حب يعيد الروح
كانت رغدة فتاة جميلة إذا جلست بين أقارنها تبدو قمرا ساطعا بين النجمات وكانت منطلق للحياة ليس حبوا بل بأقصى سرعة ومسافة تستطيع إن تمد إليه
قدميها في كل خطوة وكأنها تريد تحقيق رقما عالميا قياسيا في العدو نحن حب الحياة والسعادة المنتظر
فهي تعشق عادل ذلك الرياضي الشاب الطموح المثقف
الأريب الذي يعرف المرأة ويقدرها حق قدرها فهو ينظر إليها دائما إنها هي مجموعة الأجهزة الداخلية المتحكمة بالجسد لذلك يراها بكيانه وروحه بل يحبها كأن مكتمل الأركان وهي تدرك ذلك في عادل فتبادله الحب وترى فيه كل رجال العالم وهكذا تسير الحياة بسرعة وهما يخططان لعش الزوجية وكيفية تحقيق حلمهما بالسعادة
وفعلا تزوجا وذهبا لقضاء شهر العسل وتمر ثلاثة أشهر من الحياة السعيدة بمتعة تعانق من أجلها كوكب الزهرة
مع الأرض ولتنظر النجوم في افلاكها على هذين الحبيبين فتبتسم الشمس للقمر كأنها تريد أن تقول له بلسان حالها هيا نكف عن الدوران لنشاهد تلك الملحمة الغرامية والتي هي للحب أروع بيان للعالم والناس ولكن
دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن في يوم ورغدة بالمنزل تطهو طعام الغذاء فحدث تسرب غاز من الماسورة التي تمد المطبخ فلم تنهض ولم تسرع بالخروج من باب المطبخ إذا بإنفجار هائل وحريق كبير بالمنزل وعادل يحضر مسرعا لمقابلة محبوبته فإذايرى بعينيه هذا الحريق الهائل فيذهب مسرعا لدخول البيت
ولكن رجال الأطفاء الذين حضروا يبعدوه بكل قوة ولكن عادل لم يستسلم فأخد ينادي بصوت عالى يارغدة
وهو يلف حول المنزل بأقصى سرعة ولم يتوقف أبدا عن النداء فإذا برجل إطفاء يقول هناك شيئ يحفز داخل الصالة وقريب من باب البيت التى لم تصل إليه النيران فكسروا الباب فرأوا جسد مشوي كاللحم لا يقدر حتى على الصراخ فحملوها في بطانية وقد نقلت في عربة أسعاف مجهزة لمصابي الحرائق فيركب معها عربة
الأسعاف وقد تشوهت ملامحها وعادل ينظر إليها ودموعة تنزل على حروقها فتعمل عمل الطبيب في تطيب الجرح بل لم يتبق لها بوجهها سوا العينان وقد تاهت بملامح الوجه ورغم كل ما في رغدة فكانت ترى
عادل وترى دموعه فيطمئن قلبها فيعود للحياة بنبض
جديد وتذهب إلى المستشفى لتقوم بأكثر من ستة عشر عملية ترقيع بالوجه وباقي أجزاء الجسم وعادل معها يدفعها حبا في العودة للحياة فقد أحب روحها ولم يحب شكلها فذهبت ملامح الشكل وبقت الروح التي اجتهد في أن يرويها حبا وعشقا والآن يسير معها بالشارع مفتخرا بها وهي تعشقه بل زاد عشقهما أكثر
من السابق وهي تقول ما اخرجني من نيران الجحيم
صوت عادل الذي لم يتوقف عن الصراخ بإسمي فاستنهض قدرتي على الحزف حتى وصلت إلى الصالة التى كانت نافذة الأساسية من الزجاج فحمد الله أن رأني رجل الإطفاء ليكتب لي السلامة وليشعرني عادل إني بحبه يراني اجمل نساء فتعيد روحه داخل جسده
لتنطلق مرة أخرى نحو السعادة وتستكمل حلمها بالحياة
الكاتب /إبراهيم شبل

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق