الثلاثاء، 17 مايو 2022

نوفل احتاج الفصل الثاني

 نوفل احتاج

الفصل الثاني
انتهت مشمش من تنظيف البيت وغيرت ملابسها ووضعت بعض المكياج
وائل : اية القرف دة مكبر شفايفك ومش لائق عليكِ.
كلماته كرات ثلج سقطت على رأسها جمدته، نظرت لوجهها في المرأة من خلف سيل دموعها الممزوجة بالكحل رأت نفسها في أبشع صورة وقفت تحت صنبور المياه بملابسها يتساقط على رأسها الماء ويتدفق معه ثقتها بنفسها، الحزن والانكسار
يتجول محمد في الشوارع دون إكتراث بالمكان والزمان لم يجد ما يحفزه على البقاء في بيته وتمضية إجازته مع أولاده وزوجته، هو يريد زوجة متزينة ومتجددة طول الوقت وهى روتينية لا تهتم بالكلمات الشاعرية، تصب كل اهتمامها في تربية أولادها ومساعدة والدتها المريضة وحين يأتي المساء لا تريد إلا النميمة
دخل مكتبها وجدها مرتبكة لا تعرف ماذا تكتب بالتقرير المطلوب منها جلس أمامها يشرح لها ولكنها كانت شاردة لم تعى ماذا يريد بالظبط
محمد : أنتِ كويسة ؟
ذلك الاهتمام الواضح في صوته ملء مقلتيها بالدموع فاختفت من أمامه قبل أن تخونها جفونها وتفلت دموعها
حين عادت وجدته أنهى بيده العمل المطلوب منها
في المساء أرسل لها مقطع من مسرحية مدرسة المشاغبين
كان حزنها أقوى من الضحك فأرسل رسالة يطمئن عليها
(يا رب تكونى احسن)
(الحمد لله شكرًا لاهتمامك ) رد مختصر لا يحمل بعده أى كلام ولكنه ترك شعور جميل بداخلها دقائق ووجدت نفسها تسال عن حالة هو، أصبحت الرسائل بينهما لا تنقطع.
وهى تهبط الدرج لتذهب مكتبها بعد انتهاء الاجتماع شعرت بدوار فجلست على أحد الدرجات اتكأت برأسها على الحائط وأغلقت عينها حاولت تنظيف نفسها والاستمتاع بنسمة الهواء القادمة من النافذة
محمد : قاعدة كدا ليه؟!
فزعها صوته المفاجئ، نظرت له وجدته يجلس بجوارها مبتسماً
مشمش : دخت بس شوية.
قرأت القلق في عينيه، العين مرآة الروح.
محمد : تقدري تروٓحي ومش هخصم اليوم من مرتبك.
تراه يبتعد عنها شعرت أن روحها تخرج من جسدها لتلحق به، ماذا أصابها ؟، أصبحت رؤيته تحدث خللًا في أوصالها، شغل حيز كبير من تفكيرها كل يوم عن الآخر، قد يكون اهتمام رئيس بأحد مرؤسيه ولكنها تشتهي قلق الحبيب
نفس مشاجرة كل يوم
وائل : المفروض اجي من الشغل يكون الأكل على السفرة
مشمش : آسفة اتاخرت انهاردة عشان مالاقتش مواصلات
وائل : شغلك معطلك سيبيه واهتمي ببيتك مالوش لازمة
مشمش : شغلي بيدينى مرتب إنما هنا بشتغل لكم شغالة ببلاش ويا ريت عاجب.
وائل : مرتب ايه ؟ دا يا دوب بيكفيكِ مواصلات وفطار.
مشمش : أنا من يوم ما اتجوزنا وأنت ماجبتليش حتى طرحة ب ٢٠جنيه ولا حتى بتجبلي كارت للموبايل ولما مصروف البيت بيخلص أنا بكمل عادي، مصاريف البيت كتير وولادنا كبروا
لم يمر كلامها على عقله، ينظر لشاشة التليفزيون ولا يتفوه بكلمة
مما زاد من غضبها .ُتتمتم وهى تعد الطعام وتطرق الأواني ببعض حتى ينتبه، قررت أن تتحدث بما لا يرضيها هذه المرة ستطلب منه الانفصال عنها، بدخول معتز لها المطبخ ومحاولته إضحاكها نسيت كل شيء.
خطر ببالها فجأة أمسكت الهاتف لتحدثه ولكنها تراجعت، قبل أن تتركه رن كان هو لم تعرف ماذا تفعل هل ترد ام تتجاهله انتهى الجرس ولكن عاد يتصل ثانياً فردت اطمئن عليها تبادلا جمل روتينية ولكنه شعر برعشة صوتها احترم قلقها واغلق الهاتف
(مستقيمة وبتخاف ربنا اللى زيها قليلين) هذا ما يتمتم به لنفسه حين يفكر فيها اغلق معها، وبدأ يراسل سمر
مرت الايام وعلاقتهما صارت أقوى، شعرت بانجذاب نحوه تريد محادثته باستمرار، تروق لها كلماته الرقيقة التي تشعرها بأهميتها وجمالها وإن كانت مجأملة، أصبحت تغضب وهى تسمعه يضحك مع زميلاتها، هل تغار عليه ؟ هذا خطأ ليس من حقها أن تشعر بهذه المشاعر سوى تجاه زوجها .
عشقت نظرته وهو يستدعيها وهى على باب مكتبه بعد أن انتهى حديثهما عن العمل ..اقتربت، فاعتدل في جلسته
واستراح بشكل ملفت وضع يده على يد الكرسي متكئًا برأسه عليها حين اقتربت قال
محمد: اول مرة أعرف أن السيمون جميل كدا
تفاجأت من كلماته، اختل توازن عقلها قليلًا، تاهت الكلمات على لسانها صمتت ثم شكرته وانصرفت بسرعة وقفت بالممر تلتقط أنفاسها التي كادت أن تقف.
يجلس في شرفة منزله مساءاً يفكر فيها وفي الخلل الذي أحدثه لها بكلمة بسيطة لم يبدي إعجابه بها بل باللون فقط كلمة عادية ولكنها فعلت بداخلها الكثير
(عايز ألف جنيه) أخرجه ابنه من شروده
محمد: ليه ؟!
أحمد: هغير تليفوني عشان قدم
محمد: أدام شغال تغيره ليه؟
أحمد: وأمشي بالقديم وأصحابي معاهم الأحدث ليه ؟
محمد: حاضر أول الشهر.
رن هاتفه فأخرج ابنه من الشرفة، تحدثه سمر برقاعة وهو مستمتع بالحديث والضحك معها
أما مشمش فيجول دوماً بخاطرها، ماذا ارتدى اليوم ؟ يجيد اختيار العطر الذي يملأ المكان، ماذا قال مع من ضحك ما الغزل الذي إلقاه على مسامع جميع إناث الشركة اليوم؟؟ كل هذه أفكار هو محورها تدور في عقلها كل يوم، التفكير فيه يحضر صوت والدتها في عقلها ( كل الرجالة همهم الأكل والسرير بس مايغركيش الكلام المعسول دي نواياهم سودة، الحب مش كلام ولا لف في الشوارع، الحب الطاهر خوف على الحبيب من عقاب ربنا أول الحب وأخره الجواز )
(تختلق الأسباب لتحدثه) تنتهز أي فرصة وتدخل مكتبه تسأله عن أي شيء، تعشق تفهمه لها دون أن تكمل حديثها تشعر باهتمامه يزيد بها كل يوم عن السابق حتى باغتتها فكرة أنه يفهمها بسبب خبرته في الحياة فهو يكبرها بعدة سنوات وتربى على كونه رجل في مجتمع يبيح كل شيء للرجال أما الفتيات فصعب تركهم يختلطون بأي أحد غير أقاربهم وزميلات الدراسة، وهي تسجد في أحد الصلوات بكت بشدة لعدم توافر الراحة التي تبغي مع زوجها ووجدت أحد آخر يفهمها ويشعر بها، كلما احتاجت زوجها في شيء يرفع من شأن حالتها النفسية لا تجده لا يشعرها بأهميتها إلا عندما يريد الطعام أو الجماع.
لا يترك محمد واحدة في الشركة إلا ويهاتفها ويراسلها بالساعات يعرف كيف يجذبهن إليه بالكلمات المعسولة
‏اما مشمش لأنها غيرهن فيعاملها كأخت، يسعد حين تصد حديثه الذي يحمل أكثر من معنى، دوماً ما يختبر أخلاقها بتمرير بعض الكلمات ولكنها لم تفهم خلفيتها السيئة وترد بعفوية وتلقائية كل مرة تؤكد له أنها غيرهن.
قد تكون صورة ‏‏شخصين‏ و‏نص‏‏
Tghred Ahmad
تعليقان
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...