خاطرة المركز الأول
هاربة في غياهب المجاهيل
من قبضة جنون الأقدار وعواصف الوعد
أهرول نحو بر حاني بالنغم وغيم مكتظ بالأمزان
ونظراتي للوراء بجذع منبثق من مقاصل
التربص بقوافل الأحلام
ترأسني جوارح النسور وتنهش عبائري براثن الأنياب
حافية القدمين مجردة من ملاحف دفء الحنين
سائرة في درب بواسق الصبار المتسلق على كتفي الهزيل
في نهارات الوجع العاري من رموش الشمس
مرغومة الفرار في تعرجات طرق الزمن
والشفاه ترتجف صقيع الهجران
كما خلجات خافقي المعزول عن الابتهاج
هناك على حافة بحيرة العشق الراكدة منذ أمد
ألمح اختفاء شغاف القلب من مرافئ الحروف
انكسرت مرآة الزهو المصقولة بالريعان
وعكست ملامح الخريف على وجنة الرغد
ثمة شظية عالقة على جدار ذاكرة الوداد
تؤذي لحظات العشق الشاردة في الخيال
هاربة من غل الهوى المرمي في عرى البواد
أبحث عن ملجأ آمن لجراح الفؤاد
استودعت في خزائن القمر
آخر أحلام اللقاء
في وقت التضرع والسجود
بمثول الوعد المتنصل من المثال
المحفور بين حفيف رقائق السعوف
أحار أين ترسو سفائن سرب السراب
وفي لب القاع تختبئ مراسيم الفرح
وطقوس لم تشهدها جياد الهوادج
العابرة في طرق الهجران
أتوكأ على عصا الوهن المتهاوية بالخسران
وأتابع الهروب في غياهب المجاهيل
عائدة العبدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق