*** الـــــســـراب ***
دنـــىّ اللـــيــلُ مِــنـــى يــتـــشِــحُ الســـواد
وزاغ البدرُ عنِّى لِيذرنِى والسُهــاد
......................................................
جــاء الليــلُ فــى خِــضّــم أحــزانــى
يــفــترِشُ كــفـــيــهِ لِأُلــقـىّ أشــجــانــى
بيــن راحـــتـــيــهِ تــخــمِــدُ أنّـــاتــى
يُطبطِبُ بِحُـنُوِّ هَوجـاءَ ثوراتِى
.........................................................
يــســلنِى لِــمــا غدوت بِالأمـسِ بِحـاِلِ ولاأطيب
صبوحُ الوجــهِ مُتلمِّـظُ الفــاهِ
إطــلالــةُ حـانِيةُ فــى خُــطــاكــا
بشــاشـــةُ زاهــيــةُ لاتُحــــاكــا
أســاريرُك حينما تنفرِجُ
كأنّمــا فيضُ لاينضب
.........................................
وصِرتُ اليوم فـى حــالٍ ولاأشقىَ
تُغــادِرُك الــمُــنــىّ تُــداهِمُــك المــنـــايا
تُقصِيك الخُـــطـى تُــساوِرُك الخــطـــايا
فمــا خــطــبُــك ومــادهــاكــا
أصــابك سَـقـمُ
أم خُـــذِلت فى هــواكــا
..................................
لعمُرِك ياليل
أعطيتُهُ من نبضِ فؤادى
حَـيـا فى رغّــدٍ وهنــاءِ
وبِـتُّ فى ألمٍ وعــناءِ
.......................................
رويتُـهُ من نهرِ وريدى
صار فى اكتِفاءِ وارتِواءِ
وصِـرتُ فى شبقٍ واشتِياقِ
....................................
شدوتُهُ فى قـصِـيدِى
فعـمَّـهُ طربُ وإمتاعُ
وعـمَّنِى عـوزُ واحتِياجُ
.......................................
أفنيتُ لهُ نَــحـبا
شَيَّعت أجفانى ملذات السُباتِ
وهجرت مُقلاتى طيِب النُعاسِ
.................................................
قدرُ أخـطُـو على خُطــاهُ
رضيتُهُ سبيلاً ماإرتضيتُ سُواهُ
........................................
ومنّ هويتُ ياليلُ
أســقيتُهُ من نبعِ حــنانى
وأشجـــيتُهُ مِن معسُولِ كلامــى
أهديتُــهُ من رحيقِ زُهــورى
وعبّقتُهُ بِأريجِ ورودى
....................................
وبات قلبـى لهُ وطــنُ
وأضـحىَ مَـتاع لهُ ومعــاشُ
....................................
وأبقيــتُ لِأجــلِهِ حــياتى
زادُهُ التى بها يتزودُ
فيضُ أملٍ فــى رِحـــبِهِ يأملُ
طرحُ بِــرِّ فى طرحــِهِ يغنمُ
.................................
لكــِنّــهُ ســراب بددتُ عُمرِى أُلاحِقُــه
والهـوى الذى أسديــتُه
جَــار عليهِ جــائِرُ
أكفيــتُ ماستكفيتُ
بِـخُلدِهِ همس ُ عابِرُ
......................................
بقلمى|
" أحـــمـــد النحراوى"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق