*****[ يا صديقي عماد. أبوعلي الصُّبَيْح ]*****
يا صديقي لا أَرى هذا المِدادْ
غيرَ محرابٍ تُعاديهِ العبادْ
إذا ما كنت في أقصى البلادِ
وأدناها بسهلٍ أو وهادِ
...
وُجُودُك يا (عماد) بشير سعدٍ
بناصيةٍ كناصيةِ الجيادِ
...
حضورك في ديار العزّ عزٌّ
حضور في الحقيقة غير عادي
...
ولو سافرت تطوي الأرض طيًّا
لما طابت لجنبك من مهادِ
...
يا صديقي إنَنا بعضٌ لبُقيا
من سنينٍ لَمْ تَكُنْ إِلّا رَمادْ
فَتَوَكأ فَوقَ أَوجاعي وجُرحي
وآعبرْ الدُّنيا بأثوابِ الحِدادْ
إنَّما الدربُ مَلايين الخَطايا
أَو قَوافٍ كُلُّها .. بانَتْ سُعادْ
لا تُعَكرْ عُمْرَكَ الآتي سريعاً
وتُكرِرْ نسخةَ العُمْرِ المُعادْ
فسنيني من تَجاعيدِ الصَحارى
وسراباً من بَقايا عَهدِ عادْ
يا صَديقي .. عُمرُنا دَفٌّ ورَدفٌ
وارتعاشٌ من خَفافيشِ الجِهادْ
ليسَ في الدُّنيا سُرورٌ مُنتجٌ
يُفرحُ الفلاح في يومِ الحَصادْ
( اللهُ ) ألَّـفَ بَيْنَ الضِّدِ والضِّـدِ
وَفَرَّقَ الحَدَّ فِي المِثْلَيْنِ عَنْ عَمْدِ
سُـبْحَانَهُ .. وَزَّعَ الأَخْلاق عادلة
لذي يقينٍ .. وذي زيغٍ ... ومرتدِّ
وذي نقَـاءٍ كمـثل المـاء سَـلْسَلِهِ
وَنَفْحَـةٍ مِنْ عَـبِيرِ المِسْـكِ وَالوَرْدِ
كُلُّنا وَهمٌ لإسقاطِ التَداعي
وسفاهاتٌ جَنَتْ حَقاً مُبادْ
للطواغيتِ صَباباتٌ ومَدحٌ
وضِراعاتٌ لَنا تَرعى الفَسادْ
لا تَلُمْني يا صَديقي إِنَّ قَلبي
غارقُ المَعنى ومَهدود ُ العِمادِإلا عَسَى (اللهُ) ربِّي خَيُرهُ شَاعَا
ولَيتَ مِنَّي .. إذَا مَا قَلبِى ارْتَاعَا
...
إِنْ قُلتُ يَومًا عَسَى رَبيِّ يُبَلِّغُنِي
جَنَّاتِ عَدْنٍ أَسُوقُ الخُطوَ طَمَّاعَا
...
مَا قُلتُ : لَيْتَ وَفِي ظَنِّي مَخَاتَلَةٌ
عِنْدِي يَقِيْن وَقَلبٌ لِلهُدَى انْصَاعَا أبعد المشتهى من طين أرضٍ
أنالتك المواهب في سدادِ
...
يطيب لك الرفاق بأي نادِ ؟!
...
فعودُك للديار اليوم بشرى
ونبع ليس يفنى من ودادِ
...
تموت مباهج الدنيا وتبلى
تراب بارك الخطوات طفلًا
ودار أنجبتكُم في اعتدادِ
-----------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق