الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

رأيتُ أمانةَ التّدريسِ ضاعتْ....محمد الدبلي الفاطمي

رأيتُ أمانةَ التّدريسِ ضاعتْ
أُعارضُ ما يُمارَسُ في بلادي***وأرْفضُ جهرةً نُخَبَ الفــسادِ
أقولُ لهمْ كفى رهباً ونهباً***فعَــصْرُ النّاسِ سبّبَ في الكــسادِ
لماذا تزْرعونَ الفقْرَ فينا***بِغرْسِ السُّحْــــتِ في كلّ الأيادي؟
إدارتُنا يُـــــسيّرُها ذئاب***تراهُـــــمْ في التّــعاملِ كالأعادي
تُعدُّ بها الإتاوةُ كلَّ شيئٍ***كأنّ السّـــــــحتَ من قِيَمِ الجــهادِ
فلا تصمُتْ أمامَ السّحتِ خوفاً***وقاومْ ما يســـيئُ إلى بلادي
////
لماذا الضّادُ طلّقَهُ الأدبْ***فأصبحَ في المدارسِ كالحـــطبْ؟
ألمْ تسمعْ أحاديثَ الأغاني***وكيفَ سيــــــستقيمُ بها الطّربْ؟
ركِبنا في ثقافتنا انحطاطاً***أضلَّ النّاسَ واغْتــصــبَ الأدبْ
وأُجْبِرَتِ العقولُ على انحدارٍ***تدحْرجَ نحو خاصرةِ الحـقبْ
كأنّ وزارةَ التّعــــــليم باعتْ***ثقافتَـــــنا إلى أدْنى الرّتـــبْ
////
تناسلتِ المشاكلُ والعــــقدْ***وفي الأوهامِ أغْــرقَنا النّــــــكدْ
نُفكّر في البطونِ بلا عقولٍ***ونحــسدُ في الأنامِ من اجتــــهدْ
كأنّ طبائعَ الخُبثاءِ فيــــــــنا***توارثتِ النّفاقَ إلى الأبـــــــــد
وتلكَ طِباعُهم إنْ شِئْتَ أمْ لا***لأنّ الطّبعَ يسْــكُنُ في الجــسدْ
لقد ختم الحكيم على قلوب***سيأكلها الحريق من الحــــــسد
////
علينا أن نعود إلى البيان***لنلـــحق بالحــــضارة في الزّمان
فنحن اليوم كالغربان صرنا***نقـــلّد ما نراه من المــــــباني
ونزعم أنّ أنفسنا استقامت***وسوء الحال يعــكس ما نــعاني
أضعنا الصّدق في التّعليم لمّا***جعلنا اللّغو فاتــحة اللّـــسان
نُعلّم نسلنا فهماً عقـــــــــــيماً***بتنشئةٍ تُصاغُ من الهـــــوانِ
////
رسمتُ كآبتي بأسى الظّروفِ***ولونُ اللّيل أثّرَ في حـــروفي
رأيتُ أمانة التّدريس ضاعتْ***فعــوّقتِ الألــوفَ من الألوفِ
كأنّ مدارس الأوطان أمستْ***تُدرّسُ ما يقــودُ إلى الحتــوفِ
وتلك مصيبةٌ سقطتْ عــــــلينا***فلقّبها الأكابرُ بالظّــــــروفِ
وإن نحن استمرّ بنا التّدنّي***سنرجعُ في الحياة إلى الكــهوفِ
////
ثقافتنا أصــــــيبت بالوباء***فـــعادت بالعــــــقول إلى الوراء
ألم تر أنّنا نلغو ونـــــعوي***وننهق كالحـــمير من الغــــباء؟
تأمّل حالنا في كلّ حـــــقل***فما يجري يعدّ من البـــــــــغاء
كأنّ نفوسنا غلبت علينا***بخوض البغي في ســــــوق النّـساء
نحمحم كالبغال لكلّ أنثى***وداء البغي صـــــــعب في الدّواء
////
تعالى ربّنا عمّا نـــقول***وربّ العــــــــرش ترهبـــه العـقول
نرى الدنيا ومن أضحى عليها***نعــيما بالتّــــــــوهّم لا يزول
وتلك خديعة لا ريب فيها***سيكشفــــــها بظلـــــــــمته الأفول
ومن ظنّ الحياة بلا وفاة***فقد لعبت بصـــــــــحوته المـــيول
فلا تطمع فإنّ الموت آت***ودفن النّاس تفرضه الأصـــــــول
////
نُحوْقِلُ في المساء وفي الصّباح***ونُجْهرُ بالنّداء على الــفلاح
ونسجدُ في الصّلاة بلا خشوعٍ***ونُسرعُ كيْ نـــعودَ إلى النُّباحِ
وإن خطب الإمامُ وقال حقّاً***بدعوتنا إلى قـــيمِ الصّـــــــلاح
تجاهلْنا السّماعَ له احتقاراً***وخُضْنا في القبيح من الطّــــلاح
وهذا الحالُ شرٌّ مستطيرٌ***سيهجُمُ بالغروبِ على الصّـــــباح
////
ألا يا أمّة القرآن عــــودي***إلى رُشْدِ البُناةِ من الجـــــــدود
ألا عودي فإنّ الظّلم أضحى***شبيهاً بالّذي عند اليـــــــــهود
تصاعدت القساوةُ في بلادي***وأمسى القهرُ من سُننِ الوجود
وعضّ الفقر بالأنياب شعبا***أضاع العمر يرقب في الوعـود
فذكّر إنّما الذّكـــــرى نداء***يراد به التّــــــــــــقيّد بالحـدود
////
أحسّ بأنّني شرسُ الكلام***لدى الجهّال من صـــــنف اللّئام
ولست بنادم عن كلّ حرف***رجمت به الضّـــباع من الأنام
سأبقى ناظما مادمت حيّا***على خطّ النّـــــضال مع الكرام
فدعني لا أريدك أن تلمــني***فإنّ اللّـــــوم من سفه الكلام
وقل لي لفظة تحيي ضميري***لأخرج في الحياة من الظّلام
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...