ديوان ( منسوجات شعريه )
النسج الأول
كلما قابلني آخر يقول لي
أين رأيتك من قبل ؟
ثم يشحذ ذاكرته التي
لن تجدني ولم تجدني
لأنني موجود في وجودياته ولن يمسني
فقط كل ما هنالك
أن هذا الآخر حين التقاني فيه احسني
وأود أن أقول للآخر ؟
لاتتعجب لأنني انا هو انت
ولا تتعجب في شبهك شبهي الان
فما انا إلا صورتك
وهي صورتي في المكان
وربما خيالك خيالي
خيال شبحك شبحي في الزمان
فكلانا متماثلان متواحدان
لطالما متصلان في كل الاوقات
وباقون إلى موعد قيامة واحد
في هذه الحياة
وسيولد كلانا متى يموت
لأننا نحيا في كل ممات
وأود أن أقول للآخر؟
لا تتعجب لانني انا هو انت
وكما انا هو انت
إذن انا هو الذي تري ولا تفرق فرق
لذا ستجدني متى ذهبت أو عدت
فانا فيك ومعك لكن متى فهمت
متى أكلت ومتي شربت أو ظننت
في سعادتك بعدما اكتابت
في رائحة نومك إن نمت
في أملا لك عندما استيقظت
ونحو الغرب ونحو الشرق
وحتى و لو منك أو مني هربت
وتجدني في الخلف وفي الأمام
وفي مصغر عمرك ولما هرمت
لأنني انا هو انا ورغم أنني انا انا
إلا أنك وهو انا انت لاناي توهمت
والحقيقة الكبري
انا كذلك هو وانا كذلك انت
وأود أن أقول للآخر
لاتتعجب لأنني انا هو انت
بنفس الضحكة وبهذا الابتسام
وبنفس الدمعة الخارقه للرخام
في كل الأحلام في كل الاوهام
في الشتاء وانت تعاني البرد والزكام
في الصيف على شاطيء الهوي والغرام
في مضاجع اللذة وفي مصب شهي المقام
في عين النساء وفي نفس التوقيت بالتمام
انا انت وهو وهي َوهؤلاء وهم وهن و مثل
مثلنا في اليقظة والاحلام
انا هو انت في كدك ومصابرتك على الآلام
كلانا وها هو انا انت في وريدك وشريانك
و منذ ردائك الخيش النخيلي
وحتى ردائك بالسمو فرو النعام
وفي كل سطر كتبته كتبناه
بريشة حبرها دم الحمام
انا هو انت في المقهى الليلي
انا هو انت في الحفل السنوي
في يوم زفافك الاول
في يوم زفافك الأخير
وانت تودع صوت الكلام
لأنني انا هو انت و حتى حين تنتوي
ولم تلحق أن تتم الصلاة أو تتم الصيام
انا هو انا لكني هو انت وهو ؟
من لحظة البدء وحتى لحظة الختام
وأود أن أقول للآخر ؟
لا تتعجب لأنني انا هو انت
و لا تدقق كثيرا
لأن ذاكرتك مملؤة بالاشباه
فجميعا ندور في سرك واحد
ونعاني من الاشتباه
ونؤخذ بالاشتباه
ونؤاخذ بالاشتباه
واحيانا نعتقل بالاشتباه
وأحيانا تكرم بالاشتباه
وأحيانا نهان بالاشتباه
وكذلك فينا يحب الاشباه الاشباه
وكذلك فينا يكره الاشباه الاشباه
فيا أيها الآخر لاتتعجب
ولا تطلق ذاكرتك إلى هاوية الرماه
فهذة معجزة الله في خلق الله
وكل ماتبقى أن نضرب لنا مثلا
كفانا الان من شر حديث وسفها
فكلنا أشباه كلنا وسواء
كفانا سفها كفانا سفها
فليس لكل واحد فينا أربعون شبها
الشاعر / حمدي عبد العليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق