم هو حميل أن نعيش حياتنا بعقول الكبار واحلام وآمال الأطفال النقية ونبني عالما خاليا من أنانية الإنسان وجنونه
جرجس لفلوف سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...