( وَجهُكِ )
يَتَأَلقُ وَجهُكِ فِيْ أُفُقِيْ
فَيُنِيرُ إِلى حُلُمِيْ طُرُقِيْ
يَتَهَلَّلُ فَجراً بِربِيعٍ
وَيُشِعُّ كبَدرٍ مُتَّسِقِ
وَيُحَلِّقُ بِيْ في أَفلاكٍ
..أَهوِي كَشِهابٍ مُحتَرِقِ
وَجهُكِ مُلتَصِقٌ بِفُؤادي
إِن غابَ ضِياهُ عَنِ الحَدَقِ
وجهُكِ يَتَوَهَّجُ إِحساساً
فَأَغوصِ بِهِ حَتَّى الغَرَقِ
وَأَتِيهُ بِرَوضَتِهِ سُكْرَاً
وَأَذوبُ قَصِيداً في وَرَقِ
أَستَغني بِهِ عَن أَنفاسي
عَنْ ثَمَرٍ... عَنْ ماءٍ غَدَقِ
وَيُؤَجِ جُ في الصَّدرِ طُموحاً
وَيُفَجِّرُ نَبْعاً مِنْ عُمُقِيْ
وَجهُكِ سَيْلٌ مِن إِلهامٍ
وَنَسِيمُ هَوىً وسَنا أَلَقِ
لا أَستَخسِرُ فِيهِ عَذابِي
وَبِهِ لا أَستَكثِرُ اَرَقِيْ
وَإِذا ماقُلْتُ : ملامِحُهُ
رَسَمَت عُمُرِي بالقَولِ ثِقِيْ
مَنْ أَنْتِ ؟ أَمِنْ جَنَّةِ عَدنٍ
أَقبَلْتِ إِلَيَّ لَتَختَرِقي
اَسواري ....فَخَتَمْتِ ضَياعِيْ
وَلَمَمْتِ مِنَ الحَيرَةِ مِزَقِيْ؟
إِنْطَلَقَتْ أَفْكارِي خَيْلاً
تَدعو الأَقلامَ إِلى السَّبَقِ
وَمشاعِرُ غَامِضَةً كانت
حَيرى وَقَفَت في مُفتَرَقِ
راحَت تَتَدَفَّقُ أَنهاراً
..بِلِقاكِ شُفِيْتُ مِنَ القَلَقِ
يَتَأَلَّقُ وَجهُكِ في أُفُقِيْ
فَأَغِيْبُ بِهِ مِثلَ الشَّفَقِ
وَأَطِيرُ إِلَيهِ بِأَجنِحَةٍ
لَهْفَى وخَيالٍ مُنطَلِقِ
وَجهُكِ أَسرارٌ وَغُيوبٌ
وَرِياضٌ مِنْ وَردٍ عَبِقِ
لَخَّصتُ بِهِ كُلَّ الدُّنيا
لا أسأَلُ بَعدَكِ : ماذا بَقِيْ؟
شعر : زياد الجزائري
من ديواني
(في ظلال الحب والجمال)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق