نوفل احتياج الفائزة بمسابقة نهاية العام وطبعت ورقي
الفصل الرابع
على مدار يومين تحاول مشمش التعأمل مع مريم بهدوء وإيجابية، حطمت مريم آمال مشمش في مصادقتها، مستلقية مشمش على فراشها وتبكي من فقدها القدرة على المحاولة أكثر
وائل : تعشقِ النكد زى عنيكِ
مشمش : تقدر ترجع تكمل الماتش، أنا قاعدة لوحدي أنت اللي جيت
لم تجد فيه السند عندما تحتاجه كانت تتمنى لو ضمها وربت على كتفها ونهى ابنتهما عن التعامل معها بهذا الأسلوب وطلب منها أن تطيعها
مجتمعين في مكتبه لمناقشة بعض أمور العمل، جعلها تجلس في اقرب كرسي له، اشتعلت نار الغيرة بقلبها، من ضحكاتهم ونظراتهن له
حين نهضت لتغادر نظر لها والرجاء جلي ف عينيه
محمد : أنتِ ماشية؟
ذلك التوسل في نبرة صوته دغدغ مشاعرها فعادت تجلس بجواره، لم تستطع أحزانه رغم أن الغيرة كانت تلتهم قلبها
يسعدها ذلك الشعور الذي يولده بداخلها دوماً ما يشعرها بالاحتياج إليها
حين دخل محمد مكتبها رأى الإرهاق والحزن في عينيها تمنى أن يكون زوجها سبب حزنها حتى تسنح له الفرصة ليملاء جزء من أفكارها
محمد : لكل واحد طاقة خدى منهم إجازة روحي عند أي حد من عيلتك غيري جو ولو ليلة واحدة هيعرفوا قيمتك، صدقيني.
شردت قليلًا لم تجرب تركهم مسبقاً
بعد أن تناولوا الغداء، ذهبت وحدها لبيت شقيقتها
تنتظر مشمش أن يهاتفها زوجها يسأل عن سبب تأخرها ولكن لم يتصل إلا حين بكى معتز وقت نومه، لم يقدروا على جعله ينام بدونها.
مشمش : اقراء له قرآن وداعب مؤخرة رأسه، إن شاء الله هينام.
وائل : بعد كدا ابقي خديه معاكِ.
لم تشعر بأنه يريدها هى حبيبته وزوجته، بل يريد التخلص من بكاء صغيره، كانت تنتظر أن يعبر عن اشتياق لها وكيف لا يتحمل البعد عنها حطم كل آمالها.
فراولة : ماتزعليش منه كل راجل وله طريقة في التفكير والتعبير عن الحب.
مشمش : مش بيحس إني ببذل مجهود عشانه خالص، مافيش مرة قال لي تسلم أيدك ولا شكراً ولا حتى جابلي هدية في أي مناسبة وبيسبنى اروح كل مكان لوحدي ما بيخفش عليَا.
فراولة : ممكن تكون ثقة فيكِ، أو مش عايز يكون بيتحكم فيك، اللي بالنسبالك عيوب بالنسبة لغيرك مميزات الناس طباع واحتياجاتها مختلفة.
تشاهد أفعال زوج شقيقتها وتبتسم، عاد من الخارج قبل جبينها ويخبرها بكم شوقه لها لا يخجل من وجود مشمش بينهما، مر على زواجهما الكثير ولكن لم يكتب الله لهما رزق الأبناء فاكتفيا ببعضهما.
قبل أن تستسلم مشمش للنوم أرسلت له (نفذت كلامك ومفيش نتيجة)
اعتدل في جلسته اطمئن أن كل أسرتة نائمة واتصل بها: ازاي حد تكوني في حياته وميتأثرش بغيابك اعتقد أنتِ وجودك يغني عن العالم كله.
تجاوز الحديث سياق الأخوة والصداقة وعبر للمغازلة صوت بداخلها يقول ده شيطان
: شكرًا تصبح على خير
: أنا آسف لو زعلتك، بس ده رأيى وأنا اتعودت أقول إحساسي أنتِ أخت عزيزة وبجد أنتِ غير كل زميلاتك .
بدأ يثني عليها وعلى اخلاقها الحميدة حتى تجاوزت الساعة منتصف الليل، هو يثني على أخلاقها وهي تشعر أنه يسُبها، لا تعلم لما معه تباغتها تلك المشاعر المتناقضة وترى اشياء لم تراها من قبل، الحديث معه يزيد الأصوات في عقلها، يتحدث معها بود لم تعتد عليه، ردوده منمقة.
كلما حاولت إنهاء الاتصال يفتح موضوع جديد
يرى تلك الليلة فرصته لتبتلع الطعم وتكون له كما يريد فقد سئم من دور الصديق يريد أن يعلو لمرتبة الحبيب
كل موضوع يتحدث فيه يبهرها بحديثه وثقته بنفسه وآراءه ومعرفته بكل شيء
استيقظت على صوت رنين الهاتف ردت وهى مغلقة العينين
محمد: حبيت أكون أول حد يقول لك صباح الخير
الدفء والسعادة المنبعثة من صوته أيقظت كل جوارحها
لم ينتظر أن ترد بكلمة ظل يسترسل في الحديث
محمد : عندنا اجتماع متتأخريش
أصبح في صوته خوف وحرص على مكانتها بالعمل
مشمش : أنا كنت نسيت خالص شكراً أنك فكرتنى
استعدت بسرعة وذهبت لعملها
لم تنم سوى ساعتين وظهر ذلك جليًا في وجهها وعينيها التي تجاهد لتظل مفتوحة
كلما سألها رئيس مجلس الإدارة عن شيء، لا تتقن الرد، فيسارع محمد بالرد عنها تجلى لها خوفه عليها
امسكها من معصمها وهى تعبر الباب
محمد : مافيش شكرا
نظرت له بغضب، فترك معصمها
محمد : اسف
مع تحول ملامحه للبراءة، تبخر الغضب من وجهها
مشمش : شكراً، بس أنت السبب أنت اللى قعدت ترغي
محمد : غصب عني ماقدرتش أعرف إنك حزينة وماحاولش ارفه عنك ..أتمنى تكوني عرفتي أنا قد ايه بخاف عليكِ؟
يخترق إحساسه والحب المنبعث من عينيه قلبها
خفق قلبها بقوة شديدة قفزت ابتسامة لا إرادية على ثغرها وتلألأت عينيها
تركته وعادت مكتبها وهى تحاول السيطرة على قلبها الراكض ١٠٠٠ ميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق