لن تغنيك الشهادات ولا الرتب
كن كما أنت لا تتشبه حسب الطلب
ترى الناس حولك كأنهم خشب
يحترقون إحترافا ميلا للذهب
كثير منهم يطلب الدنيا وبه العحب
أدان نفسه باعها بشهوة رغبة غلب
وقليل صابر على فقره نال الرتب
البعض للشعر كاتبا للهو ما كتب
والآخر يأخذ منه درهما ويح ما كسب
رجال بلا رجولة لبسوا ثوب الذئب
ونساءا عليهن الحيرة صنفهن الثعلب
يسبقنك بالقول يحكمن السوط لهب
قولهن عبثا وإن ساد البغض اتى شهب
لست عن نساء ما أجملهن عن كثب
ترى الجمال يحدق روعة خلف الحجب
الكل أخرج أقلامه لون الورق والكتب
وما أنت صانع بحرف يخافه الكذب
السحاب يحمل الغيم لبلاد المصب
ليست كل الغيوم ممطرة تداعب السحب
ليس العقل من أدرك عقله أتى الغضب
إنما العقول حكمة في ولائها شىء وهب
يا صاحب العمامة لفات عصير العنب
يثمل بسكره يخاطب الناس يلقي الخطب
وتلك بفستانها الممزق خصرها بالعطب
حولها تجمعت الذئاب والضباع عن جنب
أرى مالا ترون عدنا للجاهلية سدرا وحطب
قول الحق مطلوب للعدالة شتى رغب
مالهم إذا نصحوا بالنصح أتوها بالندب
حسب الطلب المطالب لا تراه عند الكرب
يأتون الدنيا نساءا والخمر الثمين شرب
دل المدلول على الدلالة شبهات بها غتب
حولهم تجمعت العازفات نراكم أبي لهب
قليلا من دفئكم والكثير اصابه الجرب
أين نحن منكم ومن أسلافنا أيها العرب !؟
ألا ترون الخزي عار بعتم الأوطان والنسب
واخترت لكم من هذا ومن ذاك المصب
عسى أصل لمن كره اللوم ذوق العذب
بقلمي
فرخ الطاووس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق