الجمعة، 1 يوليو 2022

عبد الحميد مشكوري يكتب........................ بقايا معلم

 عبد الحميد مشكوري

يكتب........................
بقايا معلم
ــــــــــــ
مضى الوقت رويدا
دون أن أشعر بالمسافة
بين كوخي الترابي المعفر
وبين هويتي العملاقة
بطل مغوار كنت أنا
أحارب الجهل
بضوء خافت باهت
من فانوس جدتي
أعصر مداد محابري
في جذور الأرض القاحلة
أشتم فيها عبق طفولتي
عبق الكلس حين يتكسر
مضى الوقت دون أن أشعر
ولم يبق مني
سوى بقايا بطل
ويستمر الوقت في المضي
مضى على نافذة محرابي
رافقتْه بشغف خطوات ظلي
يبتعد الظل عني رويدا
وأنا لا أبرح مكاني
أصنع أحلامي
وأضعها في الورق
وأضع الورق حزما
في جيوب أحلامي
أخشى عليها الضياع
كما يخشى الراعي
على قطيعه من الضباع
أو أخشى عليها من الغرق
فسقف كوخي من القش
لا يحميني من المطر
لكن مئزري يحميني
مثل برنوس الراعي
حتى ظننت أنني الراعي
يستمر ظلي في الامتداد
وتكبر أحلامي رويدا
يعود القطيع بالراعي
تهجرني أنا أحلامي
ويمر الوقت ساحبا ظلي
ويظل الراعي راعيا
ولم يبق مني أنا
سوى بقايا راعي
يمر الوقت رويدا
على عتبة محرابي
يسألني اين ظلك ليرافقني؟
أجبته: كنت بطلا
وكنت راعيا
وكنت معلما
أعلم أحلامي ألا تتعثر
أعلمها كيف تحبو وتكبر
تنمو لها براعم وتزهر
كبرت أحلامي
وأمتد ظلي إلى خط النهاية
وأنا على مشارف الستين
لم أغادر كوخي
قد حاصرتني العلل
وقاربت الأربعين
مع هويتي العملاقة
وقد كثر الزلل
ذات ليلة
تشبه ليلة الانتحار
انطفأ النور في كوخي
احترقت أنا كالشمعة
فوق بصيص ذكرياتي
ارقب ببصري المتهري
كيف غادرتني أحلامي
كيف احترق المقعد والمنضدة
وكل أدوات الزينة المستعملة
ساحت حروفي الطاهرات أمامي
وتبعثرت في الأرجاء أرقامي
ناديتك أيها الوقت خذني معك
لكن صوتي غير مسموع
وذاكرتي باتت ضعيفة
وفؤادي موجوع
لم يعد لي ظل ليتبعك
ولم يبق مني أنا
سوى بقايا معلم
لم تعد تنفعك.
ــــــــــــ
عبد الحميد مشكوري
الجزائر _ بسكرة _
2022/07/01
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏
Mansour Benmansour
تعليق واحد
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...