كان وليا
يسير بين الناس باسط اليد مبتسم الوجه والوجنات يسير بين الناس فكان ظله الحكمة والتقوى لباسا له
فكان كل ما يهمه من الحياة أن يبات خالي البال مطمئن القلب تعرف عيونه معنى النوم ليس ما يوجد بصدره ما يشغله عن ذكر وريده وقيام ليله وضعا قارورة من الماء بجوار مخدعه حامدا الله على حسن نعمته وعلى نعمة الرزق وصلاح الحال ويجلس مع نفسه ليلا محاسبا لها أو معاتبا نفسه على نظرة قد تفسر على أنها حسدا اوطمعا في يد الآخرين فكان بجلد نفسه وذاته وذلك لقول الرسول الكريم (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)
بسوء ظنه في نظرة او فعل صدر منه ليس لمرضاة الله
هكذا كان هذا الرجل عم حكيم بقريتنا الصغيرة معروف عنه الطيبة وصلاح الأخلاق وكان رغم فقره عفيف النفس نقي السريرة لا يحمل بين جوانحه أي طغينة فكان يقول دائما الدنيا أرزاق فيرزق حسن وحمودة الحلاق وكان عم حكيم رجل عقيم فلم ينجب اولادا
لذلك كان يحمل بسيالة جلبابه بعض الحلوى يقوم بتوزيعها على أطفال القرية وكانوا ينادونه ابونا حكيم
وكان يجلس مع الأطفال يداعبهم ويعلمهم من خلال سرد الحواديت فكان رجال القرية يعلمونه فقره جيدا
فكان يرفض المساعدة فكان يعمل في كل الأعمال داخل القرية ليوفر قوت يومه ويوفر من أجره ليساعد
اليتامى والأرامل ولا يتأخر عن أحد بمساعدة فكان
دائما بشوش الوجه متعبدا لله فظن أهل القرية إن عم حكيم هو ولي من أولياء الصالحين وخصوصا عندما مر أحد رجل القرية بجوار وبيته المبني من الطوب اللبن
وقد اكل عليه الزمان وشرب فوجد ما قد ذهب بعقله
إذا بالعم حكيم يجالس أناسا من النور يتلون ما تيسر
من القرآن الحكيم فقد أسرع الرجل يحدث أهل بيته
ما رأه بعينيه وماسمع وفي الصباح الباكر قد تنقل أهل القرية الخبر فذهبوا إلى الحكيم ليطلبوا منه البركة ولكن وجد البيت خاويا فقد ترك عمي حكيم البيت ورحل تاركا وإبتسامته بالوجوة وماعلمه للأطفال القرية
فحزن أهل القرية حزنا شديدا على فراق الحكيم ولكن
وجدوا أطفال القرية يحملون أمانة الله خارجين بها من المسجد إلى بيته وعندما دخلوا البيت وجدوا زوجته تقول الحمدلله مااراده قد تحقق أن يموت ساجدا في بيت الله .فصاح أحد الرجال قائلا عندما عرف عنه الخبر فقد ذهب عنا لمن عنده علم الخبر .لقد كان وليا
لقد قال الرسول الله(ص) في حديثه القدسي عن رب العز (إن أوليائي تحت قبابي لا يعلمهم إلا انا) صدق الله العظيم
الكاتب/إبراهيم شبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق