غَيْري يطمّعُهُ الرّغيفُ الحافي
ما لابْنِ آدمَ عندنا لا يفهمُ؟***هل لايزالُ بما مضى يـــتوهّـــــمُ؟
أَنَودُّ أن نجتازَ دون تعلّمٍ***والـــــــــعلم بَوْصَلةٌ بهـــــــا نــتقدّم؟
ولقد أردتُ وما أردْتُهُ صدّني***فرجـــعتُ أبــــــكي عاجزاً أتألّمُ
جَدّدْ حُروفي إنْ أَرَدْتَ بِفِطْنَةٍ***فلقد تجودُ إذا تشاءُ فـــنفْـــــــهمُ
وَبِها القُلوبُ إلى الحياةِ سَترتقي***عبرَ العلومِ وبالهدى تتـــحزّمُ
////
غَيْري يُطمّعُه الرّغيفُ الحافي***فــيروغُ عن شِيَمِ الكـريمِ الوافي
لا أَدّعي قَوْلاً إذا هُو لم يكنْ***حقّاً يُجَسِّدُ حِكْــــمَةِ الإنـــــــصاف
تَعِسَ اللّئيمُ وساءَ ما يُدْلي به***بيتُ اللّئامِ ومــــــنزلُ الأجْــــلافِ
ما كلُّ ما عندَ الخلائقِ كافياً***إلاّ كفافُ قناعَـــــــتي وعـــــفافي
إنّ الكبيرَ هو الكبيرُ بنفسهِ***ولقد أجادَ ركوبَـــــــــها أســـــلافي
////
مازالَ خَطْوُ شعوبنا يتعثّرُ***والحالُ عَيْنُهُ عـــندنا يتــــــــــــــكرّرُ
لا تحقرنَّ من القريضِ أصيلَهُ***فالنّـــــــظمُ من أفْواهنا يتـــــفجّرُ
سنظلُّ نرجمُ في الظّلام بأنْجُمٍ***مثلَ الشّهابِ حُروفُها تَتفــــــــطّرُ
وكذلك السّيلُ العنيفُ فإنّــــما***أولاهُ طلُّ ثُمّ مـــــوْجٌ أخــــــــطرُ
لا يسلمُ الأمل الكبيرُ من الأذى***حتّى تراهُ بـــــــعزمنا يتـــطهّرُ
////
كلّ العصورِ بأهلها تتجدّدُ***واللّيلُ يرحلُ والصّـــــــــــبيحةُ تولدُ
يا ذا الذي يختالُ في أوطاننا***بعصاهُ يضربُ في الرِّقابِ ويجلدُ
سيحينُ وقْتُكَ حالما يأتي الرّدى***فنراك نُصــــــبَ عيوننا تـتمدّدُ
والموتُ آتٍ والنّــــــفوسُ ودائعٌ***سنردُّها للمُسْــــــــتعانِ ونرقدُ
خذْها إليكَ من البيانِ بَلاغَةً***فيها الحُروفُ بِنَظْـــــــــمِها تَتَجَدَّدُ
////
سأظلّ حَرْفَ اللّفظةِ الخرساءِ***أَرْجو إثارَةَ ثورة الشّـــــــــعراء
وعلى بساطِ المُفردات قصائدٌ***باحـــــــــتْ بهنَّ سليلةُ الأمراءِ
فصحتْ عُيوني من عقيم سُباتها***واستيقظتْ من غــفْلة التُّعَساءِ
وتَوَجَّهَتْ صَوْبَ الطُّموحِ قَصيدتي***تَقْتادُها مَعْــــــزوفَةُ البُلَغاءِ
وإذا العُقولُ إلى الأمام تقدّمتْ***شعّت بها الأَفــــكارُ كالأضواء
////
يا حاكمين ألم تكونوا تعلموا***أنّ الرّبيع بــكُمْ إليــــــــــنا قادمُ؟
لو تشْعرونَ بظُلمنا لعرفْتُمُ***أنّ المُــــــــــعربِدَ بالتّســـلّط ظالمُ
لا تستخفّوا بالشّعوب فإنّكُم***تبنونَ والأجـــــــــلُ المُحــتّمُ هادمُ
عدلَ الرّدى بين الورى في حُفرةٍ***فالكلُّ يُدْفَــنُ والمُــفرّطُ نادمُ
وإذا المنيّة كشّرتْ أنيابَها***عجزَ المُـــداوي والطّـــــبيبُ العالمُ
////
ويلي إذا كان السّعيرُ جزائي***ماذا يحــــلّ بنكـــــستي وبكائي؟
يكوي العذابُ محاسني ويشينها***ويذوبُ منّي في الجحيم كسائي
فيقول لي الدّيّان جلّ جلاله***يا عبد سوءٍ كنـــــــتَ من أعـــدائي
حاربْتني وشققْتَ أمري عاصياً***ونــسيتَ عمداً أن تـخافَ لقائي
سترى جهنّمَ واللّهيبُ بجوفِها***ناراً طغتْ في اللّيــــلةِ الظّــــلماء
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق