الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

اليوم العالمي للتضامن الإنساني حيث لا تضامن ولا انسانية...

 اليوم العالمي للتضامن الإنساني حيث لا تضامن ولا انسانية...

بقلمي. الأديب د. عزمي رمضان
وقفت كثيرا وترددت كثيرا ان اكتب في هذا اليوم وفي هذا الموضوع الذي نراه من غلافه انه محبة وسلام ووئام ولكن مضمونه وفحواه يقول غير ذلك حيث أن خلف هذه الكلمة تساؤلات كثيرة تطرح نفسها هل نحن فعلا في تضامن؟؟؟.
او هل هناك ما يسمى التضامن الإنساني؟؟؟؟
دعونا نضع تحت هذه الكلمة آلاف الخطوط الحمراء ونقف نحاول الإجابة عليها... فمن وجهة نظري الشخصية ان هذا اليوم مثله كمثل باقي ايام الأمم المتحدة للإحتفالات فقط دون تطبيق معاني هذه الأيام على أرض الواقع لأنها غير موجودة على أرض الواقع فعليا.
اين التضامن الإنساني عما يجري في فلسطين وفي غزة بالذات التي منذ سنوات طويلة وهي تحت الحصار وقد حرم سكانها من أبسط وسائل العيش أين التضامن عن ما يجري في السجون بحق الأسرى والمعتقلين وبالذات المرضى منهم واين التضامن في الأفراج عن جثامين الشهداء أصحاب الأرقام التي يحتجزها المحتل واين دور الأمم المتحدة في ذلك... أين التضامن من ما يجري في سوريا والعراق واليمن وممن يهاجرون قسرا عبر البحر فمنهم من يموت غرقا ومنهم من يسجن او لا تستقبله الدول التي تتم الهجرة إليها... أين التضامن من فقراء العالم والمشردين الذين لا يجدون مأوى لهم ونحن الان في فصل الشتاء والبرد القارص قاتل... أين التضامن من كفالة الأيتام ورعايتهم أين التضامن من كبار السن والعجزة أين مرضى السرطان من التضامن حيث لا يجدون لهم مكانا في المستشفيات وخاصة إذا كانوا من كبار السن. واين التضامن من أطفال الشوارع والمشردين في بقاع العالم واين التضامن من ضحايا المخدرات والتفكك الأسري وضحايا الطلاق أين كل هذا من المعنى السامي للتضامن الإنساني...
لا نريد احتفالات خادعة ولا اوسمة كاذبة ولا تكريمات فارغة من المضمون. ولا نريد أن تمنحنا الأمم المتحدة ذلك وهي من اضاعت الحقوق واصبحت تنادي بها بدعاوى مزيفة وتسميات خجولة لا تعكس الحقائق في البلدان كافة حتى المتقدمة منها فلا يقتصر الأمر على الدول الفقيرة او النامية.
اذا أردنا ان نطبق هذه الكلمة في حياتنا فلا بد أن نطبقها بمفهومها الذي يحوي معاني انسانية كثيرة ساعتئذ قد نستحق ان ينظر لنا بعين الاحترام والتقدير.
اما غير ذلك فتنبذنا أنفسنا قبل المجتمعات وسنعيش في زمن الهزيمة والرذيلة والخنوع لنرفع راية سلام زائفة.
ولكن ان انتصرنا لهذه الكلمة ومعناها الحقيقي في التضامن الإنساني فمن المؤكد سنرفع راية سلام حقيقية بجانب خطاب حقيقي للتضامن الإنساني لنحقق ولو الشيء اليسير من مفهوم هذه الكلمة لمن تاه في مجاهيل الحياة وغاب في سراديبها وليكن شعارنا حقيقي وليس شكلي في التضامن الإنساني وليس وهما واسما ورسما فقط.
ان التضامن الإنساني هو مسيرة حياة وبسمة نرسمها على وجوه من حرموا حق الحياة بكافة اطيافهم وصفاتهم ولا نريد احتفالات جوفاء لا تمت للانسانية بصلة.
نعم نحتفل كل عام بأيام كثيرة من ايام أجندة الأمم المتحدة
ولكن هل قمنا بمراجعة سريعة بما تم إنجازه من أعمال لتحقيق ما نصبوا اليه في احتفالاتنا خلال العام المنصرم
هل تمت مراجعة ما فعلته وقامت به الأمم المتحدة مثلا لتحقيق هذا المعنى الذي ادرجته تحت مسمى التضامن الإنساني. انا اقول لكم من المؤكد لا وما زالت تراوح مكانها في كل قراراتها لانها هي صورة ليست حقيقية لامم غير متحدة تحكمها بضع دول تسيطر على العالم بقراراتها وقد ألغت دور الأمم المتحدة تماما وتسيطر على مراكز القرار بشكل كلي لذلك هناك قرارات مجمدة منذ عشرات السنين لا تستطيع الأمم المتحدة ان تفعل بشأنها شيئا وهذا اكبر دليل على أن دورها مهمش تماما...
من المؤكد على أرض الواقع لا يوجد شيء اسمه تضامن إنساني فما زالت الحريات مكبوتة والصحف محجوبة والاقلام مكسورة والالسنة قد اخرست وبدون ذلك فلا تضامن ولا معنى للحياة فكيف يكون هناك تضامن إنساني؟؟؟؟؟؟
ومن ينادي بالتضامن الانساني هو أول من يهرب من مسؤوليته تجاهه. ليس التضامن كلمة نقولها ولا احتفال نحتفل به وكفى بل هي طريقة شرعية كفلتها الشرائع كلها وكفلها ديننا الحنيف فلنحيي التضامن في أنفسنا ثم في اسرنا ومحيطنا وبيئتنا ليعم الأمن والسلام للجميع حول العالم.
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...