الخميس، 16 نوفمبر 2023

حكايةُ الصَّبِيّ داوودْ

 حكايةُ الصَّبِيّ داوودْ

كانَ داوودُ صبيًّا مُبْدِعا
وَبِفنِّ الرسْمِ جدًا مولِعا
خاصَّةً رسمَ الحمامِ الطائِرِ
كانَ حتى كَصَبيٍّ رائِعا
لمْ يَكُنْ يومًا عنيفًا في الحِمى
بلْ وديعًا هادئًا مِثْلَ الدُمى
يكْرَهُ الْعُنفَ ومَنْ يسْعى لَهُ
بلْ وَمَنْ أهدَرَ حقًا أو دما
كانَ داوودُ صَبيًا صادِقا
لِتُرابِ القُدسِ جدًا عاشِقا
لمْ يكُنْ يومًا يهابُ المُعتّدي
لمْ يعشْ إلّا عزيزا سامِقا
كانَ أيضًا مُستَنيرًا عاقِلا
لمْ يَكُنْ يومًا غبيًا جاهِلا
وإذا المُحْتلُّ عمْدًا ذلَّهمْ
للتَّحدّي كانَ دوْمًا ماثِلا
أمسِ لم يذهبْ إلى أقرانِهِ
بلْ ولمْ يذهبْ إلى إخوانِهِ
فقُراهمْ مِنْ جديدٍ حوصِرتْ
لِيَظلَّ الشعبُ معْ أحزانِهِ
بيْنما كانَ الفتى في بيتِهِ
يقرأُ الدرسَ بأَعْلى صوْتِهِ
سُمِعتْ صرْخاتُ حُزْنٍ خارِجًا
يا تُرى مِنْ أعْلَنوا عنْ موْتِهِ
ربَّما ماتَ حميدٌ التاجِرِ
أو سعيدٌ جارُهمْ الشاعِرُ
فهُما الأكبَرُ في الحارةِ
ولعلَّ المُتَوفّى ثائِرُ
كانَ لا بُدَّ لهُ أنْ يُسرِعا
لِيرى ماذا جرى أو يسْمعا
دونَ خوفٍ مِنْ حصارٍ جائِرِ
أيُّ شيءٍ حاجِزٍ لنْ يرْدَعا
أمُّ داوودُ أرادتْ ردعَهُ
وَعَنِ الشارعِ أيضًا منْعَهُ
بيْدَ أنَ الأمَّ لمْ تنْجحْ ولمْ
تسْتَطِعْ يا ويْلَتي إقناعَهُ
ضجَّتِ الصَّرْخاتُ وازْدادَ الأسى
دونَ أنْ يفهمَ فِعلًا ما جرى
كلّ ما يُمْكِنُ حقًا فِعْلُهُ
نحْوَ بوّابَتِهمْ حَثُّ الخُطى
كانَ في الشارِعِ حشْدٌ غاضِبُ
خلْفَهُمْ جيْشٌ مقيتُ غاصِبُ
فجأةً دبّابَةٌ بانتْ لَهُم
هَرَبوا لمْ يبقَ إلّا الواجِبُ
يا تُرى ماذا يقولُ الواجِبُ
واجبٌ عنْ قومِنا كمْ غائِبُ
واجِبٌ نفَّذَهُ طفْلٌ لَنا
لمْ يُخِفْهُ الجيْشُ نِعمَ الطالِبُ
كيْفَ ينجو طفْلُنا مِنْ شرِّهمْ
كيْفَ يمحو حِقْدَهُم منْ فِكْرِهمْ
هلْ سيَسمو حجَرٌ أمْ غولُهُم
غيْرُ جالوتَ وحتى غدْرِهمْ
يا لِحقْدٍ مَرَضيٍّ عِنْدَهُم
إنَّني أجهلُ فعْلًا حِقْدَهمْ
ليتَ شِعري حقْدُهمْ ما سرُّهُ
بِمَ يحْشونَ إلهي جُنْدَهمْ
د. أسامه مصاروه
قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(لا تزال عالقة) بقلم عواطف فاضل الطائي

(لا تزال عالقة) حلقة مفرغة من الخيارت تراوغها بيقينها ان القدر سينظم لهما لقاء وكأن الحياة قد توقفت في تلك اللحظة.. لا تعرف ماذا تفعل هل حقا...