الاثنين، 17 أكتوبر 2022

بَائِعَةُ الوَرد بقلم الهاشمي البلعزي

 بَائِعَةُ الوَرد


كَلَامُ الرُوحِ لِلْرُوحِ
يَرُجُّ القَلْبَ يُنْعِشُهُ
وَ بَوْحُ الخِلِّ لِلْخِلِّ
يُنِيرُ العُمْرَ وَ يُسْعِدُهُ
فَخَلِّي حَمَامَكِ يَعْلُو
سَمَائِي كَي أُرَاوِدَهُ
هَوَاكِ وَ قُبْلَةٌ أُخْرَى
هَوَاكِ إِيمَانٌ أُجَدِدُهُ
وَ ذَاكَ الزِرُّ أَغْوَانِي
أَبِيتُ اَفُكُّ شَفْرَتَهُ
بِمِحْرَابٍ عَلَى التَلِّ
أَشُدُّ الرِيحَ وَ أُفْلِتُهُ
أَرَى غَمْغَمَةً عَلَى الشَفَةِ
أُقَبِّلُ الثَغْرَ وَ أُهْفِتُهُ
شَكْوَايَا شَكْوَاكِ
وَ نَرُشُّ أَمَانِينَا
كُلُّ الصَبَاحَاتِ لَهَا
نُورٌ سَيَحْمِينَا
مِنْ كَفِّكِ مَفْتُوحٌ
يَنْبَثِقُ لَنَا أَمَلٌ
فَمَا بَالُ بَائِعَةِ الوَرْدِ
سَكَنَتْ مَوَانِينَا
فَلْذَةُ الكَبِدِ
قَمِيصُ البَحْرِ خَبَأَهُ
يَا وَطَنًا ضَاقَ
وَ مَا صَارَ يَكْفِينَا
تَعْشَوْشِبُ الآهَاتُ
مُثَّقَلَةً عَلى صَدْرِي
وَطَنٌ بَخِيلٌ
يَنْهَرُنَا وَ يَرْمِينَا
تِلْكَ السَحَابَةُ
كَانَتْ سَتُمْطِرُنَا
اِغْتَالَهَا الرِيحُ
وَ أَصَرَّ يُشْقِينَا
مَرَّ عَلَى البَحْرِ
الذِي كُنَّا نَعْبُرُهُ
مَاءٌ عَلى المَاءِ
وَ المَوتُ يُرْدِينَا
أَيْنَ أَمَانُ اللَهِ
فِي وَطَنِي ؟
جَفَّ الوِعَاءُ
كَيْفَ سَتَسْقِينَا ؟
أَبْدَيْنَا مَحَبَّتَنَا
وَ كَمْ نَحْذَرُ الزَمَنَ
خَوْفٌ يَشُقُّ لِلْسَاعَاتِ
ثَوَانِيهَا
كُنَّا حَبِيبَيْنِ
وَ كَانَ الشَوْقُ ثَالِثُنَا
صِرْنَا حَبِيبَيْنِ
وَ الأَوْجَاعُ نُخْفِيهَا
مَوْجٌ سَعَى لِلْقَلْبِ
يَطْرُقُهُ
أَغْلَقْنَا أَعْيُنَنَا
خَوْفَ تَأَذِّيهَا
يَا بَحْرُ لَا تُغْلِق
أَبْوَابَ فَرْحَتِنَا
مُدُنُ الهَوَى
حَنَّتْ لِبَانِيهَا
قَالَتْ أبِيتُ اللَيْلَ
رَاجِفَةً
يَا فَلْذَةَ الكَبِدِ
مَهْلًا سَتُبْكِيهَا
حُبْلَى خُيُوطُ الصُبْحِ
أَتْبَعُهَا
مَهْلًا لَكَ الأَمْجَادُ
سَتُهْدِيهَا
أَنَا الصُوفِيُّ وَ الكَلِمَاتُ
أَسْلِحَتِي
أَشُدُّ عَلَيْهَا أَوْزَارِي
وَ أَجْنِيهَا

الهاشمي البلعزي
في
17/10/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...