خافت عليها من الأيام
احتضنتها بشدة
دثّرتها برموشها
فكانت لها الحياة
مرت الأيامُ سريعاً
رحلت عنها
تركتها في قارورتها
نسيتها هناك
حِرصاً عليها
أو إشفاقاً عليها
فظلت حبيسة لها
ترى العالمَ من خلفِها
ذات يوم قررت
ان تَثقُب الفُوّهة
لتواجه العالم وحدها
فلاقاها ما لاقاها
من الخِذلان
حاولت الرجوع لقارورتها
لكنّ الثُقب ردمته الأيام
فلا ظلت في قارورتها آمنة
ولا استطاعت أن تجاري الأحداث
وسطوة الأحزان
هاهي ورقة خضراء
تبللها قطرات الندى
في فجر يوم جديد
فالتحفت بها
وفي صبيحة يوم آخر
تسللت الحشرات إليها
تنخُر فيها بأسنانها
جرت إلى أعالي شجرة
حيث غصن يتدلى منه الثمار
تلوحُ منه الأماني وجميل الافكار
فباغتها يومٌ فيه الكثير من المرار
وخنجر التحدي والاستهتار
ينخر في الشجرة
قالوا إنها تغلق الطريق
وتُعيق المارة
في وضح النهار
وَيْحَكم
وماذا عن الثمار؟!
قالوا لا ضَير
فما أكثر الأشجار
وهاهي رحلة الحياة
بين الماضي والحاضر
والبقاء أو الفناء
او الرجوع لقارورة الانتظار
ويبقى الأمل
في ذكرٍ وشكرٍ ويقين
في الله الواحد القهار
إنها قارورة أمي
بقلمي :د/نجوى رسلان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق