رحلة خلف جدران الحياة
قصة من تأليف عصام قابيل
الحلقة الثانية
دخلت الصالون موجهاً كلامي لعواد وزوجتي أمامه لا تنبس ببنت شفة وقلت محاولاً فك طلاسم الحدث والدهشة تكاد تمزقني بينما هو قد قام من مكانه يلوج بيده مرددا
_ إنتو عالم زبالة ...ويبصق في الهواء
فعلى الدم في عروقي ولاحقته مستنكرا هذا المشهد
_ في ايه يابني ؟ وبتزعق وتشتم ليه وازاي تكلم خالتك كده
فما كان منه إلا أن نظر إلي باستخفاف قائلاً
_ ياعم روح اتنيل
فزادت ثورتي وايقنت أنه قد حلع ثوب الأدب والاحترام زقلت بصوت عالي
_ لا ده أنت قليل الأدب وعاوز تتربى من جديد
وانحنيت خالعاً حذائي مندفعا نحوه أريد أن أضربه على وجهه بالحذاء وهو يشير إلي بإصبعه محذراً دون أن ينطق
وكأنه يقول إياك أن تضربني وزوجتي قد قامت لتحول بيني وبينه خائفة من تطور الأمر وهي تردد
_ خلاص مالكش دعوة إنت
ولكني قد وصلت اذروتي في انفعالي فحذفت الحذاء على رأسه بقوة وفي هذه الأثناء وصل أسعد إبني مندفعا نحوه وأمسكه من تلابيبه يجره ليخرجه من الشقة وأنا أصيح
_ اضربه يا اسعد اضربه
فمر مسرعاً ودلف إلى السلم وهو يردد
_ ساعة وأنا سامعك وأنت بتتكلمي مع بنتك علي
وتجمع سكان العمارة على صوته العالي وسبابه
وهنا بدأت استجمع تفاصيل المشهد خاصة أن زوجتي بدأت توضح ماحدث وهي توجه كلامها له
_ انت واقف تتجسس علي باب الشقة
أنا بكلم بنتي في التليفون وانا في شقتي مش من حقك تتجسس علي وبعدين أنا قلت إللي حصل
إنت ضارب ابوك قبل موته بأيام وكنت بتشيله وترزعه في الأرض وتبوك مات بعدها بأيام وضحكت على امك وخليتها تكتبلك البيت باسمك واكلت ورث أخوك
وجاي تقولي اشهدي معايا علشان اعمل إشهار وأنا مش عاجبني الكلام ده
واستجمعت تفاصيل ماحدث وفهمت المشهد تماماً وهو يصيح
_ إنتو شحاتين إحنا مقعدينكم شفقة
وهنا انطلقت براكين غضبي وصحت
_ ايوة أنت إللي قتلت ابوك وعاوز تسرق اخوك هي ماقالتش حاجة غلط
وفي أثناء هذا الضجيج والمشاحنة بالأصوات نزل أسعد إلى عواد ولطمه على وجهه ووجه إليه ضربة بقبضة يده في صدره ففر وهو يسب ويلعن وحال الجيران اسعد حتى لا يستمر في ملاحقته
فنزل إلى الشارع وهو يردد
_ هاتوا عقد الشقة أنا مش هاقعدكوا فيها
وعدت ادراجي إلى الشقة في حالة لا يُرثى لها وسألت زوجتي
_ إيه إللي حصل من الاول ياسكينة؟
فبدأت تقص علي ماحدث
ومع الحلقة الثالثة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق