الخميس، 23 يونيو 2022

حُبّي لها

 حُبّي لها

حُبّي لها قدرٌ والقَلْبُ يَهْواها***ربُّ الخَليـــــــــقَةِ بالفُرقانِ جَــــلاَّها
ظَلَّتْ تُبَيّنُ للأَقلامِ زُخْرُفََها***مَبْنىً وَمَعْنىً وهذا الحَبْـــــــــكُ رَقَّاها
تُمْسي العُقولُ مُشَهّاةً بِعَقْوَتها***كَاَنّها لغَةٌ تُحْــــــــــيي فَنَحْــــــــياها
لها منَ السّحْرِ في الإبْداعِ مُعْجِزَةٌ***سُبْحانَ مَنْ ببديعِ الوَحْيِ سَوَّاها
لولاكِ يا لُغَةَ القُرْآنِ ما انْشَرَحتْ***صُدُورُنا وَلَما الإِلْـــــــهامُ قَوّاها
////
غّنّى الفَرزْدَقُ بالأشْعارِ مَوّالا***فَظلَّ للأدَبِ المَرْموقِ تِمْــــــــــثالا
وَزَغْرَدَتْ أحْرُفُ الخَنْساءِ في زَمَنٍ***كانَ مُعْظَمُ خَلْقِ اللهِ جُـــــهَّالا
وكانَ طَرْفَةُ فَحْلاً في روائِعِهِ***رَقَّى القَريضَ فزادَ الوَزْنَ مِـــــثْقالا
وَمِنَ عَمالقَةِ الأَزْمانِ نابِغةٌ***حَكى النّواذِرَ عَبْرَ النَّظْــــــــــمِ أَشْكالا
بالأمْسِ جادوا بما جادتْ قَرائِحُهُمْ***واليَوْمَ نَحْنُ نَلوكَُ الضّادَ إخْبالا
////
عودوا إلى اللُّغةِ الفُصْحى لِتُحْيينا***وتَبْعَثَ الرُّوحَ في مَجْرى تَآخينا
واسْتَنْهِضوا هِمَمَ الإبْداعِ في لُغتي***واسْتَنْبِطوا قِيَماً تُجْدي فَتَهْـــدينا
نامتْ قرائِحُنا حينَ اسْتَبَدَّ بها***ضُعْفٌ فَشلَّ بِفَرْطِ الجَـــــــهْلِ أَيْدينا
نُمْسي وَنُصْبِحُ كالأنْعامِ في وَطَنٍ***لا عَدْلَ فيه ولا شرْعاً سَيَحْـمينا
واللّيلُ عَسْعَس بالظّلْماءِ مُضْطَهِدا***مُنى دَمَقْرَطَةٍ ظَلَّـــــــتْ تُنادينا
////
يا أهْلَ مَكّةَ أيْنَ الدّينُ والقيمُ؟***وَكَيْفَ نَصْمُتُ والجُهّالُ قَدْ حَكموا؟
أَلَمْ تَرَ المَسْجِدَ الأَقْصى الأَسيرَغدا***مُسْتَعْبَدا منْهُ نارِ الحِـقْدِ تَنْتَقِمُ؟
باعوهُ في صَفْقَةِ القَرْنِ التي انْكَشَفَتْ***واحَرّ قَلْبيَ مِمَّنْ قَلْبُهُ بَشِـــمُ
بيعَتْ مناسِكُنا للْمُلْحدينََ كما***بيعَتْ مَوارِدُنا والنّاسُ تَبْتَـــــــــــسِمُ
لا نَقْبَلُ الرُّزْءَ في مالٍ ولا وَلَدٍ***وفي عَقيدَتِنا بِالجُبْنِ نَتَّــــــــــــسِمُ
////
حَرِّرْ طُموحَكَ فَالأيّامُ تَنْتَظِرُ***والدّهْرُ يَجْري وَعَزْمُ النّاسِ يَحْتَضِرُ
وَإنْ تَكُنْ حَيْثِياثُ النَّظْمِ تُرْهِقُني***فالعَقْلُ صاحٍ بِعَقْدِ العَزْمِ يَبْتَكِــــرُ
إذْ نَحْنُ في زَمَنٍ تَرْكُ النِّفاقِ بِهِ***صَعْبُ المَنالِ بِعَقْلٍ لا له بَصَــــرُ
لَولا المَعارفُ ظَلَّ النّاسُ كُلُّهُمُ****مِثْلَ البَهائمِ لا بَدْوٌ ولا حَضَـــــرُ
وَإنّما اللُّغَةُ الفُصْحى تُوَحِّدُنا***والدِّينُ يَجْمَعُنا والفِـــــــــــكْرُ والقَدَرُ
محمد الفاطمي الدبلي
١
تعليق واحد
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...