على ونجوى
شهداء الاقصى
------------
يا ماكان بالجزيرة
الا طفلة ووالدتها
قبل سنين بين الشجيرات
بالاحراش كثيفة الاشجار
الطفلة صارت شابة
كالوردة الجوري
في ريعان شبابها
وما زالت تبحث عن والدها
وفي احدى الايام والابنة تبحث
في احدى مرتفعات الجبال
سمعت خشخشة وصوت ضئيل
اقترب ونادت بصوتها الناعم الرقيق
من انت انسي ولا انت جني ...... ؟
لا يرد عليها حد بل بقيت تسال
وفجاة استدارت حولها ورأت
شاب كالملاك يبتسم لها
تلعثمت قليلا وعادت تسال
من انت ومن اين ايها الملاك
لم يرد على سؤالها
بل بقيا يبتسم لها في ذهول وتجب
ومعا الاثنين من تكون ومن تكوني
واخيرا ارتسمت البسمات
والضحكات تعلوا ولها صدى
ما اروع من هذا الصدى
بل لحن يسمع ولا ينتسى للابد
وفجأة هدا الاصوات بالمرح والامل
مد يدية اليها لكي يصافحها
وقال لها انا علي الحسين
من فلسطين وانت يا صبية
انا ودمعتها تنهمر على وجنتها الحمراء
انا نجوى الحسيني من القدس
يا علي ايضا فلسطينية
ابي فلسطيني وامي عراقية
وجدتي ام والدتي سورية
وجدتي ام والدي جزائرية
ماذا اقول لك يا علي لنا بكل الاوطان
اعمام واخوال من قديم الزمن
ويقال ان جدتي قبل قرون
صعيدية من مصر ام الدنيا
تنهد علي عميقا وبصوت خفيف رومانسي
وانا كذلك جدي من السعودية من وادي فاطمة
في مكة المكرمة ولي اعمام في مصر ام الدنيا
واجداد بالعراق ايضا . ومعا ما اجملها من صدفة
الكل منهما يسال الاخر لماذا هو في هذة الاحراش
في مزاح على لنجوى انا هنا ابحث عن اليمامة
قالوا لي انها في هذة الاحراش ولكن انت ماذا تفعلين
ضحكت وارتسمت بين شفتيها بسمة ويالها من بسمة
انا ابحث عن والدي من زمن بعيد اختفى
في هذة الاحراش . كنت طفلة وعندما كبرت
خرجت ابحث عن والدي . علي بعد هذة السنين
هل ابوك حجر او تمثال او كنز مدفون هنا
حتى تلاقية اكيد نجوى ذهب الى احدى الدول
عادت نجوى تطلق ضحكتها والصدى لحن الامل
نجوى فل نرجع الى الوطن ربما والدك عاد
نعم انه عاد صلاح الحسيني كان معتقل في احدى السجون
بعد عشرون سنة من الاعقال المنفرد بالزنازين
عاد شامخا يمجد بالوطن والاوطان لبيك يا قدس ويا فلسطين
عاد علي ومعاه نجوى والكل منهما سعيد بالاخر
يحمل الكل منهما في صدرة فرحة الامل والحياة
ولكن يا ويلاه ويالا الالم . لم تكتمل الفرحة لهما
مرضت نجوى بمرض الكورونا وبقيت بالبيت
تبكي تارة واخرى تضحك فرحانة لعودة والدها
وحزينة لانها لاترى علي ........... ؟؟؟ !
ما هذا حب لا بل عشق لا بل جنون الحب والعشق معا
وفي يوم من الايام فتحت نجوى النافذة لكي
تستنشق الهواء النقي وتتمتع بالصحة الجيدة والعافية
واذا شاب نحيف من قلة الاكل والشراب نائم تحت نافذتها
في سرها قالت نجوى من هذا متشرد او طالب احسان
خرجت من غرفتها سريعا متجة نجوه الشاب
وعندما راته صرخت وصكت خديها انه علي
علي ياقم وانهض ماذا تفعا هنا وعندما استيقظ علي
من انت يا نجوى الحمد على سلامتها وقاطعته نجوى قل لي
ماذا تفعل في هذا الجو البارد
نا لم ارحل من تحت نافذتك ادعو الله ان يشفيك
وان تعودي لي سالمة ومعافاه . علي كل هذة المده وانت هنا بلا طعام ولا شراب
سابقى اينما كنت يا نجوى انتظرك طوال عمري يا بعد عمري
تعانقا علي ونجوى والدموع تذرف من اعينهم شوقا وخوفا من المستقبل
علي . الان يا نجوى اعتذر منك اتركك واعود الى اينما كنت وحيدا
نجوى وانا يا علي لماذا تتركني ايضا وحيدة . بدونك اموت
لا تتركني بين انياب الوحوش الكاسرة .انت عمري الان وحياتي
انت صرختي واهات انت بسمتي وضحكتي بدونك لا اسوى
فجاو وضع على كفه على ثغرها ولم يتركها تكمل الحديث
بصوت خافت ومرير لا يا نجوى المستقبل امامك الان
انا فقير الحال لا بيت ياويني ولا اخ يساندني انا اليتيم المتيم
كنت ابحث عن الطيف كطيفن انت ولكن لا اقدر ان اصعد الادراج
وانت لا تقدري ان تنزليها . بيننا نار الفقر ونار الفتنة ونار الكبرياء
اني راحل يا نجوى ولكن اعود ربما الايام تجمعنا تحت سقف واحد
رحل علي وترك نجوى تنوح كاليمامة بل عادت مريضة اكثر من مرض الكارونا
ووالديها لم يعرفو سبب مرضها حتى الاطباء جميعا .. وعاد علي لمدينة رام الله
يحمل الاوجاع على كتفية .عاد يرقد في بين اهله القديم .
منادي بالبلاد بالمدائن والقرى والمخيمات هيا على الجهاد الاقصى في خطر
سمعت نجوى النداء وانتفضت كانها جن مرصوص مقيد وعلى كذلك
والناس جمعا حتى الاعراب سمعت اصواتهم على جسر النمرين بالاردن
وبالجنون اللبناني وبالجولان ومن سينا جاءو من حدب لنصرة الاقصى
ما بين الاقصى وقبة الصخرة المشرفة بالقدس .صوت النساء المرابطات
والمرابطين تعلوا نار تشعل في اجساد العدو . وبعد ساعات من الزمن طائرات صهيونيه وامريكيه وانكليزية وفرنسيه وبعض الاذيال والمتطبعين تقصف المرابطين
بداخل الحرم الشريف .اشبال تستشهد من الرجال والنساء .. حتى امتلأت المستشفيات
العربيه من المرابطين . سيارات الاسعاف تنفل الجرحي هنا وهناك . وعادت الصدفة
بين العاشقين . ويا حسرتي عليهما .. اصدمت سيارة الاسعاف في طريق الحرش مع سيارة اخرى اسعاف الكل منها تجمل جريح والمفاجئة على قلم الراوي نجوى وعلي
كانوا الاثنين الكل منهما في سيارة . السيارتين لم تعد تعمل بل اوقفوا سيارة اجرة لكي تنقل
الجريحين لاحد المستشفيات العربيه . وعندما نقلوا المصابين الى سيارة الاجرة هنا الصدمه والمفاجئة والدموع والانين والعناق . كانت نجوى وعلى .وعندما التقت اعينهما تنظر الواد منهم للاخر . نسي علي ونجوى الجراج وصار الاثنين يجريان ويعودا للعناق . تركت الجموع العربيه من سينا والجولان والجنوب اللبناني حتى من المغرب العربي جميعا . اتدوا حول غلي ونجوى . لا نسمع سوى كلمة يا حرام فلسطينين ماتوا نسوا الاعراب كلمة شهيد .
على بصوة كالرعد نجوى هذة الجموع تناصرنا غدا تعود فلسطين لاهلها وجميع اللاجئين من العرب الى ديارهم مشر الكل منهما معاكس للاخر بدون قصد حتى صحوا من سبات وعادا يركضان نحو الاخر وتعانقا علي ونجوى بصوت واحد احبك احبك لبيك يا فلسطين
مات على وايضا نجوى شهيدين . ودار حرب الشوارع بين العرب في كل الدول على على ونجوى .من يدفن الشهيدين في وطنه . وعادت ارواح الشهيدين تصرخ يا عرب كفوا عن الحرب بينكم . غدا تشرق الشمس وتطلق ع العدا المدافه . كونو في فراشكم نيام
القدس منها خلقنا وولدنا على ارضها ولاجها استشهدنا وفي ارض القدس المدفن
لاجل الحب ترخص الارواح ولاجل الحب تسيل الدماء ولاجلك يا قدس كل شيء يهون عاليا
---------------------------------------------------
بقلم الشاعر علي الحسين الفلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق