الثلاثاء، 5 يوليو 2022

حب يعيد الروح

 حب يعيد الروح

كانت رغدة فتاة جميلة إذا جلست بين أقارنها تبدو قمرا ساطعا بين النجمات وكانت منطلق للحياة ليس حبوا بل بأقصى سرعة ومسافة تستطيع إن تمد إليه
قدميها في كل خطوة وكأنها تريد تحقيق رقما عالميا قياسيا في العدو نحن حب الحياة والسعادة المنتظر
فهي تعشق عادل ذلك الرياضي الشاب الطموح المثقف
الأريب الذي يعرف المرأة ويقدرها حق قدرها فهو ينظر إليها دائما إنها هي مجموعة الأجهزة الداخلية المتحكمة بالجسد لذلك يراها بكيانه وروحه بل يحبها كأن مكتمل الأركان وهي تدرك ذلك في عادل فتبادله الحب وترى فيه كل رجال العالم وهكذا تسير الحياة بسرعة وهما يخططان لعش الزوجية وكيفية تحقيق حلمهما بالسعادة
وفعلا تزوجا وذهبا لقضاء شهر العسل وتمر ثلاثة أشهر من الحياة السعيدة بمتعة تعانق من أجلها كوكب الزهرة
مع الأرض ولتنظر النجوم في افلاكها على هذين الحبيبين فتبتسم الشمس للقمر كأنها تريد أن تقول له بلسان حالها هيا نكف عن الدوران لنشاهد تلك الملحمة الغرامية والتي هي للحب أروع بيان للعالم والناس ولكن
دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن في يوم ورغدة بالمنزل تطهو طعام الغذاء فحدث تسرب غاز من الماسورة التي تمد المطبخ فلم تنهض ولم تسرع بالخروج من باب المطبخ إذا بإنفجار هائل وحريق كبير بالمنزل وعادل يحضر مسرعا لمقابلة محبوبته فإذايرى بعينيه هذا الحريق الهائل فيذهب مسرعا لدخول البيت
ولكن رجال الأطفاء الذين حضروا يبعدوه بكل قوة ولكن عادل لم يستسلم فأخد ينادي بصوت عالى يارغدة
وهو يلف حول المنزل بأقصى سرعة ولم يتوقف أبدا عن النداء فإذا برجل إطفاء يقول هناك شيئ يحفز داخل الصالة وقريب من باب البيت التى لم تصل إليه النيران فكسروا الباب فرأوا جسد مشوي كاللحم لا يقدر حتى على الصراخ فحملوها في بطانية وقد نقلت في عربة أسعاف مجهزة لمصابي الحرائق فيركب معها عربة
الأسعاف وقد تشوهت ملامحها وعادل ينظر إليها ودموعة تنزل على حروقها فتعمل عمل الطبيب في تطيب الجرح بل لم يتبق لها بوجهها سوا العينان وقد تاهت بملامح الوجه ورغم كل ما في رغدة فكانت ترى
عادل وترى دموعه فيطمئن قلبها فيعود للحياة بنبض
جديد وتذهب إلى المستشفى لتقوم بأكثر من ستة عشر عملية ترقيع بالوجه وباقي أجزاء الجسم وعادل معها يدفعها حبا في العودة للحياة فقد أحب روحها ولم يحب شكلها فذهبت ملامح الشكل وبقت الروح التي اجتهد في أن يرويها حبا وعشقا والآن يسير معها بالشارع مفتخرا بها وهي تعشقه بل زاد عشقهما أكثر
من السابق وهي تقول ما اخرجني من نيران الجحيم
صوت عادل الذي لم يتوقف عن الصراخ بإسمي فاستنهض قدرتي على الحزف حتى وصلت إلى الصالة التى كانت نافذة الأساسية من الزجاج فحمد الله أن رأني رجل الإطفاء ليكتب لي السلامة وليشعرني عادل إني بحبه يراني اجمل نساء فتعيد روحه داخل جسده
لتنطلق مرة أخرى نحو السعادة وتستكمل حلمها بالحياة
الكاتب /إبراهيم شبل
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏
١
تعليق واحد
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...