الجمعة، 9 فبراير 2024

 الأديبة د. تغريد طالب الأشبال/العراق

………………
(مِحنَة كتاب)
من ديواني( معتقل بلا قيود) ج١
………………
يقولونَ:(خيرُ جليسٍ كِتابْ)
وهذا الكتابُ لدَيهِ عتابْ
تعالوا لنِسمعَ عزفَ الأنينْ
وما سيقولُ بصوتِ العذابْ:
أنا لَم أعُدْ يا صِحابي جليسْ
وأنتمُ ما عُدتمُ ليْ صِحابْ
فَقَدْ بِعتمُ صُحبَتي بالرَخيصْ
وأجهضتمُ ثَورَتي في الِّلبابْ
وصُرتمُ لا ترغبونَ الحَديثْ
مَعي بلْ وصِرتُ دَنيَّاً مُعابْ
حَفِظتُ لتأريخِ كلَّ الشعوبْ
بِصِدقٍ برغمِ الأسى والعَذابْ
ومنذُ الطفولةِ أبني العقولْ
ليَغدو الشبابُ سليمُ المَآب
نشرتُ العلومَ بكلِّ زمانْ
وجِبتُ الصَحارى وحتى الهِضابْ
وكُنتُ دليلاً لكل ِّغريقْ
ببحرِ الجهالةِ قِدتُ انقِلابْ
صنعتُ من الجيلِ جيشا ًعظيمْ
يقودُ العلومَ يُذِلُّ الصِعابْ
وأوطانُهُ لا تعيشُ الخضُوعْ
وصاريِهِ يَبقى أعاليِّ القِبابْ
فلا مُعتدٍ يستميلُ العقولْ
ولا أجنبيٌ يُذِلُّ الرِقابْ
فجاءتْ حضاراتُ عهدٍ جديدْ
وإكتَسَحَتْ مْنجزاتي الذِئابْ
ورَسَّخَتْ الفِسقَ بينَ العقولْ
وقدْ مَحَتْ الإرثَ ذاكَ المُهابْ
فلا دَخلَتْ تستبيحُ الشعوبْ
بِحَربٍ وَقَتلٍ يُبيدُ الشبابْ
ولا دَخلَتْ تجري جريَ الوحوشْ
كَمَسعورِ يَنبَحُ نبحَ الكلابْ
ولكن أتَتْ تستبيحَ العقولْ
وتجعلَ تاريخَنا كالسرابْ
وتهدِمَ ماضٍ أصيلَ الجذورْ
وتقلعَها من عميقِ التُرابْ
وتبني أساسَ انحطاطِ النفوسْ
وتُسقِطنا من عليِّ السَحابْ
فصارتْ عقولُ الجميعِ هباءْ
وعانَتْ حضارتُنا الإنسِحابْ
هدَمتُمْ لكلِّ الذي قد بَنَيتْ
أضَعتوني بينَ ثَنايا العِبابْ
وبعتمْ لميراثِ أجدادِكمْ
بحفنةِ زَيفٍ أتَتْ بِالخَرابْ
كل التفاعلات:
Taghreed Talib Alashbal

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكوى الطبيعة

  شكوى الطبيعة همست ْ بأذن ِالليل ِ أغصان ُالشجر ْ تشكو حنين َ الروض ِ شوقَـَه ُ للقمر ْ والورد بثَّ غرامه ُ متــلهـِّـفا للنور ِ يغمر ُه ُ ...