الخميس، 30 يونيو 2022

 في بلادي لا يقرأون الشعر!

شعر: حسام الدين فكري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بلادي يقرأون أقاصيص الرُعب
ويُدمون أكفّهم تصفيقاً للعِهر
في بلادي يرفعون أعيُنهم في الصلاة
إلى القصر
وينسون أن القصر قد بناهُ أجدادنا
بنبض الحُب
ما الذي اجتثَّ ذاكرة أيَّامهم الأُوَل
حين كانوا يتحلَّقون رِجالاً ونساءً
ويقرعون كؤوس الشِعر؟!
أهل بلادي العزيزة صاروا
يقرأون (حظَّك اليوم)
وأوراق التاروت
ولا يقرأون الشِعر!
ما الذي أدخلهم كُهوف الساحر (مِرلين) *
وأغرقهم في دهاليز (أطلانتس) **
قبلما ينشلهم تِنّينٌ كفيفٌ
لا يعي فرقاً بين النهر والبحر؟!
يا للبحر، وموج البحر، وشدوْ البحر
بحرُ الشِعر، مارد المصباح المُنقذف
(سوبر هيرو) في أجواز السِحر
سيفُ الحقّ، وقلبُ العاشِق
وأنغام البيانو، وصدح الطير
وقرع الناقوس لمن اعتادوا
أن يغسلوا وجوههم بوحل القهر!
لا غرو أن هاتيك الوجوه الكابية
لا تلتمعُ، لا تنشرحُ
لا شيء ينبعثُ من أفواهها
إلَّا حُروفاً من صَخر
أمَّا الشِعر، وهمسُ الشِعر
ودُنيا الشِعر، ورجفُ الشِعر
تلك الخُيوط الليزرية السارحة
كعِطر الحبيب في حنايا الصدر
تلك الدغدغات الصاعدة أَلَقاً
من القدمين إلى منبت الشَعرْ
ما لكم كيف تنهلون من بِئر الضلال
وتَذَرون إكسير الحياة المُعبَّق بأنفاس الزَهر؟!
تنجرفون نحو أغاني المهرجانات
وطنين الراب العاري من الفن
واستعراضات المُصارعين على الحَلَبات
وبرامج السُمّ الذائب في السمن!
تتدافعون بالمناكبِ وبالسيقان
لتقتنصوا الخُواء الذهبي المُسَجَّى
فوق أهداب البُستان
تتنابزون بالألقابِ وبالأنسابِ
تتفرَّقُون شِيَعاً لا تجتمع
تحت أعلام الأوطان
يسألونني الأغرابُ في كُلّ البِقاع:
أين أهل بلادك الذين علَّمونا
حُبَّ الحياة، وحِكمة القُرون، وفيض الفِكر
فأُتمتم بوَهنٍ يقطُر أسى:
أهل بلادي فقدوا أسرار السِحر
بعدما سَلَبتهم ريحٌ عاصفٌ
عَباءة الشِعر!!
ــــــــــــــ
* الساحر مِرلين: شخصية خيالية ارتبطت بالملك آرثر ملك إنجلترا.
** أطلانتس: قارة أطلانتس الغارقة.
قد تكون صورة ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Mansour Benmansour وشخص آخر
تعليقان
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...