الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022

إلى ولدي

 إلى ولدي

أما نحن ياولدي فقد بعنا أحلام الطفوله وأحلام الصِبا وجميع الأحلام وركضنا كثيراً إلى لا شيء، حتى انتهت بنا الخطوات وابتلعنا المكان في بطنه إلى حيثُ أنه لا يوجد لنا عوده مره أخرى لقد خسرنا السباق في هذه الدنيا ولا سيما بعد انقضاء كل هذه الأيام والسنيين من عمرنا وهذا نتج عن انجرافنا خلف العادات والتقاليد الريفيه التي ذهبت بنا الي الهلاك المُحتم، وكانت هذه النهايه نهايه مأساويه لا شك في ذلك، وكأننا جئنا إلى الدنيا لكي نُعذب فيها ونعاني من كل شيء حتي من أبسط الأشياء، فالحياه بدون هدف اوتأثير تجعل عمرك رخيصاً، رخيصاً جداً لا يساوي شيئاً، أضف إلي ذلك أن القرويين قد توارثوا الاستسلام السريع لقلة حيلتهم وأصبح ذلك الأمر مألوفاً بالنسبه لهم، وقد يكون هذا هو السبب الأول والأخير لما آلت إليه الأمور، لذلك ياولدي عليك أن تسعى خلف هدفك وتعلن عن ذاتك لا تلتفت إلي الوراء إلا لأخذ العبره والتعلُم من الماضي، إمضِ خلف مكانتك التي تصبو إليها ، ثُمة بطل داخلك لابد أن تفتش عنه ، واعلم أن تحطيم الصخره يبدأ بضربه وطريق النجاح يبدأ بخطوه ، لقد حرمني والدي من الدراسه كما فعل معه جدي وقال عليك أن تعمل في الأرض إن الدراسه تفسد العقل،، لذلك لا أريدك أن تُصبح نسخه مني فنسختي أصبحت الآن كعمله قديمه تم حظر تداولها، أوتدري ياولدي إن انتظار الحياه بزينتها وزُخرفها بالنسبه لي أصعب بكثير من انتظار الموت، هل تراني؟ لقد شرع الموت في التهام جسدي شيئاً فشيئاً استرسلت الدروس استرسالاً دون انقطاع درساً يتلوه درس لقد تلقينا دروساً قاسيه في هذه الحياة الفانيه ياولدي، أما بالنسبه لك فلابد أن تعيش ، أستطيع الآن أن أقول إن الشفاء الحقيقي لهذا الجسد الذي يشبه جزع شجره يابسه هو الموت، أما عن حياتي فهذه ليست حياه الحياه هناك، هناك الحياه الأبدية
كلمات محمود العارف على

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...