شَكوْتُ إلى البلاغةِ سوءَ حَظِّي
بقدْر الجدّ يُكْتشفُ المجالُ***وفكرُ المرء يشْـــــــــــــــحدهُ السّـؤالُ
ومنْ سَهر اللّيالي اخترتُ ليلي***فجاءَ الكدُّ يطـــــــــــــــبعهُ النّوالُ
وفي الألفاظ أغْرقني التّحدّي***فهاجَ الفكرُ وانكـــــــــسرَ المـــحالُ
شكوتُ إلى البلاغة سوء حظي***وكادَ النّطقُ يغلبهُ السّـــــــــــعالُ
نظرت إلى البلاغة في سكون***وفي التّفكير حاصرني السّــــجال
وعـــــــــدت إلى تراث الأوّلين***لأعـــــــــرف ما يروج وما يقال
فأذهلني قريض في بحور***بها الأمــــــــــــــــواج يركبها الرّجال
قرأت الشّعر فانشرحت بذاتي***معان لايــــــــــــــجاريها الخـيال
معان تســــــــتبدّ بمن هواها***وتصـــــــنع في معاملها الخصــال
تعطّّر شعــــــرها بالضاد حرفا***وتحــــت الوحي ظـــلّله الكمال
به القرآن فقّهـــــــــنا جميعا***فهــــــــبّ الهدي وانكسر العـــقال
لسان الضاد أكسبني شعورا***به الأشـــــعار في الأحـــــلى تقال
وكنت أظنّ نظم الشّعر سهلا***وعبر البوح أرهــــــقني السّــؤال
أحاول قدر جهـــــدي باجتهاد***وسعي العقل أدهشه المـــــــجال
وفــــــي يوم من الأيّام جاءت***بنات الفــــــكر يصحـــبها النّوال
فضمّتنــــــي إلى صدر حنون***وثدي الأمّ يرضــــــــــعه العيال
كذلك في التّعلّم كان ذهني***وبالإصرار تنبــــــــــــسط الجـــبال
محمد الدبلي الفاطمي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق