مشاعر كاتب
هل يستطيع الكاتب أن يكتب متى أراد؟
أوقفني هذا السؤال كثيرًا
حينها فكرت كيف يكتب الكاتب؟ وكيف يستطيع أن يعبر دونًا عن غيره؟
وما هي الكتابة؟
كما أرى أنا من زاويتي ما الكتابة إلا إحساس يدعمه الكثير من الأعمدة تلك التي تجعل ما نكتبه ذو قيمة.
حين يمر الكاتب بمشهد يعبر عنه باللون الذي يتقنه فالشاعر سينسج لنا قصيدة والصحفي سيكتب مقالا
والقاص سيسرد لنا قصة
وآخرون سيخطون لنا النصوص
ليعبر كل بأسلوبه عن نفس الحدث ونفس المشهد وحين تقرأ ستعيش الأحداث بإحساس من قرأت له.
ستكون كل كلمة تحمل معنى وقيمة وتعبير عجيب حتى وإن كانت بعض الأحداث خيالية ولكنه عاش فيها وكأنها واقعًا.
عبر عنها لأنه امتزج معها.
لذلك أقول أنا لا يستطيع الكاتب أن يكتب متى أراد ولكن متى شعر وأغرقه الاحساس.
لا تستطيع أن تقول للكاتب اكتب هذا ويكتب وان فعل لم تر ملامح الصدق على أوجه الكلمات.
وقد يتقن البعض ذلك بعد زمن طويل ذلك الذي يمكنه أن يفتح باب إحساسه متى أراد وينغمس بين الأسطر ويرسم لوحته متى شاء.
مشاعر الكاتب كبحر يحتوي من كل الأشياء.
فكما هناك لؤلؤ ومرجان هناك صخور وحيتان.
يطلق الكاتب رسالته وهو يراها كرصاصة ستصيب المستهدف في القلب دون انحراف.
فمعظم ما نكتبه ما هو إلا لغة القلوب
حوار قلبين الكاتب والقارئ.
ولكن معظم طلقاته لا تصل!!
لأنها لم تجد المستهدف قبل أن تطلق.
نفرح كثيرا بما نكتب ونقدم كل ما باستطاعتنا موقنين أن كل من سيقرأ سيصيب منه نفعًا.
ولكننا لا نجد من يقرأ فيصبح حملا ثقيلا بقدر قيمته وثقل كلماته ومحتواه.
نتكبده على عاتقنا ونمضي به عمرا طويلا.
ليس لأننا لا نكتب جيدا ولكن لأننا لم نجد جمهور المصفقين قبل أن نبدأ.
فأما أن يحمل ذو رسالة ثقله حتى يصل
أو أن يبحث على طريق أقصر يوصله.
والمهم أن يبقى على عهده ورسالته.
ولا تجره الماديات فينحرف عن طريق كان منطلقًا بدأه فيبحث عما يروج قراءته
وما هو بلا منفعة.
لتصبح الكتابة مهنة وبدلا من أن تكون مهمة حياة.
ليمضي بنا العمر ولم نشق طريقا يسلك من بعدنا... طريقا يسمع قرع نعال من سلكه حتى بعد أن دفننا.
فإما أن تصيب نفعا أو أن تهجر أذى
مشاعر الكاتب لا تموت ولا تفنى هي تولد من جديد مع كل قارئ جديد يطرق أبواب صفحاته.
نعمة_مسعود

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق