الأربعاء، 15 يونيو 2022

الرّسالة الثانية عشرة إلى ميلينا

 الرّسالة الثانية عشرة إلى ميلينا

ميلينا
مَنْ قال أنّكِ امرأة
كباقي النّساءْ
أحمقٌ ، ساذجٌ
لم يدرس يا ميلينا
تاريخ الأنوثةِ و حروبها الشَّعْوَاءْ
طروادة ، البسوس
فتح العَمُورية ، داحس و الغبراء
أحمق من ينسى
كيف أخرجتْ من الجنّة
آدمَ حوّاءْ
ميلينا
من قال أنّك امرأة
كباقي النّساءْ
لم يدرس جغرافيا تضاريسكِ
سهولَكِ ، هضابَكِ
و لا احتسى من ينابيعكِ
شربة ماءْ
ما شهد ليلكِ المسدول
على قمرين يتوهّجان ضياءْ
طقسكِ الماطر
ما أرقّ رذاذه
يجعل مخيّلتي واحة خضراءْ
يحملني على السّفر
بين شِعابِكِ
و يُغرق فجأة أناملي
عند خطّ الإستواءْ
ميلينا
مَن قال أنّكِ امرأة
كباقي النّساءْ
لم يدرس الرّياضياتْ
و لا كيف تُحلّ في الحبّ
أصعب المعادلاتْ
لم يرسم هندسة جسدكِ
بأبسط التّفاصيل
و أكثر التّعقيداتْ
لم يشهد طرحه و ضربه
و مخالفتِه كلّ الحساباتْ
ما أجمل حبّكِ و أعظمهُ
حين يتجاوز بقلبي
كلّ الإحتمالاتْ
كلّ النّهاياتْ
ميلينا
مَن قال أنّكِ امرأة
كباقي النّساءْ
ما درس أبدا علم الأحياءْ
لم يقرأ عن هرمونات الأنوثة
و دور الأستروجين
في متعة البناءْ
لم يلحظ نقاء جيناتكِ
ولا نبل الدّماءْ
لم يكتشف صلة القرابة
بين سحر عينيكِ
و مزيج العسل المصفّى بالكستناءْ
ميلينا
من قال أنّكِ امرأة
كباقي النّساءْ
لم يفقه قوانين الفيزياءْ
لم يفهم أنّ الأنوثة
مركز الجاذبيّة
و أنّكِ متطرّفة الجمال
لا تعترفين بالنّسبيّة
فكيف حين تتجمّلين
حين تتعطّرين
تصبحين قنبلة نوويّه
و كلّما تخيّلت حسنكِ
تناثر قلبي ألف شظيّة
ميلينا
من قال أنّكِ امرأة
كباقي النّساءْ
لم يدرس الأدب
و لا القصائد العصماءْ
لم يقرأ عن هند و بثينة
ليلى و الخنساءْ
لم يشهد احتراق الحرف
في سعادة على الشّفاه الملساءْ
لم يفقه شيئا من كان و أخواتها
أدوات الوصل و حروف النّداءْ
لم يدركْ بعدُ أنّ اللغة أنثى
و الورقة أنثى
أنّ الشّمس أنثى
و حتّى أنامل الشّعراءْ
من قال ذلك أحمق ، ساذج
لا صلة له بحروف الهجاء
ميلينا
حين يطوي اللّيل
صفحة يوم آخر
من كتاب أشواقي و أحزاني
حين أجلس كراهب
على مكتبي
تطوّقني ، دفاتري و أقلامي
أوقد شمعتين
و أعتصر قطرتين من فنجاني
فينزل الحبّ ضيفي
مصحوبا بلهفتي و حرماني
ليحقنوا بالصّبر روحي المنهكة
كي أستطيع أن أكتب إليكِ
رسالة أوضح فيها
أنّكِ لست كباقي النّساءْ
أنّكِ امرأة متفرّدة
أنثى متمرّدة
وردة حمراءْ
و أنّي في عشقكِ
صرتُ أستاذ موسيقى
و خبيرا بالأحياءْ
صرتُ عالما
و ألحقوني بقائمة الشّعراءْ
بقلمي حسن المستيري
تونس الخضراء
قد تكون صورة مقربة لـ ‏شخص واحد‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...