موعد مع القبر
بقلم محمد كمال
ورحت إلى القبر يوما زائرا
ومضيت اليوم كله حائرا
ماذا أفعل لو كنت مكانهم
هل أجيب على كل الأسئله
فكل واحد منهم قد ذاكر
فمنهم المجد ومنهم الغافل
فمن أنا من بينهم
سؤال يجيب عليه عاقلا
ياقبر أراك لى متوحشا
فأنا اليوم أزورك وغدا
أظل بقعرك باقيا
فاليوم نشتاق إلى أحبابنا
وغدا يبكى علينا أولادنا
فياليت شعري كيف أنجو
وهل أجيب على الأسئله
يا قبر مالى أراك مظلما
دايقا تحوي الألاف
ومازلت باقيا
تطلب المزيد أما يكفيك يا قبر
لقد أخذت أغلى الناس على قلبى
وتركتنى أبكى على من مات
وأعلم أن غدا ألقاك
فعشت حرا طليقا
وللموت كنت ناسيا
ياقبر هل أكل الدود أحبابى
وأصبحوا مثل التراب
وهل شدد عليهم فى الحساب
فمازلت عليهم حزينا باكيا
وهل إشتاقوا لقائى
فقد إشتقت للقاء
وأعد عدتى
ولكن ذنوبى أثقل
فهل يبدل الله سيئاتى
أم أحمل أوزارا على أوزاري
فياليتنى ماكنت يوما عاصيا
وعند زيارتى تذكرت عمر
مايبكيك يا عمر
قال القبر أول منازل الآخره
رحمت الله عليك يا عمر
فياليتنى كنت مثلك باكيا
ولكنى أذهب إلى القبر
فأنظر لمن حولى
فلا أري رجلا منه باكيا
الكل ينظر ويتعجل
يريد الذهاب إلى العمل
ولا يفكر حتى فى الآخره
بل أراهم واقفون أمام المسجد
يتركون الصلاة المكتوبه
ولايصلون الجنازه
وكل واحد ممسك بسيجاره
وكأنه سيظل طول حياته عاصيا
من لم يكن الموت له واعظا
فغدا يكون محمولا وربما لم يدخل المسجد
وسوف يصلى عليه بالشوارع كمن غيره
ولايدخل المسجد حيا أوميتا.
بقلم محمد كمال
شاعر مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق