طوق النجاة
ما من أقداح تنتشي بنا
على شاطئ البوح
تشرئب لها الشفاه شغفا
إلاّ وأنت البشر؛
تستبيني عيناك
ولا يستبد بي الخمر
ما من حرف يولد ألقا
على كف القريض
إلاّ وأنت الأوتاد والفواصل
والأسباب وبحور البهاء
إذا استفاق بدواخلك الشعر؛
ما من دهشة
من شهقة
من رعشة
إلاّ وانت دون النساء
القلم والحبر ...
فهل يخفًى عنا بعد شيب
نبض القلب
هل يخفًـــى عن عشاق المناجم
التراب والتبر؛
قد أرمي أوراقي
مكشوفة في وجه الألحان
ليسقط حرفان من أبجدية الكون
هما النجم في عليائه والبدر
والباقي حاء وباء
واشتعال الأحاسيس
لما يتتاءب الفجر؛
حتى ولو كتمتِ السر الدفين
ففي عينيك يتربع
البوح العنيد والجهر؛
لا تشبهك نساء الكلاشا
إذا انتفض الفكر
ظلي المتشائل لا يشبهني
صباحا يختفي خلفي
وبعد الزوال يبدده العصر....
في عزلة الروح
في غربة الوجد
إن أضناني الألم
وهدّنِي السقم
فأنت طوق نجاتي
التي تكسو بالفرح حياتي
وتتوسد وًلًهَا آهاتي
أنت كأسي ودناني
التي فاضت بالوجد
وجمرة القلب قد عمدّها
في محراب الوفاء البحر
محمد كابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق