قصيدة ( عينُ الصَّبِّ تسترقُ )......
السُّهدُ أضنى جفونًا هدَّها الأرقُ
والوجدُ أشعلَها شوقًا فتحترقُ
يا مَنْ نقبتَ فؤادًا كنتُ أَغلِقُهُ
لم يستطعْ نقبَهُ العُشَّاقُ إذ سبقوا
كلُّ أتى لقميصِ الوصلِ يرغبُهُ
هرولتُ أنجو، ومِنْ خلفي همُ استبقوا
هاك القميصَ؛ فقُدَّ الآن مِنْ قُبُلٍ
إنِّي بشوقٍ إلى كفَّيكَ تنطلقُ
إنِّي بشوقٍ إلى الجنَّاتِ أدخلُها
فمذ رأيتُكَ دينَ العشقِ أعتنقُ
كان التزامي بذاكَ الدِّينِ يرفعُني
فوقَ السَّحابِ فلا لومٌ لمَنْ عَشِقوا
كم بتُّ أسمو بآياتٍ أُرتِّلُهُا
من سفرِ عشقي إلى أنْ يذهبَ الغسقُ
محرابُ حُبِّكَ لا شيءٌ يُدنِّسُهُ
أنتَ الطَّهارةُ؛ منكَ الزُّهدُ ينبثقُ
كيف الوصولُ إلى قلبٍ تُغلِّقُهُ؟!
إنَّ القلوبَ بهمسِ الحبِّ تنفتقُ
لكنَّ قلبَكَ كالأبوابِ مؤصدةٌ
هلَّا فتحتَ لنا، قد صابَنا الرَّهَقُ
هذا غرامٌ كحدِّ السَّيفِ مزَّقَني
أدمى فؤادي؛ بنصلٍ ظلَّ يخترقُ
خفقُ الفؤادِ بهِ شوقٌ يُعنِّفُني
غضبانَ يهذي كطفلٍ مَسَّهُ النَّزقُ
لو كنتَ تهوى تعالَ كي تُرَاقِصَني
فوقَ السَّحابِ؛ هناكَ البدرُ يأتلِقُ
والشَّمسُ نامت بحضنِ اللَّيلِ حالمةً
حيثُ استكانت وغابَ الضَّوءُ والشَّفَقُ
اللَّيلُ سِترٌ لوجدِ العاشقينَ، بهِ
نامت جفونٌ، وعينُ الصَّبِّ تسترقُ
أضحيتُ فيهم إمامَ العشقِ؛ أرشِدُهم
الصَّوتُ يدوي، مِنَ الصَّيحاتِ يختنقُ
محرابُ حُبِّي لدى العُشَّاقِ قِبلَتُهم
يصطفُّ خلفي مِنَ الزُّهَّادِ مَنْ صدقوا
بقلمي حازم قطب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق