ديوان ( بلا عنوان )
فى مقهى النسيان
ثقبت أوراق جريدتي
لكى أراكى خلسة ؟
متعاطف معك
متعجب لا ساخر
نصف كأسك فارغ
والذكريات ودموعك
تملأ النصف الآخر
ياترى من ذا الذى
كسر خاطر الليل
الشريد على جفونك
الثكلا وجعل
هذا الجمال
مقهور لا قاهر
يال شجنة العيون
أود لو أستطيع
أن أقترب قليلا
بلا إزعاج لتصحين
من كرى لحظاتك
الهاربة من الخاطر
أود أن أنزع
الكأس المنسي
من يدك لأقدم لكي
قدح البابونج ساخن
لتهدئة رعشة خصرك
من ثلج النار الضامر
لاتلتفتى حتى
لاتراني أراقبك
من خلف جريدتي
وأتلصص دون قصد
من ثقب أناره
زبرجد ضوئي
على وجنتيكى
وعلى جانبى الخاصر
يهز مفاصلي صوت
رقرقة دمعك القاطر
وكأسك شارد بيدك
فمن يحتثي ثورتي
ويفك قدماي من
خوف هاجس حاذر
أتشربين دموعك
سارحة بزمن غابر
لابد من تمالك
قواي وتحرك خطاي
نحوك تأخذني إليكي ؟
فلا أحتمل
وأظن أنني قادر
سيدتي : -
مساء الخير ؟
أنا آسف لتطفلي الفاتر
سيدتي : -
ليس لي أى سؤال ؟
لاتؤاخذيني لأنني
أحتليت هذا الكرسي
الذى أمامك كاد ينطق
ولكنه بالصبر يتظاهر
تمنيت لو أجلس
أمامك ولا أدري
ماذا بعد ؟
ولكن بكل صدق هذه
أول مرة بنفسي أخاطر
نظرت إليها ؟
عن قرب
فى صمت وعجبا ؟
ماذا أرى ؟
عيونها بريق البرق الكابر
حاجب مسموك يتفاخر
جفون مرموشة تتقاطر
نظرات تسحر الساحر
كلثوم وجهها ورد زاهر
شفتان برحيق يتماضر
وجبينها مليك متعاطر
والشعر ليل لامع ساهر
قوام أنثى فذا محاصر
ساقان يطلان من ساتر
نهدان قذائف صدر ثائر
زندان أجنحة قطا طائر
فخذان موز بأصيص حائر
ردافان يردفان زفة وبشائر
وعشبها الأرجوانى كالجائر
وماظهر ومابطن والدوائر
تمنيت شطرها فلو أنا الشاطر
وفجأة أختفت ؟
كغشاوة على عيناي فركتها
أوكأنها سراب أو غبار طائر
ماذا حدث ؟
وجدتني فى داري
متكأ على عرش
سريري الغبى المقامر
وأجابني شيئا خفيا
قال هكذا أو كذلك ؟
كل لحظة ترتكب الكبائر
كل ما رأيته كان بخيالك
كانت الفتنة فكرة حمقاء
أرتدت أنثى كما وصفتها
لأنك وحيد ولاتسامر ؟
داعبت فيك الخواطر
فعد لصوابك كما كنت
وتزاوج ليكتمل ذهنك
فلا يقع بالخطأ ؟
إلا أمثالك ياشاطر ؟
الشاعر / حمدي عبد العليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق