نُقُوش شِعريّة (1)
شعر : حسام الدين فكري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مِكَرٍ مِفَرِ مُقبلِ مُدبرٍ معاً
كجُلمود صَخرٍ حَطَّهُ السَّيلُ مِن عَلِ)
السَّيلُ فوق رؤوسنا دماء لزجة
أشباحٌ أنتم، تحتضنون رماحكم تترقّبون
قَطَعنا الفيافي كُلّها معاً
صَعَدنا جبال لا تصعدها الذئاب
تنسلُّ الحياةُ من أرواحنا كُلّ لحظة
لَكِنّا لم نتقهقر يوماً
أقودكم بقلبٍ قُدَّ مِن صخرٍ
اتبعوني نحو المجهول
في أحداق المجهول آفاق لا تنضب
فوقنا سماء تهطلُ أرواحاً شاحبة
الأُفُق يتهيأ لإعصارٍ هادرٍ
أُعاهدكم، في نهاية الأمر
سوف نحتفلُ جميعاً بالنصر !
ـــــــــــــــــــــــــــ
(أراكَ عصيّ الدمعِ شيمتك الصبرُ
أما للهوى نهيٌّ عليك ولا أمرُ)
يروون أخبارنا في أروقة المدينة
نساءُ مدينتنا غَرِقنَ في أمواج الخيال
في عُيونهن أرتدي زِيّ مُحارب إغريقي
ينتشلُ حبيبته من صليل الأيّام
لكنّي في عُيون الرجال، فهدٌ ضال
تاه في صحراء الهوى المُستحيل
في الأُمسيّات القمرية يتناجون عنّا
الخيُوط السحريّة تنتظمُ في عقدٍ مُفضّض
شاب _ في مثل سنّي _ يجذبُ الخيط الأوّل
فتاة _ راق لها الشاب _ تلتقطُ بدلالٍ خيطاً ثانياً
تتوالى الخُيُوط المُلونّة، من أفواه الرجال والنساء
يتناثرُ الصَخَبُ قَطَرات فوق الوجوه
في قلب الجَلَبة، لا أحد يسمعُ أحداً
لن يتفق الفريقان _ ككل مرّة _ على شيء
الموجُ الصاخبُ ينحسرُ فجأة
الصمتُ صارَ اللُغة الوحيدة
حكايتنا _ أنا وأنت _ لها أوجه مُتباينة
الحقيقة المُجرّدة، نحنُ فقط نحياها
لن يقرأني أحدٌ أبداً
مثلما تقرأني أنت !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق