أخطار التقليد الأعمى.
بعض الناس يقلدون الكل وفي كل شيء حتى فيما لا يعرفون صلاحيته، وهذ يدل على أنهم فقيدي الشخصية...
يا أخي، كن أنت، أنت.. لا ترى في افعال الآخرين ما يجرك لتقليدهم. اجعل لك بصمة خاصة بك ليست عند أحد.. فكر قبل التقليد ولا يكن تقليدك للآخرين مجرد تقليد للتقليد لان ما فعلوه اعجب الناس. فما قاموا به قد تطلب منهم جهدا ووقتا.. لا تقلد أحدا فقد منحك الله، انت كذلك عقلا مثلهم.. عقلا تفكر به، فاستعمله. وحاول انت كذلك أن تجد طرقا للعمل خاصة بك.. فبالتقليد ستنسى خصوصيتك وتضيع أنت بضياعها.. إن أردت تقليد أحد، على الأقل فليكن تقليدا ذكيا ومدروسا وترى ان لك فيه منفعة. لا تقلد للتقليد حتى لا تقع في ما لا ترضاه ولا تحمد عقباه.. إن أردت فعلا أن تقلد وكان التقليد مرضك، فقلد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الخلق. قلده تقليدا اعمى في كل شيء و بلا تفكير. قلده في معاملاته وفي اخلاقه وفي محبته لخلق الله، وقلد خلفاءه الراشدين في عدلهم، وقلد صحابته المخلصين في عباداتهم...
فالتقليد الأعمى في غير هذا، يا رجل، لا يجلب لصاحبه إلا المتاعب.. وهاك مثالا:
يقال أن فلاحا كان له حماران. حمار قوي وذكي، وحمار ضعيف وكسول.. أراد مرة أن ينقل سلعة الى السوق، تتكون من ملح وجرار.. فجعلته الضرورة أن حمَّل الحمار القوي الملح الثقيل لأنه يعرف أنه قادر على حملها، وحمل الحمار الكسول الجرار الفارغة الخفيفة حتى لا يتعبه.. اخرجهما الى الطريق، وتركهما يسبقانه للسوق لوحدهما.. فالحمير تتذكر دائما طريقها.. في طريقهما وجدا بركة ماء و كان الجو ساخنا. فكر الحمار الذكي أن يمر من وسط البركة لكي يخفف من حرارته ويغسل عرق جهده. قلده الكسول تقليدا أعمى. الحمار الكسول لم يكن لا متعبا ولا متعرقا فدخل البركة مثل صاحبه.. لما خرجا، كان الحمار الذكي قد خف حمله. فكل الملح كانت قد دابت مع الماء، لكن الحمار الكسول زاد من وزن حمله لأن الجرار قد مُلِئت ماءا بدون وعي منه...
فلتكن لك هذه القصة عبرة.. واعلم منذ اليوم أن كل مقلد لا ينال من تقليده الأعمى إلا حمولة زائدة تثقل كاهله...
أحمد علي صدقي/المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق