السبت، 27 نوفمبر 2021

أم الشيطان قصة قصيرة بقلم وتأليف الفنان والقصاص رزق جادو

 أم الشيطان

قصة قصيرة
بقلم وتأليف الشاعر الفنان والقصاص
رزق جادو ..مصر .. دمياط
بعد غروب الشمس .. يكون الشارع المؤدي للمقابر مهجورا تماما.. فلا أحد يجروء على عبوره ليلا .. شخص واحد فقط لا يغادر هذا الشارع .. العجوز المشردة التي تفترش الأرض أمام البوابة .. تظل ساهرة بجوار أرغفة الخبز المرصوصة على قفص مصنوع من جريد النخل.ّ.. إنها تبيع هذه الأرغفة .. ولكن لمن تبيعها في ذلك الوقت من الليل وفي هذا المكان .. منذ طردها إبنها من شقتها في المساكن القريبة.. وهي على هذه الحالة.. نصحها الكثير من الناس بأن تشكو إبنها إلى قسم الشرطة لكنها رفضت .. قامت وفي يدها رغيف .. وتركت باق الخبز وراءها .. فقد حان موعد العشاء بالنسبة لها .. صاحب محل عجوز أسفل أحد عمارات المساكن القريبة كان صديقا لزوجها الراحل ... ولذلك يوفر لها كل يوم ..وجبة مضمونة من الجبن والزبادي إنها وجبة مجانية .. وقبل أن تصل إليه إعترض طريقها ثلاثة ..... الدخان المتصاعد منهما جعلها تحسبهم بعض عفاريت الليل ..لذلك لم تشعر بأي خوف .. لكن رائحة الدخان عندما وصلت إلى أنفها ... جعلتها تشعر بالذعر ...إنها نفس الرائحة التى حولت إبنها من شاب وديع إلى همجي وضيع .. ليس في قلبه ذرة رحمة .... سمعت أحدهم يقول .. أنا سيد الأندال بلا منازع .. أنا الزعيم.. كان من الواضح أنه مسطول .. رد الثاني ..إعطنا أمارة .. إشارة .. تؤكد صحة كلامك .. إستشاط الأول غضبا واتقدت عيناه كجمرتان وطفق يلتفت حوله .. فلم يجد أمامه غير تلك العجوز البائسة .. فصب عليها كل غضبه .. وأوسعها ضربا وركلا ..حتى سقطت أرضا وهي تصرخ وتستغيث ..عاد إلى قرينيه .. وسألهما بتهكم ..مارأيكما الا أستحق أن أكون زعيمكم وسيد الأندال .... قام المسطول الثاني .. وهو ينظر إليه نظرة تحد .. وأخذ بيد العجوز .... وساعدها على النهوض من على الأرض .. ونفض لها ملابسها ..وأخذ يربت على ظهرها .. وهي تنظر إليه بوجه بللته الدموع .. وشفتان تسيل منهما الدماء .. تحركت شفتاها وكأنها تدعو له ..فلم يمهلها.. وفاجأها .. .بصفعة شديدة على وجهها دوي صوتها في كل المكان .. وجعلت العجوز تفقد توازنها وتسقط على الأرض مرة أخرى وظل يركلها بقدميه حتى فقدت الوعي تماما.. ثم عاد إلى قرينيه وقال متفاخرا .. لا يمكن تكون هناك نذالة أكثر من ذلك أنا الزعيم أنا سيد الأندال
بلا منازع ... قهقه الثالث .. الذي لم يبرح مكانه ..ثم ظل يقهقه..وهو ينفث الدخان من فمه وأنفه ... أنا أندل منك وأندل منه... تعجب الآخران ..وقالا في نفس واحد ..كيف وانت لم تفعل شئيا ولم تتحرك من مكانك ... فاجأهما بقوله ...هل تعلمان من هذه المرأة.... ثم نفث الدخان ..وقهقه قهقه طويلة ..وقال هذه المرأة أمي ...إنها أمي
أنا زعيمكم ... أنا سيد الأندال
بقلم وتأليف الشاعر الفنان والقصاص
رزق جادو ..مصر ..دمياط
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
Musa Alaqrab و٤ أشخاص آخرين
٤ تعليقات
٤٠ مشاركة
أعجبني
تعليق
مشاركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...