. ( ذات نهار - ج- ٢)
تَتَسَمَّعُ آذانَ السُكُوتُ العَمِيقَةُ
المُنْتَثِرَةُ في قِيعَانِ ....
لَحْظِي السَّاهِمُ ...
لِلظُلُمَاتِ المُحِيطَةِ ...
صَيْحَاتَ تِلكَ الصَّبِيَّةِ
الصَّاهِلَةِ ....،
المُتَبَاعِدَةِ .....،
الصَّمُوتْ ...،
إذْ تُطَارِدُ سَمَاوَاتُ لَيْلَاتَ الغُرْبَةِ
بَعْضُ نَجْمٍ قدْ تَفَرَّدَ بِالوَهَجِ الفَتِيِّ،
وتَمَرَّدَ علىَ كُلِّ وُجُوهِ الدُّجُورِ التَّعِبَةِ ،
تَرْكُضُ اللِّحَاظُ الوَاسِنَاتُ ...،
تَهْرُبُ مِنْ عُتُوِّ الكَوَابِيسُ القَادِمَةُ ،
والمُهَرْوِلَةُ نَحْوَنَا....
تَبْتَغِي اغْتِيَالَ ألْفَ نَهَارْ !
تَرْكُضُ الّلِحَاظُ الجَرِيئَة ،
تَرْكُضُ اللِحَاظُ البَرِيئَة ....
قَبْلَ حُلُولِ الدَّمَارْ !
إذْ قد تَمُجُّ هَٰذِي السَّمَاوَاتُ
الأُرْجُوَانِيَّةُ ...
غُبَارَ هَزِيمَتَهَا المَغْلُولْ ،
وقدْ تَسَّاقَطَ في هَذا المَوْسِمْ ...
ضَحَايَا الأنْجُمْ ...،
ضَحَايَا الأنْجُمُ المَنْفِيَة !
هَلْ ضَاجَعَتْ لُؤْلُؤَتَا لحْظِي الآنَ ...
حِفْنَةً مِنْ ظُلُمَاتِ كُلِّ السُحُورْ ؟!
..................
الصَّبِيَّةُ كُلُّ بُدُورِ اللَيْلاتِ التِي....
شَاءَتْ مُرُورَهَا بِنَافِذَتِي،
والصَّبِيَّةُ كُلُّ الطُيُورِ الطَّارِقَةُ ....
خَلْفَ زُجَاج شُرْفَتِي،
والصَّبِيَّةُ كُلُّ سُرُرُ الجِمَامِ الرَّاقِدَةُ ....
في كُوخِي..، تَدْعُونِي للرُقُودْ !
لا أُضَاجِعُهَا...،
فَنَوْمِي.... مَأْتَمِي....!
إنْ نِمْتُ مِتُّ !
وإنْ نَهَضَ لَحْظِي مِنْ غَيَابَتِ ...
أحلامِهَا الغَضَّةِ ...
عاشَ وَهَجُ فُؤَادِي،
دَامَ نَشِيجُ مُرَادِي،
اتَّأدَ لَهِيبُ سُهَادِي،
كي أعيشُ...، وعِشْتُ!
إنَّها المَوَاقِيتُ السَّحِيقَةُ التي
خُيِّرْتُ أنْ ألُوذَ بِهَا أوْ أنْ أحْيَا..،
فَبِهَا اسْتَجَرْتُ !
تَأتيني...، تقتربُ منْ.....،
تقتربُ مِنِّي، أغْتَرِبُ في وطني!
تقابلني بالتَرْحِيبِ في داري،
تُغَرِّبُني في مَسْكَني !
وترتحلُ بي في أوطان الغربةِ ،
فَيَكْمُنُ مِنِّي وطني !
تَشُدُّ قدميَّ بأولِ دربِ الفَقْدِ ،
أضيعْ ،
تقترب منْ......،
تُفْقِدُني الوطنْ !
تقترب مني....،
تَسْكُنُني !
تملأُ بطني بأرْغِفةِ الجُوعْ ،
تُبَلِّلُ رِضَابي الجَافَ من جدولها
الظَّامئ
إذْ قدْ تَدَفَّقَ بينَ نهديها جدولٌ ...
يَسْتَقِي بِمَحَبَّتِي،
تُطَوِّقُني بأنسمةِ جَوَايَ الدَّامِي،
تُلَفْلِفُني بأثوابِ الغِيَابِ الحَاضِرِ ،
لِيُفْعِمُ لَحْظِي طَيْفَها المُخْتَال ،
الجَمَالُ الجَبَّارُ ...
يَنْتَابُ جَفْنِي...،
وَ يُغَادِرْ !
كلماتي :
أحمدعبدالمجيدأبوطالب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق