الاثنين، 31 مايو 2021

غيري يطعمه الرغيف الحافي محمد الدبلي الفاطمي

 غَيْري يطمّعُهُ الرّغيفُ الحافي

ما لابْنِ آدمَ عندنا لا يفهمُ؟***هل لايزالُ بما مضى يـــتوهّـــــمُ؟
أَنَودُّ أن نجتازَ دون تعلّمٍ***والـــــــــعلم بَوْصَلةٌ بهـــــــا نــتقدّم؟
ولقد أردتُ وما أردْتُهُ صدّني***فرجـــعتُ أبــــــكي عاجزاً أتألّمُ
جَدّدْ حُروفي إنْ أَرَدْتَ بِفِطْنَةٍ***فلقد تجودُ إذا تشاءُ فـــنفْـــــــهمُ
وَبِها القُلوبُ إلى الحياةِ سَترتقي***عبرَ العلومِ وبالهدى تتـــحزّمُ
////
غَيْري يُطمّعُه الرّغيفُ الحافي***فــيروغُ عن شِيَمِ الكـريمِ الوافي
لا أَدّعي قَوْلاً إذا هُو لم يكنْ***حقّاً يُجَسِّدُ حِكْــــمَةِ الإنـــــــصاف
تَعِسَ اللّئيمُ وساءَ ما يُدْلي به***بيتُ اللّئامِ ومــــــنزلُ الأجْــــلافِ
ما كلُّ ما عندَ الخلائقِ كافياً***إلاّ كفافُ قناعَـــــــتي وعـــــفافي
إنّ الكبيرَ هو الكبيرُ بنفسهِ***ولقد أجادَ ركوبَـــــــــها أســـــلافي
////
مازالَ خَطْوُ شعوبنا يتعثّرُ***والحالُ عَيْنُهُ عـــندنا يتــــــــــــــكرّرُ
لا تحقرنَّ من القريضِ أصيلَهُ***فالنّـــــــظمُ من أفْواهنا يتـــــفجّرُ
سنظلُّ نرجمُ في الظّلام بأنْجُمٍ***مثلَ الشّهابِ حُروفُها تَتفــــــــطّرُ
وكذلك السّيلُ العنيفُ فإنّــــما***أولاهُ طلُّ ثُمّ مـــــوْجٌ أخــــــــطرُ
لا يسلمُ الأمل الكبيرُ من الأذى***حتّى تراهُ بـــــــعزمنا يتـــطهّرُ
////
كلّ العصورِ بأهلها تتجدّدُ***واللّيلُ يرحلُ والصّـــــــــــبيحةُ تولدُ
يا ذا الذي يختالُ في أوطاننا***بعصاهُ يضربُ في الرِّقابِ ويجلدُ
سيحينُ وقْتُكَ حالما يأتي الرّدى***فنراك نُصــــــبَ عيوننا تـتمدّدُ
والموتُ آتٍ والنّــــــفوسُ ودائعٌ***سنردُّها للمُسْــــــــتعانِ ونرقدُ
خذْها إليكَ من البيانِ بَلاغَةً***فيها الحُروفُ بِنَظْـــــــــمِها تَتَجَدَّدُ
////
سأظلّ حَرْفَ اللّفظةِ الخرساءِ***أَرْجو إثارَةَ ثورة الشّـــــــــعراء
وعلى بساطِ المُفردات قصائدٌ***باحـــــــــتْ بهنَّ سليلةُ الأمراءِ
فصحتْ عُيوني من عقيم سُباتها***واستيقظتْ من غــفْلة التُّعَساءِ
وتَوَجَّهَتْ صَوْبَ الطُّموحِ قَصيدتي***تَقْتادُها مَعْــــــزوفَةُ البُلَغاءِ
وإذا العُقولُ إلى الأمام تقدّمتْ***شعّت بها الأَفــــكارُ كالأضواء
////
يا حاكمين ألم تكونوا تعلموا***أنّ الرّبيع بــكُمْ إليــــــــــنا قادمُ؟
لو تشْعرونَ بظُلمنا لعرفْتُمُ***أنّ المُــــــــــعربِدَ بالتّســـلّط ظالمُ
لا تستخفّوا بالشّعوب فإنّكُم***تبنونَ والأجـــــــــلُ المُحــتّمُ هادمُ
عدلَ الرّدى بين الورى في حُفرةٍ***فالكلُّ يُدْفَــنُ والمُــفرّطُ نادمُ
وإذا المنيّة كشّرتْ أنيابَها***عجزَ المُـــداوي والطّـــــبيبُ العالمُ
////
ويلي إذا كان السّعيرُ جزائي***ماذا يحــــلّ بنكـــــستي وبكائي؟
يكوي العذابُ محاسني ويشينها***ويذوبُ منّي في الجحيم كسائي
فيقول لي الدّيّان جلّ جلاله***يا عبد سوءٍ كنـــــــتَ من أعـــدائي
حاربْتني وشققْتَ أمري عاصياً***ونــسيتَ عمداً أن تـخافَ لقائي
سترى جهنّمَ واللّهيبُ بجوفِها***ناراً طغتْ في اللّيــــلةِ الظّــــلماء
محمد الدبلي الفاطمي
Fares Alkalma
تعليق واحد
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...