( لا تُغادِرُ رَوضَها )
طالَما شاقَني ذلِكَ المَنزِلُ
كَم هوَ مُترَفُ ... والرَوضُ من حَولِهُ مُذهِلُ
أطوفُ في الغابِ من حَولِه ... لِخاطِري أسألُ
عَجَباً لِلغادَةِ ! ... لا تُغادِرُ صَرحَها مُطلَقًاً ... لا تَرحَلُ
ألِفَت روحُها آجامَهُ ... من حَولِها السَنابِلُ
وأستَأنَسَت رَيحانهُ والنَرجِسُ في ظِلٌِهِ يَحفَلُ
صَفصافَةُُ في الجِوار تَرنو لَها ... وأرنَبُُ في ظِلٌِها يَلعَبُ
زَنابِقُُ تَمايَلَت تَنحَني ... لِلأريجِ تَسكُبُ
وقَصرَها تُحيطُهُ الباسِقات
بَلابِلُُ في غُصنِها تُطرِبُ
خَرَجَت حُلوَتي لِرَوضِها ... كالمَهرَةِ حينَما تَثِبُ
وأنا بالقُربِ من سورِها أرقُبُ
يا لَلبَهاء ... يَفيضُ من قَدٌِها فارِعاً ... ولِلخَيالِ يُلهِبُ
فَتَنحَني في رَوضِها ... تِلكَ الورودُ رَهبَةََ
من الجَمال ... يا بِئسَها حينَما تَرهَبُ
فَلاحَظَت أنٌَني مُسَمٌَرُُ قُربَ أسوارِها ... مُعجَبُ
فَدَنَت من سورِها لِصَوبِيَ تَخطُرُ
فأوقَدَ مُهجَتي حُسنُها ... يا سَعدَهُ ذاكَ الجَمالُ المُبهِرُ
والرَوعَةُ في وَجهِها ... وَشَعرُها المُذَهٌَبُ الأشقَرُ
فَشاقَني حِوارُها ... فَرُبٌَما بَعضُ الحِوارِ يُثمِرُ
رَسَمَت حُلوَتي في ثَغرِها بَسمَةً فَتٌَانَةً
مِن سِحرِها كُلٌُ الوجودِ يُزهِرُ
فَقُلتُ في خاطِري ... لَعَلٌَها أعجِبَت ... وهيَ لا تَصبرُ
وهذِهِ فُرصَتي ... ورُبٌَما تُيَسٌَرُ ... وها أنا أستَبشِرُ
قالَت ... يا مَرحَباً بالفارِس ... هَل شاقَكَ المَنظَرُ ؟
زُهورُهُ والورودُ في غُصنِها لِلعَبيرِ تَنثُرُ ؟
قُلتُ في خاطِري ... لا وَرَبٌِ السَماء ... ما هكذا وِقفَتي تُفَسٌَرُ
وأردَفَت ... أراكَ لا يَشوقُكَ لِرَوضِيَ ذاكَ العُبور ... فَلِمَ لا تَعبُرُ ؟
في لَمحَةٍ قَفَذتُ من فَوقِ أسوارِها ... وهيَ تَنظُرُ
وصِرتُ في الجَنٌَةِ عِندَها ... أرنو لَها ... وأنا أُفَكٌِرُ
سألتُها ... هَل تَسكُنين ... وَحيدَةً بِلا أنيسِِ لِلمَهرَةِ يَأمُرُ ؟
ضَحِكَت ... وأردَفَت ... لعَلٌَكَ أنت الذي بِهِ الرِياض تَعمُرُ ؟
أفَقتُ من غَفوَتي ... ولَم أزَل لِرَوضِها في كُلٌِ يَومٍ أحضُرُ
لكِنٌَني لم أُجاوِز سورَها ... ولَم تَزَل تَشوقني الأزهُرُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقيٌَة ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق