تقولينَ
1
تقولينَ إذا كُنّا ضعافًا لِنَسْتسْلمْ
فلا المالُ يفنى بل يزيدُ، أَلمْ تعْلمْ؟
فكُنْ واقعيًا كي تعيشَ ولا تندمْ
ألمْ ينصَحونا منْ يعشْ صامتًا يسْلمْ؟
أقولُ تعلَّمنا لأَجدادِنا مجدُ
لهمْ في مجالاتٍ حضاريةٍ عهْدُ
إذا ذلَّنا قومٌ يسوقُهمُ وغْدُ
فذلكَ ضعفٌ ما لهُ في الدُنى نِدُّ
تقولينَ كيْ ترتاحَ نافقْ لذي كُرسي
ولا تنتَقِدْ حتى المُراوِغَ كالنِمْسِ
فنِمْسُ بلادِ العُربِ قدْ شذَّ عنْ أمسِ
لقدْ صارَ ذئْبًا في قصورٍ مِنَ الرِجسِ
أقولُ أنا بطبعي لا أهادِنُ طُغيانا
وأرفضُ إذلالًا وأكرَهُ عُدوانا
إذا اسْتُقْبِلوا ذلًا وضعفًا وبُهتانا
فلسْتُ أنا من يقْبلُ البومَ إخوانا
تقولينَ إنَّ الصمتَ معدنُهُ غالي
بعكسِ كلامِ الناسِ ذي المعدنِ البالي
وحتى الزعيمُ العبْدُ في قصْرِهِ العالي
يسودُ بلا حقٍّ وحتى لهُ قالي
أقولُ غريبٌ أمرُ أبناءِ عدنانِ
وأمثالِهم من رهطِ أبناءِ قحطانِ
نُعلِّمُ أبناءَ العروبةِ الفاني
منَ القولِ والأمثالِ ذُلًا لِسلطانِ
تقولينَ اخضعْ للقويِّ لكيْ ترقى
ففي عصرِنا هذا تذلّلْ لكيْ تبقى
فكُنْ حذرًا جدًا فمثْلُكَ قد يشقى
إذا لمْ تُقَطَعْ ثمَ في حُفرةٍ تُلقى
أقولُ أصومُ الدهرَ لا أرتضي ذُلًا
ولا أبتغي عيشًا ذليلًا ولوْ خلّى
حياتي بِجاهٍ كاذبٍ زائلٍ أحلى
فموتي بعزٍّ صادقٍ خالدٍ أغلى
تقولينَ هذي الأرضُ ليستْ لِشُجعانِ
وليستْ لِمَنْ يشكو وليستْ لِفُرْسانِ
لقدْ أصبحتْ أرضُ العروبةِ للجاني
مشاعًا فلا معنىً لأمجادِ أوْطانِ
أقولُ إذا الحكامُ ذلّوا لأغرابِ
وذلَّتْ لحكّامٍ ممالكُ أعرابِ
فلا عِشْتُ يومًا إنْ فتحْتُ لهمْ بابي
وقابلتُهمْ ذلًا وضعفًا كأصحابِ
د. أسامه مصاروه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق