الحلقة الخامسة
من كتاب
الى بيت المقدس
----------------
الى كل من يريد تحرير القدس لابد ان نربى انفسنا على حب الله ورسوله حبا لا يدانيه اي محبوب أرأيتم قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ماله وولده ونفسه والناس اجمعين " فقال له عمر انى لأحبك يا رسول الله اكثر من كل هؤلاء الانفس فقال مامعناه لا حتى اكون احب اليك من نفسك فقال عمر والله لقد احببتك الان اكثر من نفسي .
انظروا كيف كان هذا الحب من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ينام علي ابن ابي طالب وهو غلام مكان رسول الله يوم الهجرة و هو يعلم انه سيقتل دونه ويقال لخباب ابن الارت حين اسر فى مكه وهو يقوم بامر الدعوة فى يوم الرجيع فيقدم للقتل . ويقول له ابو سفيان يا خباب أتحب ان تكون فى اهلك معافى و محمد هنا يقتل مكانك فيقول الشهيد الذي تربى على حب الله و رسوله و الله لا احب ان اكون في اهلي معافى ويشاك محمد بشوكة وهو في داره . سبحان الله كيف تربوا هؤلاء الرجال وهذه حمنة بنت جحش اخت ام المؤمنين زينب بنت جحش بعد غزوة احد وهزيمة المسلمين يقتل زوجها مصعب ابن عمير ويقتل اخوها عبد الله ابن جحش ويقتل خالها حمزة ابن عبد المطلب وقد اخبروها بقتلهم جميعا وهي تقول وكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبروها انه بخير فتقول : لا ، حتى اراه واطمئن عليه وحين نظرت اليه حمدت الله وقالت : كل مصيبة بعدك جلل يارسول الله اي صغيرة وهينة كيف كان حب هؤلاء الصحاب لرسول الله وقد جرح سعد ابن الربيع جراح الموت وهو يحتضر يقول ويوصي قومه من الانصار لا خير فيكم ان خلص الى رسول الله وفيكم عين تطرف ثم يموت رحمه الله كيف احبوه الى درجتهم هذه واحد الصحابه يدعى ان رسول الله قد اوجعه بدرته وهو يساوى الصف يوم بدر فيكشف النبى عن بطنه ليقتص منه الرجل فيتقدم الرجل والصحابة فى ذهول ثم يقبل بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول اردت ان يكون اخر عملي في الدنيا ان يلمس جلدى جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيتم حبا يضاهى هذا الحب من قبل ، انهم علموا معنى حب الله ورسوله كان بلال قد توقف عن الاذان بعد وفاة رسول الله وخرج مجاهدا فى سبيل الله في فتوحات الشام و لم يرجع الى المدينه حتى ارسل اليه الخليفة عمر فعاد ليرى اخاه عمر و الذي اخى بينهم رسول الله فامره عمر ان يؤذن لانهم اشتاقوا لصوته بالاذان فهو يذكرهم بالحبيب محمد وبدأ بلال فى الاذان حتى وصل الى اشهد ان محمد رسول الله فلم يستطع ان يكمل لانه تذكر انه قد مات فتحشرج صوته من البكاء حتى اغمى عليه رضى الله عنهم اجمعين رجال ونساء وغلمان وعبيد وموالى كلهم احبوا رسول الله اكثر من حبهم لانفسهم واموالهم واهلهم والناس اجمعين
هذه صفات الرجال الذين فتحوا بيت المقدس من قبل و لن يفتح الان الا اذا اتصفنا بصفاتهم فى محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
______________________________
بقلم/محمود عبد المتجلى عبد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق