الثلاثاء، 28 يونيو 2022

قصة قصيرة

 قصة قصيرة

بقلم : مرشد سعيد الاحمد
محطات من حياة خلف
الحزء الثالث:
تفاجأ خلف اثناء مراقبته في احدى القاعات الامتحانية بدخول مفتش وافد تظهر ملامحه ولون بشرته بأنه من بلدة عين الشهبا اسمه قدري حلواني ابو عيدو فتذكر خلف ان هذا الرجل زميله اثناء دراسته الجامعية.
لكن هذا هذا الرجل تجاهل خلف تماما ولم يكترث به
أو حتى ينظر اليه.
وبعد نهاية الامتحان توجه خلف مساء إلى مكان اقامة المفتشين الوافدين والتقى بزميله وصديقه ابو عبدو
ودار حديث الذكريات ايام الشباب والدراسة وكيف علمه طريقة عزف مقامات الصبا والبيات والحجاز على الناي بعد ان كان يعزف على الزمارة والمجوز والربابة
و كيف علمه رقصة السماح التي يرقصه المطرب صباح فخري اثناء المعسكرات الجامعية وفي النهاية وجه لابو عبدو دعوة لتناول طعام الغداء في منزله يوم غد
اثناء تقديم الطعام شاهد ابو عبدو ابن خلف والدي اسمه عجاج يتصرف ويتعامل مع من حوله بأسلوب عصبي اقرب الى السلوك العدواني .وعندما سأل خلف عن سبب هذا السلوك اجابه قائلاً:
من اهم اسباب هذا السلوك عند معظم شباب اليوم هي ثقافة حب السفر والهجرة الى اوربا بالإضافة الى وجود الكثير من المليشيات المسلحة التي تستقطب هؤلاء الشباب وتدفع لهم مبالغ مالية مجزية وتدفعهم الى ترك مدارسهم وتعليمهم.
وبعد تناول وجبة الغداء واثناء شرب الشاي تناقشا معاً
حول موضوع الامتحانات وضرورة تغيير طريقتها التي تضع الطالب والقائمين عليها في جبهة صراع متبادل وخاصة بعد انتشار التقنية الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي والنت الفضائي و غيرها من وسائل الغش المنتشرة بين شريحة من الطلبة
وان مهمة القائم على العملية الامتحانية هي منع الغش وليس ضبط الغش ومعاقبة الطالب وحرمانه من الامتحان لاكثر من دورة او اعطائه علامة الصفر بسبب التهاون في المراقبة والتفتيش الوقائي قبل دخول قاعة الامتحان
بعد عودة ابو عبدو الى مقر اقامته تحدث لزملاؤه المفتشين عما جرى بينه وبين صديقه خلف من احاديث واهمها سلوك ابنه عجاج وسلوك الشباب بشكل عام في تل المگاصيص وطالبهم بضرورة التعامل معهم بحذر وبأسلوب تربوي وعدم استفزازهم
ورداً على سؤال احد المفتشين بأسلوب ساخر عن مركز ابن صديقه قال لهم: صديقي لم يطلب مني مساعدة لكني استشفيت من كلامه بانه يتقدم للامتحان في مدرسة " ام الشهيدين " بتل المگاصيص
في اليوم التالي وبعد نهاية الامتحان تفاجأ خلف اثناء خروجه من المركز الامتحاني بصديق عجاج في قاعةالامتحان ليخبره بأن احد المفتشين قام باستدعاء عجاج بالاسم وقام بتفتيشه واستفزازه مما دفع عجاع الى القيام بخلع بنطاله حتى ركبتيه واظهار عورته قائلا له : تعالى فتشني هنا
مما دفع المفتش الى مغادرة المركز دون ان يكمل جولته
وسط تصفيق الشباب تصفيرهم في القاعة الامتحانية
وعند اتصال خلف بصديقه ابو عبدو ليسأله عن سبب هذا التصرف الغير تربوي والغير اخلاقي
رد عليه بعصبية قائلاً: هل سمعت بقانون مصونية المادة
الذي ينص ان المادة لا تتغير مع الزمن ولا بسبب العوامل الخارجية والكيميائية او الفيزيائية
فالحديد يبقى حديد والذهب يبقى ذهب
فرد عليه خلف نعم لكن ما علاقة هذه النظرية بسلوك هذا المفتش اجابه قائلاً:
هذه النظرية يحب تطبيقها على الانسان ايضاً
فالانسان النذل مهما حصل على شهادات ومكانات اجتماعية يبقى نذل لا يمكن يغير طبعه او سلوكه.
انتهت
بقلم: مرشد سعيد الاحمد
قد تكون صورة ‏‏‏‏٥‏ أشخاص‏، ‏أشخاص يقفون‏‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...