الأحد، 21 يناير 2024

الاحتلال الثقافى

 الاحتلال الثقافى

_____________
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم امابعد
لقد تعرضت امتنا الاسلامية للعديد من الاحتلالات المختلفة منها العسكرى والفكرى والاقتصادى والثقافى وان كان اول هذه الاحتلالات هو الاحتلال الثقافى وذلك منذ عهد ولاية محمد على على مصر وبالتحديد عام ١٨١٣ م وكانت فى صورة ارسالات علمية الى ايطاليا والى انجلترا والى فرنسا وكانت ارسالات بهدف تعلم جميع العلوم الحديثه كالعلوم الحربية والصناعية ومعظم العلوم المفيده وكان يبعث مع هذه الارساليات مشايخ من الازهر للوعظ والارشاد لهم وارسل محمد على عام ١٨٢٦م بعثة كبيرة ومعها ٣ من مشايخ الازهر منهم رفاعه رافع الطهطاوى فتعلم هناك الفرنسية وانبهر بمارأه وعاد وانشئ كلية الالسن وترجم الكثير من المؤلفات ولكن تاثره بالحضارة الغربية مما جعله يحيد عن التراث والعادات العربية والاسلامية وهذا راى بعض النقاد فيه
وكما يقول الدكتور محمد محمد حسين ناقداً له: (بأنه لم يستطع أن يدرك الأغوار البعيدة والجوانب المتعددة لكلمة الحرية، ولم يستطع أن يدرك أنَّ نَقْل هذه الآراء إلى المجتمع الإسلامي يمكن أن ينتهي إلى النتيجة نفسها: نَبْذِ الدِّين، وتَسْفِيه رجاله، والخروج على حدوده. لم يدرك ذلك ولم يلاحظ إلا الجانب البرَّاق الذي يأخذ نظر المحروم من الحرية، حين تمارس في مختلف صورها وألوانها، وفي أوسع حدودها، فكان كالجائع المحروم الذي بَهَرَتْه مائدةٌ حافِلةٌ بألوان الأطعمة، فيها ما يلائمه وما لا يلائمه، ولكنه لم ينظر إليها بعين حِرْمانِه، ولم يرَها إلا صورةً من النعيم الذي يتُوقُ إليه ويَشْتهِيه) ([4]).
ومما يُصَوِّر لنا التَّغَيُّر الفكري لَدَيْه، ما حدث له تحت تأثير إقامته في باريس، ومشاهدته لحال المرأة فيها، حيث أظهر إعجابه بما هي عليه، ونَفَى أنْ يكون الاختلاط والتبُّرج هناك داعياً إلى الفساد، أو دليلاً على التساهُل في العِرْض، وامْتَدح مُراقَصَة الرجال للنساء، ووَصَفَه بأنه فنٌّ مِن الفُنون (ولا يُشَمُّ منه رائحةُ العُهْر أَبَداً، وكل إنسانٍ يعْزِم امرأةً يَرْقُصُ معها، فإذا فَرَغ الرَّقْص عَزَمَها آخَرُ للرَّقصةِ الثانية وهكذا)([5]).
كما يُظْهِر إعجابه بالقوانين العقلية، والشرائع الوضعية في المجتمع الفرنسي في قوله: (والقانون الذي يمشي عليه الفرنساوية الآن، ويتخذونه أساساً لسياستهم هو القانون الذي ألَّفَه لهم ملكُهُم المُسَمَّى لِوِيز الثامن عشر. ولا زال مُتَّبَعاً عندهم ومُرْضِياً لهم، وفيه أمورٌ لا يُنْكِر ذَوُو العقول أنها من باب العدل... وإن كان غالب ما فيه ليس من كتاب الله تعالى ولا من سُنَّة رَسُول الله- ×- لِتَعْرِفَ كيف حَكَمَتْ عقولهم بأن العدل والإنصاف من أسباب تعمير المَمَالِك وراحة العباد) ([6]).
كانت هذه تقدمة لإلقاء الضوء على فكر ومنهج الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي واضع النطفة الأولى للعلمانية في العالم العربي والإسلامي؛ هذه النطفة الأولى التي وضعت في رحم أمتنا على حين فرقة من المسلمين وعلى حين ضعف وغفلة في بلاد الإسلام! وطفق السلخ يكبر في رحم الأمة حتى صار تنيناً مخيفاً يبتلع في جوفه كل القيم بلا استثناء!! [2] وكان ذلك الانبهار ايضا هو سببا لخيانات الكثير من البشاوات الاتراك ووزراء السلطان عبد الحميد حتى سقطت الخلافة العثمانية وتقسمت الامة الى دويلات وجاء الجديد من الاحتلال الثقافى للامة الاسلامية والعربية فى مايسمى بالعولمة وانتشار الانترنت وتغيير المناهج حتى صارت التربية الدينية مادة غير اساسية فى المدارس والجامعات وقد صبغت مجتمعاتنا بالصبغة الغربية واصبحت القدوة لشبابنا مايكل جاكسون وماردونا بدلا من الاقتداء برسولنا الكريم وصحابته الذين نصروا هذا الدين وهكذا فعل الاحتلال الثقافى فى امتنا المغيبة واصبحنا فى اسافل الامم وارذلها واضعفها ثقافة وفكرا واقتصادا وعسكريا واليوم نحتاج من يقوم باعادة البناء لهذا المجتمع وللفرد حتى تعود امتنا كماكانت ولن يحدث ذلك الا بتمسكنا بمنهجنا المتكامل المنزل من لدن حكيم خبير فيه وفقط النجاة والفلاح فتمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه الكريم هو ماقامت بة امتنا فى العالمين ولن تقوم عزتنا الابماقامت به من قبل عزتنا الاولى ومجد اسلافنا الاولين
___________________________________________
بقلم/محمودعبد المتجلى عبد الله.
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏تحتوي على النص '‏محمود د عبد المتجلي كل عام وانتم بخیر‏'‏‏
كل التفاعلات:
ارق ملاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...