الجمعة، 27 أكتوبر 2023

سمو أخلاقه الكريمة..

 سمو أخلاقه الكريمة..

لقد تفضل الله تعالى على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - بتوفيقه للاتصاف بمكارم الأخلاق، ثم أثنى عليه ونوه بذكر ما يتحلى به من جميل الصفات في آيات كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله تعالى: " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " سورة القلم : 4.
وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يبعثه الله بالرسالة في الذروة العليا من الأخلاق الحسنة، صدقا وأمانة، وكرما وحلما، وشجاعة وعفة، وغير ذلك من الصفات، فقد صانه الله ـ سبحانه ـ وحفظه من أدنى وصف يعاب صاحبه، كل ذلك حصل له من ربه فضلاً ومنة، وقطعاً لألسنة أعدائه الذين يتربصون به، ويقفون في طريق دعوته.
وقد حفل القرآن الكريم بالآيات الكريمة التي ترسم لنا صورة مشرقة صادقة لأخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم- وفضائله، وكان واقع سيرته النبوية أعظم شهادة على عظم أخلاقه - صلى الله عليه وسلم-.
وتمثل الأخلاق والقيم ركنا ركينا في رسالة الإسلام التي جاء بها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، فهي المحرك للإنسان نحو الصلاح والفلاح والنجاح، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، " أكثر ما يُدخلُ الناسَ الجنةَ تقوَى اللهِ وحُسْنُ الخُلُقِ، وأن أكثرُ ما يُدْخِلُ الناسَ النارَ الأَجْوَفَانِ: الفمُ والفرجُ "، بل إن الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية على الإطلاق، فالرسول صلى الله وسلم يقول : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "، رواه أحمد في مسنده.
ولقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون النبي-صلى الله عليه وسلم- قدوة للعالمين، لذلك أعده الله عز وجل إعدادًا خاصًّا يتناسب مع عالمية الرسالة، وخاتميتها، وصلاحيتها لكل زمان ومكان، فالغرض من بعثته -صلى الله عليه وسلم - هو إتمام الأخلاق، والعمل على تقويمها، وإشاعة مكارمها، بل الهدف من كل الرسالات هدف أخلاقي، والدين نفسه هو حسن الخلق.
وتعلمنا من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسنظل نتعلم، أدب المعاملة والتواضع مع الناس، وأن الإسلام دين العلم والخير والعدل والرفق والتسامح والفضيلة والعمل الصالح، ودين الخلق القويم والسلوك الرشيد، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم-، أعظم مربي وأكبر معلم، مهما تواترت السنون والدهور.
ولا ريب في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوة لنا، فما يسعنا إذًا والأمر كذلك إلا أن نعمل بقوله تعالى: " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " سورة الحشر : 7، وبقوله: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " سورة الأحزاب : 21، فأخلاقه صلى الله عليه وسلم تدعونا إلى أن نقتدي به فيها، فنكون به متأسين.
أعجبني
تعليق
إرسال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف أنّجو من غوصّي فيكِ

  كيف أنّجو من غوصّي فيكِ وصوتكِ يجعلني فيهِ غريق كيف أنقذ نفسي من جحيمكِ وهمسكِ يشعلّ في صدري الحريق كيف أجد السبيل الى خلاصي منكِ وكلما اه...