قُل لِلَّتِي أبوعلي الصُّبَيْح .
وفاتنــةٍ أَحَلت في فؤادي
فما تجلو بصحــوٍ أو رُقادِ
لها عينٌ غزتني كالأعادي
ولي عينٌ بها التسليمُ بادِ
سهامُ القـوس كم ضلت خطاها
وسهمُ العين ما ضل اصطيادي
قُلْ للَّتي تَغفو على آهاتي
قد كُنتِ مالكةَ الدُنى بحياتي
وسميرةٌ تَحلو بشفَّتِها المُنى
ورواقُ عَينَيها يَجيرُ الآتي
ذُهِلَتْ بعينَيها مَشارِقُ أَنجُمٍ
فَغَدَتْ تَسيلُ بتلكُمِ النَظراتِ
ولها على مَتنِ الزَمانِ جَديلةٌ
سَجَدَتْ لها الأعرابُ قبلَ اللّاتِ
عَبَرَتْ على كُلِّ الزمانِ كأَنَّها
حُلمُ الكرومِ تشيبُ في الحاناتِ
ثم آستدارَ الفُلْكُ نَحو جَهَنَمٍ
ومَضَتْ كحربٍ تَحتَفي بِسَراةِ
لَطَمَتْ على حرفي بتاءِ أُنوثَةٍ
بل نونُ نُسوتِها تَشِقُ لَهاتي
يا تاءَ تأنيثٍ أَتَتْ بشقائِنا
وتَجَهَمَتْ .. وَجهاً بلا قَسماتِ
فقد التقينا والمحارقُ بَيننا
تكوي الصفاءَ وتَحتَمي برفاتي
يا زمانَ الوصلِ قد طالَ اشتياقي
والمســـافــــــاتُ تنــاءَت بالمآقي
كلمــــا جـــــاوزتُ بيـــداءَ التنائي
بالـغَ الليلُ المُشتتُ في افتراقــي
يا صروفَ الدهـر كُفي عن قــتالي
كـادت الأرواحُ تجتـــازُ التراقـــي
بي حنين مستـديــمٌ واشتيــــــاقٌ
كاشتيـاقِ المــاء تحضنه السـواقي
كـم قطعنـــــا من عهـود غاليــاتٍ
حين كنا قربَ جَـــفنٍ من حِـــداقِ
أين عهدُ الوصـلِ موفـــورُ التمني؟
أين وعدُ السحْبِ للأرض الشراقي؟
عودي الى تلكَ الأَماسيَ نَسمَةً
كخشوعِ مُلتَزِمٍ بكُلِّ صَلاةِ
قد كنتِ عطرَ الفاتناتِ لِمَحفَلٍ
حَمَلَتْ بهِ الأيامُ للسنواتِ
أرى في قولها شهدا مصفى
عودي الى تلكَ الأَماسيَ نَسمَةً
كخشوعِ مُلتَزِمٍ بكُلِّ صَلاةِ
أين عهدُ الوصـلِ موفـــورُ التمني؟
قد كنتِ عطرَ الفاتناتِ لِمَحفَلٍ
حَمَلَتْ بهِ الأيامُ للسنواتِ
كم غَرَّدَ الحَسونُ إسمَكِ إذْ رآى
كَتِفي جمالُكِ والهِيامُ دَواتي
وتَضرعَ الرهبانُ في صَلَواتِهمْ
لمّا رَأَوا سِفْرَ الهوى تَوراتي
فكم أحيت مواعدها اصطباري
وكم قتلت بفعلتها مُـــــرادي!
فيا ويلي فؤادي في هواها
أسيرٌ ليس ينفعُه جهــــادي!
سيظلُ أهلُ العشقِ رهنَ جفافِهِمْ
حتى وإنْ حَلوا بِشَطِّ فُراتِ
مالمْ يَذوقوا من زلالِ قصائدي
ويُعمِّروا الصحراءَ من أَبياتي
عودي فما عندي سِواكِ بسلَّمي
نَغَمٌ ولا أُخرى تَرِدُّ حَياتي
قلْ للتي عزفَ الشعورُ لأجلِها
لَحنَ القَصيدِ بخيرةِ الأبياتِ
يا مَنْ وهَبْتِ السانِحاتِ مَلامِحاً
فسكنْتِ في رئَتي بحكمٍ ذاتي
وتحولتْ روحي لسِفرِ مَلاحِمٍ
فيها رأيتُ بدايَتي ومَماتي
ويُشبه فِعلُها قدحَ الزنــــادِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق