لا تتركي في عينيك الغيم يسبح
إذا عانقتك كف الحُلم ،
لا تتركي الربّ واقفا خارج قلبك
ينتظر أفول النجم ،
لا تتركي الظلام يعبر إليك
من نوافذ الهمّ ؛
اعبري شط الشوق
عبر التوق ،
لا تركبي سفن الوهم ،
إلى ما يكْسِر فيك شهوة الحكي
ثمالة البوح
واستمالة الرسْم.
بهاء الليل سيدتي
لقاء من إليه نشتاق
في البعد وإن دنا فارفع
يازمان وشاح اللوم .
يسبح في اللج من تحدى ذراعه
الموج الهائج
ومن خبر فن العوم
كل قلب ألفى مناه عد عاشقا
والعشق دين التقاة دين الصفاة
لا دين الجهال والبُهْم .
شدي إليك بثغر اليراع
بخيوط الشراع ،
شدي إليك بألوان الطيف
فالجمال في الدنيا
مكفول لمن تجاوز أنين السُّقْم
فردي لصلاة الحرف
كل آيات التحلل ،
وعرّي نهد الشمس
كي لا تحترق الخدود بعد اللثم.
قدي ثوب العاشق واصرخي من فرح :
كم أحبك ، كم أعشقك
إذ أغويتني بالخجل والوصل
وسقيتني يا غريب
على شفاه التشهي
ما حلا من رضاب السُّم ؛
انزعي ثوبك الباكي
وقفي عارية في وجه الخرافة
هشمي فنجان العرافة
تعطري ، تزيني ، ارقصي
في ساعة الحسم ، فلا لغة
أبهى حين تنطق لغة الجسم .
ضمي القصيدة إليك ونامي
على صدرها بما يعتريك
من جنون المقة
كعاشقة أغوتها في سماء
الربيع قلادة الّرجْم ،
كي تولدي كما يولد الملائكة
في بياض البهاء
على لوحة المهووسين
بقداس التشكيل وشياطين الفحم ؛
صوبي من كنانتك لمن تعشقين
نصل السهم ..
قد لا أكون هدفا للرمية
أو قد أكون قليل الفهم...
هي تراتيل الهيام
تصيب الغِبَّ فينسى
وتقتل الصِّبَّ فيأسى
ولو تمنطق بالحِلم
وطما في ربوع الكون بالعِلم ؛
هي مزامير الغرام
منذ الخلق غصة الحلق
حجة الرعد والبرق
لدى العُرْب والعُجْم......
فلا تتركي سطور القلب للسراب
للغياب ، لنعيق الغراب
لطول النوم..
قد تغيب الذات ويتأمر الاغتراب
قد تخلدنا في الوجود ريشة
أو دهشة ، فنعيش في صفحة
الذكريات بما خطه عبق الإسم
املئي كأسي ودعيني أستر
عورة مدامي بالنقر واللطم
وعلميني كيف لا أنساك
يوم تنطقين في جلسة
البوح بتفاصيل الحكم
علني أشفى من استحالة
الوأد وزمن العقم.
محمد كابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق