الثلاثاء، 14 يونيو 2022

وعنْ عَربِ الخليجِ حكى النّساءُِ

 وعنْ عَربِ الخليجِ حكى النّساءُِ

بئيسٌ أنْت يا وطنَ العــــــــــجبْ***أيا وطناً يعيـــــــــــشُ بلا نسبْ
سقطْتَ إلى الحضيض بفعْل غيّ***غزا التّفكيرَ فانتـــــــشرَ الشّغبْ
ومزّقكَ الصّــــراعُ على الكراسي***بضرْبِ النّارِ فاشْـــتعلَ الحطبْ
وقهْقهتِ البــــــنادقُ في بلادي***فأزْهرَ من عواصـــــفِها الغــضبْ
وفي أسواقنا اجْتمعَ السّكارى***وضربُ الدّفِّ تُتْقِـــــــــــــنُهُ العربْ
////
أتى اللّيلُ المُعسْعِسُ بالهمومِ***فأطفأَ بالرّدى كلّ النّجــــــــــــــــــومِ
أتانا بالنّواقصِ والـــــــــــــــــــمآسي***فجرّعنا المُمــيت من السّموم
سقطنا كالقذارة في المــــــــــــــجاري***فقهْقرنا التّـــخلّفُ في العلومِ
نُربّي نسْلنا من دونِ فـــــــــــــــــــقْهٍ***ونقْبلُ بالتّملّقِ للخـــــــــصومِ
ونرْتكِبُ الفواحشَ والمـعاصي***ونسْرقُ في الخصوصِ وفي العمومِ
////
وعنْ عربِ الخليج حكى النّساءُ***وكان الرّقصُ يصــــحبُهُ الغــــناءُ
وفي الغُرفِ المُكيّفةِ اســــتعدّتْ***صغارُ المُومساتِ وهـُــــنّ شاءُوا
وجاءَ الفاسقونَ وهــــــــمْ عُراةٌ***وبينَ الخصْيتــــــيْنِ هوى الحـياءُ
وأمّا حينَ تُختــــــــــتمُ اللّيالي***فإنّ غداً يُقــــــــــــــــــالُ لهم لقـــاءُ
وفي وطنِ العروبةِ ضلَّ أهْلي***وهــبَّ الويْلُ فاخْــــــــــتنق الوفاءُ
////
متى كنّا نعيشُ على الدّعارهْ؟***متى كُنّا نتــاجرُ في القـــــــــذارهْ؟
هل الأسلافُ كانوا فاسدينَ؟***أم العملاءُ أضــــحوا في الصّــدارهْ؟
بكتْ على وطني دمْعاً عُيوني***وشابَ الرّأس مِنْ وَجَعِ الخــــساره
أفكّر في السّــــؤال بلا جواب****ويؤلمني الحديث عن الحــــضاره
وعن عرب الجزيرة حين كانوا***فلاسفة الـــــثّقافة والتّـــــــــجاره
////
تصاعدَ في تَحاورُنا النّــــــباحُ***وحمَّ الجهْلُ فاشْتـــــــــبكَ النّــطاحُ
وقهْـــقهَ كلُّ من شهدَ العراكَ***وبينَ الحاضرينَ علا الصّــــــــــياح
طغى التّدجين في وطني وأمسى***بأمّتنا التّســــــــلّط يــــــــــستباح
وأفرزت العقــــــول كلاب عصر***يؤازرهم على العـــــــمل النّباح
وإن وجدوا النباح بدا عجوزا***تحرّك نحو هبّـــــــتنا السّــــــــــلاح
////
أرى عرباً سماسرةً وحوشا***وفي نزَواتهم فاقوا الجُــــــــــــــحوشا
تجاوزَ جهْلُهم كُفْرَ الأعادي***ومن غوْغائهم صــــــــــنعوا الجُيوشا
كأنّ الحاكمين لهم حقوق***بمقتـــــــــــــــضياتها ابتــــكروا النّعوشا
وليس لنا على الأقدار حولٌ***ومنْ حُكّامنا نخْشـــــــــــــــى القُروشا
فكيف سيرحلُ الطّاغوثُ عنّا***وقد فاق الغــــــــــــوائلَ والوُحــوشا
////
شعوبٌ نحنُ أم نحنُ العبيدُ؟***لماذا نحنُ جمّــــــــــــــدَنا الجلـــــيدُ؟
لماذا نحنُ كالغرْبانِ صـــــرْنا***نُقـــــــــــــــلّدُ في الحـياة ولا نريدُ؟
يحيّرني التّرقّب عند أهلي***وقهـــــــــــر النّاس في وطــــنــي يزيد
نعيشُ على التّقوْقُع والتّردّي***ويحْكمنا التّـــــــــــــــسلّطُ والوعيـــدُ
وهذا حالُ أهلي في بلادي***فأيْنَ هو التّـــــــــــــقدّمُ والـــــــــجديدُ؟
////
ألا يا حاكم الأوطـــــانِ فينا***تذكّرْ وعْد ربّ العالمــــــــــــــــــينا
فقد وعدَ الرّقيبُ المُجرمين***بنارٍ تحرقُ البشرَ المُـــــــــــــــــشينا
وهيّأ جـــنّة الفردوس أجراً***لمن كانوا عِـــــــــــــــــباداً صالِحينا
فهيّا يا شبابَ المـــسلمين***لنرقى بالهـــــــــدى أدباً وديـــــــــــــنا
وإنْ أنتمْ لأنفســـكمْ أسأتمْ***فما من ناصرٍ للقـــــــــــــــــــــــاعدينا
محمد الدبلي الفاطمي
Mansour Benmansour وشخص آخر
تعليقان
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...