الصَمْتُ الجَمِيل
مَازِلْتُ أُنْصِتُ لِهَذَا الصَوتِ فِي صَمْتِي
يَمْضِي يَخُبُّ وَ يَاْتِي بَاهِتَ النَعْتِ
أَنْصِتْ لِنَفْسِكَ بَيْنَ المَاءِ وَ القَحْتِ
تَرَى جَمِيلًا وَ تَلْقَى بَاهِتَ الرَهْتِ
*****
الرِيحُ تَمْضِي وَ لَحْظُ العَيْنِ يَرْمُقُهَا
أَمْشِي الهُوَيْنَا وَ عِنْدَ النَهْرِ أَسْبِقُهَا
فَاتَتْ سُعَادُ فَغَرَّدْتُ بِمَنْطقِهَا
النَفْسُ تَهْذِي كَرِيمُ الرُوحِ يُنْطِقُهَا
*****
سُعَادُ صَخْرَةٌ أُحَدِّثُهَا فَلَا تَحْكِي
تَجْتَرُّ حَرْفِي , تَغْتَاظُ وَلَا تَشْكِي
أُثِيرُ دَمْعَتَهَا فَتَشْرَبُهَا وَ لَا تَبْكِي
تَصْمُتُ أَوْ تَحْكِي هِيَ لِلْحُبِّ تُذَكِي
*****
بُرْكَانٌ بِلَا نَارٍ وَ الصَمْتُ يَحْمِيهَا
يَجْتَاحُهَا حَرْفِي فَتَخْتَّلُ مَوَانِيهَا
كَمْ يُفْلِتُ صَوْتِي يَمْضِي يُنَادِيهَا
فِي الأَمَلِ أَلْقَاهَا بِالزَهْرِ أَرْمِيهَا
*****
يَا وِحْدَتِي وَحْدِي أَجْتَرُّ أَحْزَانِي
يَا عَذْبَةَ الرُوحِ غُوصِي بِوِجْدَانِي
فِي ظُلْمَةِ اللَيْلِ تَنْبُتُ أَوْزَانِي
لَا صَوْتَ لِلْحُبِّ إِلَّا بِشِرْيَانِي
*****
هُدُوءٌ يَبْعَثُ الأَنْغَامَ فِي الذِكْرَى
تَتَوَالَدُ الأَحْلَامُ وَ تُشِّعُ هُنَا الفِكْرَة
أَعَزَّكَ اللهُ فَاحْرِصْ عَلى شُكْرِه
فِي سِرِّكَ , فِي صَمْتِكَ دَاوِمْ عَلى ذِكْرِه
*****
إِنَّ الكَلَامَ إِذْ يَنْتَهِي يَبْدَأ
الصَمْتُ سَيِّدٌ عَلَيْهِ فِي غِمْدِه
فَاجْعَلْ حُرُوفَكَ فِي رُشْدِهَا تَهْدَأ
مَنْ أَنْطَقَ عِيسَى إِذْ حَلَّ فِي مَهْدِه
*****
آمَنْتُ أَنَّ صَمْتَ المَرْءِ عِزَّتُهُ
إِنْ قَالَ خَيْرًا تَرْتَفِعُ رَايَتُهُ
إِنْ زَلَّ حَلَّ الكَدَرُ بِنَجْمَتِهِ
فَزِنْ كَلَامَكَ لِتَجْنِي نِعْمَتَهُ
*****
الصَمْتُ شَهْمٌ لَا يَنْسَاقُ لِثَرْثَرَةٍ
تَعْمَى القُلُوبُ إذَا غَاصَتْ بِمَجْزَرَةٍ
بِعَرْضِ نَاسٍ تَاهَتْ مُشَهِّرَةً
أَوْ بِالضَعِيفِ مُنَادِيَةً وَ سَاخِرَةً
*****
الصَمْتُ أَنْوَاعٌ وَ صَمْتُكِ ضَعْفٌ
قُولِي أُحِبُّكَ إِنَّ مَحَبَّتِي شَرَفٌ
هَيْهَات .. هَيْهَات إِنْكَارُكِ قَرَفٌ
هَيْهَاتَ .. هَيْهَاتَ ذَاكَ القَلْبُ مُعْتَرِفٌ
*****
تَبْكِي مَوَاجِعُنَا .. تَبْتَسِمُ أَغَانِينَا
إِذَا نَطَقْنَا زَرَعْنَا الخَيْرَ بِأَيْدِينَا
الصَوْتُ نَهْرٌ كَامِنٌ فِينَا
فَانْطِقْ بِعَذْبِهِ أَو أُصْمُتْ وَ عَافِينَا
*****
الآنَ أَنْهَيْتُ كَلَامِي عَنِ السُكُوت
وَ تَأَمُّلِ الطَيِّبِ وَ البَحْثِ وَ القُنُوط
أَمَّا الحَدِيثُ فَغَزْلٌ مِنْ خُيُوط
لِصَاحِبِ عَقْلٍ وَ فَارِسٍ مَبْخُوت
الهاشمي البلعزي
في
27/02/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق