في النِيَّةِ شِراءُ
بيتٍ جديدٍ . .
خاطرةٌ
بقلم وعد الله حديد
في السادس والعشرين من أيلول 2022
أنت اليوم في قمةِ السعاده ,انك والعائلةَ تطئون أرضاً لم تطئوها من قبل ,هي حتما ستكون قدم سعد عليكم ,
واجهةٌ مميزةٌ ومعمار قَلّ نظيرهُ , بيتٌ يشعُّ نظارةً وجمال فيه غرفٌ متعددةٌ ومناورُ منفتحةٌ الى السماء شمسٌ نافِذةٌ أشعتها في كل شبر من البيت ,
هذا مايتمناه امرؤٌ عاش حياته في بيوتٍ لم تعرف الشمس طريقاً اليها ويصعب على راكب دراجةٍ ان يقود دراجته بيُسرٍ واستقامةٍ فالازقةُ مُتعرجةً ضيِّقةٍ وغير ممهدةٍ .
كان ذاك هو حال الانسان في متاهةِ بيته القديم لقد ضاق ذرعاً بوضعهِ في زقاقٍ بائِسٍ كئيب لا أملَ في القريب العاجلِ لترميمِ ما قد خرَّبَهُ الزمنُ ,الحل هو الرحيل والبحث عن منزلٍ ابهى وأرفعُ شأناً
فأمرالانتقالُ الى حياةٍ جديدةٍ الى متنفسٍ مُنعِشٍ للجسد وللنفس . . الى بيتٍ جديدٍ أمرٌ فَرَضَ نفسَهُ وسوف يكون ممكناً ان يحصل عليه من منطلقٍ ماديّ .
وها هو اليوم يضع اول قدمٍ على عتبةِ بيتٍ فيه من المؤهلات ماكان يحلمُ به يقِضاً وفي المنام ,
يبحث الكثير من الناس عن منطقة متواضعةٍ للسكنى ذات شوارع معبدةً باسفلتٍ او بغيره , أمنيةٌ خَجِلةً أُخرى أن لا يكون البيتُ بعيداً عن السوق . .وأمانيَ كثيرةٍ أو قليلةٍ سوف لن يُصَرحُ بها
لصعوبة تحقيقها على ارض الواقع .
ولكن . . ستبقى هناك مشكلةً ازليةً يَغُضُّ الناسُ النظر عنها ولا يولون لها اهتماماً . . فيقعونَ فيما يَخشَونْ .
إنّ الماء امرٌ مهمٌ تتجاوز اهميته ضوءُ الشمس وعدد غرف البيت والواجهةُ المعماريةُ المميزة , إنَّ أخاً لي يعاني من شحة الماء في بيتهِ منذ اكثر من اربعين عاماً في احد احياء المدينةِ ولم يزل
يعاني من شحة الماء وانقطاعهِ اكثر الاوقات ويستخدم (ماطوراً) كهربائياً لتصعيد الماء الى الخزانات في سطح البيت .
الماء هو صيرورة الحياة ولا يمكن العيش من دونه فهو المعني بالشرب واعداد الطعام والاستحمام وشطف الاسطح المكشوفة للسماء , احتياجنا للماء يجب ان يكون اسبقيةً اولى قبل البدء
بالتخطيط لأقتناء بيت , إن تدفق الماء ووصوله الى خزانات المياه في سطح المنزل دون عناءٍ ودون استعمال طاقةٍ كهربائية هو امرٌ ممتعٌ ومُسِرٌ ويبعد عنك معضلة شراء ذلك الماءُ ب(التانكرات)
وصعوبة إيصاله الى الخزانات أعلى البيت.
فَكِّر بِأمرِ الماء قبل ان تعطي دينارأ واحداً الى مالك البيت الذي تُزمِعُ شراء بيته , لاتعتمد على من يقول لك ان الماء متوفرٌ ليل نهار , إعمد بنفسك الى اقرب صنبورٍ فافتحه لتتأكد بنفسك من ان
الماء جارٍ نهاراً ,
كان ذاك هو الماء , نعم هو مهم جداً وجعل الله منه كل شيئٍ حي . فلا تهاوُنَ بِشأنِهِ .
ويأتي الجار . .
الجار هو الاخر أمرُهٌ مُقلِقٌ حين التفكير بشراء بيت جديد , معقدٌ وشائكٌ لأنك تنوي ان تعيش حياتك بأمن واطمئنانٍ تامّين لكثرة ما عانيت فيما مضى من تداعيات العيش في بيتك القديم ,
الكثير من الناس اضطروا الى بيع بيوتهم لمجاورتهم اناساً تتقمصهم السفاهة وقلةُ الحياء لايقيمون وزناً لمعنى الجيره , لايعرفون ان الله ورسوله الكريم قد اوصى بالجار خيراً ولكنهم قومٌ لايفقهون
فيعمدون الى الحاق الضرر بجيرانهم بممارساتٍ شتّى , تأتي اذيتهم تعَمُداً حيناً أو انها تأتي دون قصد في احيان اخرى وفي كلتا الحالتين فهو أمرٌ لايُحتمل .
الامر ليس بالسهل ان تحصل على معلومات صادقةٍ وصريحة عن الجارالذي من المؤمل مجاورته بعد حين , حاول ان تحصل على ايةِ معلومةٍ وبأية طريقةٍ تراها مناسبة ,وإذا كان لك بين الجيرانِ
صديقا او قريباً فسوف لن يبخل عليك بما يعرفه عن اخلاق الجار وتصرفاتهِ .
وعد الله حديد
١١
٤ تعليقات
أعجبني
تعليق
إرسال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق