مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {7} مُعَلَّقَةُ أَفْلَامِ الْحَبِيبَةْ لمحسن عبد المعطي محمد عبد ربه ومُعَلَّقَةُ لبيد بن ربيعة {عـفـتِ الـديـارُ مـحـلُّـهـا فـمُـقـامُـهَــا}على أنغام بحر الكامل التام الصحيح العروض والضرب
بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
{1} مُعَلَّقَاتِي الثّلَاثُمِائَةْ {7} مُعَلَّقَةُ أَفْلَامِ الْحَبِيبَةْ
بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
مُهْدَاةٌ إِلَى الشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة وصَدِيقَتِي الحميمة الشاعرة السورية المبدعة مجدولين الجرماني تَقْدِيراً وَاعْتِزَازاً وَحُبًّا وَعِرْفَاناً مَعَ أَطْيَبِ التَّمَنِيَاتِ بِدَوَامِ التَّقَدُّمِ وَالتَّوْفِيقِ وَإِلَى الْأَمَامِ دَائِماً إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالـَى.
مَرَّتْ عَلَيَّ فَأَيْنَعَتْ أَحْلَامُهَا=وَاخْضَرَّ مِنْ حُلْوِ اللَّقَاءِ قَوَامُهَا
فَلَأَنْتِ نَفْسِي مَا أَطِيقُ بُعَادَهَا=حَانَ التَّدَانِي وَارْتَوَتْ أَقْدَامُهَا
بُوحِي بِسِرِّكِ أَنْتِ يَا شَهْدَ الدُّنَا=قَدْ لَاحَ فِي أُفُقِ الْوَرَى أَنْغَامُهَا
وَتَرَنَّمَتْ وَتَبَسَّمَتْ وَتَجَمَّلَتْ=لَاحَتْ عَلَى شَمْسِ الْعُلَا أَيَّامُهَا
وَتَغَنَّجَتْ وَتَدَلَّلَتْ فَلَثَمْتُهَا=وَعَبَرْتُهَا حَتَّى انْجَلَتْ أَقْتَامُهَا
رُوحِي بِهَا عَقْلِي بِهَا قَلْبِي لَهَا=يَا سَعْدَهَا قَدْ رَفْرَفَتْ أَعْلَامُهَا !!!
حَضَنَتْ فُؤَادِي بِالدَّلَالِ وَشَرْنَقَتْ=فَهَوَى الْحَرِيرُ وَشَدَّنِي إِنْعَامُهَا
فَدَنْتْ لِقَلْبِي فَتَّحَتْ شُرُفَاتِهَا=وَأَمَامَ دَمْعِ الْعَيْنِ فَاضَ رِهَامُهَا
قَبَّلْتُهَا وَشَطَرْتُهَا وَقَسَمْتُهَا=نِصْفَينِ فَاعْتَدَلَتْ وَطَابَ مَرَامُهَا
نَادَتْ عَلَيَّ أَنِ اتَّئِدْ فَحَمَلْتُهَا=حَمِيَتْ فَنَادَتْهَا إِلَيَّ خِيَامُهَا
فَدَخَلْتُ فِي قَلْبِ الْعَرِين بِلَهْفَتِي=لَاذَتْ بِآهٍ فَانْجَلَى قُدَّامُهَا
لَامَسْتُهَا فَتَأَوَّهَتْ وَتَمَايَلَتْ=بَاشَرْتُهَا وَتَنَاغَمَتْ أَفْلَامُهَا
جاوَبْتُهَا بِرَحِيقِهَا وَعَبِيرِهَا=وَلَمَحْتُهَا قَدْ أَبْدَعَتْ أَقْلَامُهَا
قَدْ شَطَّرَتْ قَدْ رَبَّعَتْ قَدْ خَمَّسَتْ=مُتَلَاعِباً بِدَلَالِهَا اسْتِعْلَامُهَا
صَبْراً أَيَا قَلْبِي فَأَنْتَ حَمَامُهَا=حَتَّى يُؤَذِّنَ لِلرُّجُوعِ حِمَامُهَا
أَنَا مَنْ أَنَا إِلَّا مَلَاكٌ طَائِرٌ=نَادَتْهُ مِنْ مَلَكُوتِهَا أَنْسَامُهَا
قَالَتْ: "حَبِيبِي أَيْنَ أَوْقَاتُ الْمُنَا=هَلْ فَارَقْتْنَا وَانْقَضَى حَمَّامُهَا ؟!!!
قَدْ تُقْتُ لِلْقَلْبِ الْمُتَيَّمِ آسِرِي=يَهْوَاهُ مِنْ قَلْبِ الضَّنَى إِشْمَامُهَا
ضَمٌّ وَكَسْرٌ وَانْقِضَاضٌ آمِرٌ=نَبْضَ الْجَوَارِحِ وَاحْتَيَتْ أَقْسَامُهَا
شَاوَرْتُهَا فَتَأَثَّرَتْ وَتَأَلَّمَتْ=قَدْ هَزَّنِي وَقْتَ الدُّجَى إِيلَامُهَا
حَاوَلْتُ أُرْضِيهَا وَهَاجَتْ دَفْقَةٌ=هَوَتِ الدُّخُولَ وَمَا وَنَى صَمْصَامُهَا
فَتَأَنَّ يَا قَلْبَ الْحَبِيبَةِ رَيْثَمَا=يَبْدُو عَلَى سَمْعِ الْوَرَى إِحْجَامُهَا
دَلَّلْتُهَا لَاعَبْتُهَا زَغْزَغْتُهَا=فَتَهَيَّأَتْ وَتَسَابَقَتْ أَجْرَامُهَا
يَا هَلْ تُرَى يَا مَنْ هَوَتْ بِصَبَابَتِي=تَهْوَى الْجَمَالَ وَيَسْتَطِيلُ زِمَامُهَا؟!!!
أَهْوَاكِ يَا حُبِّي وَأَهْوَى قُبْلَةً=تَهَبُ الْحَيَاةَ وَيَنْطَوِي إِبْهَامُهَا
يَكْفِي أَنِينُكِ فَالْحَنِينُ مُلَازِمٌ=رُوحِي الْجَرِيحَةَ وَانْتَهَتْ آلَامُهَا
فَكَّرْتِ فِي حُبِّي كَطَيْرٍ حَالِمٍ=سَهِرَ اللَّيَالِيَ وَاكْتَوَى نُوَّامُهَا
أَوَ تَعْجَبِينَ وَتَضْحَكِينَ لِفِكْرَتِي=وَقَدِ ابْتَدَى بِفَمِ الْحَيَاةِ خِصَامُهَا
تَتَخَيَّلِينَ وَتَقْرَئِينَ خَوَاطِرِي=وَالْحُبُّ يَا قَمَرَ الزَّمَانِ إِمَامُهَا
قِنْدِيلُ رُوحِكَ تَحْتَوِيهِ نِعَامُهَا=زُمَراً وَتُطْلَقُ فِي الْمُحِبِّ سِهَامُهَا
أَتُضِيءُ كَهْفَ الرُّوحِ يَا كُلَّ الْمُنَى=يَجْرِي بِقَلْبِي أَيْلُهَا وَرِئَامُهَا؟!!!
يَا بَسْمَةَ الْعُمْرِ الْ مَضَى بِرَبِيعِهِ=وَهَوَى بِرُوحِي كَهْلُهَا وَغُلَامُهَا
وَتَفَتَّحَتْ أَبْوَابُهَا وَجِنَانُهَا=وَتَفَاخَرَتْ بَيْنَ الْوَرَى أَهْرَامُهَا
وَفَرَاشَةٌ بَيْضَاءُ يَسْرَحُ قَلْبُهَا=وَيَهِيمُ فِيكَ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا
أَسْرَارُ قَلْبِكَ يَحْتَوِيهِ جَنَاحُهَا=وَتَطِيرُ فِي دُنْيَا الْهَوَى أَكْمَامُهَا
اِفْتَحْ لِبَابِ اللَّيْلِ قَلْبَكَ تُلْفِنِي=طَيْراً بِدَاخِلِهِ يَعُمُّ سَلَامُهَا
اَلْحُبُّ وَاللَّاحُبُّ بَاتَ مُصَنَّفاً=فِي قَلْبِهَا وَقَدِ ازْدَهَى إِلْهَامُهَا
يَا وَصْلَهَا إِنِّي أَسِيرُ جَمَالِهَا=مَبْرُوكَةُ الْأَهْدَابِ دَامَ لِحَامُهَا
خُذْنِي أَعِشْ مَا بَيْنَ لُحْمَةِ عُشِّهَا=وَيَقُودُنِي نَحْوَ الْعُرُوشِ كِرَامُهَا
أُهْدِي وُرُودِي أَسْتَمِيلُ قِطَافَهَا=وَيَمِيلُ نَحْوِي بِالْحَنَانِ مَرَامُهَا
نُعْطِي الْفَقِيرَ مِنَ الزُّهُورِ جَمِيعِهَا=يَقْتَاتُ مِنْ إِشْبَاعِهِ إِطْعَامُهَا
تِلْكَ الصَّحَارِي لِلضَّمِيرِ نَقُودُهَا=وَيَهُبُّ مِنْ بَعْضِ الْقَذَى إِعْظَامُهَا
اَلْوَقْتُ عَارٍ وَالزَّمَانُ مُعَانِدٌ=وَيَسِيرُ مَا بَيْنَ الْأَنِينِ كَلَامُهَا
يَا مُنْيَتِي يَا عِشْقَ قَلْبِي أَقْبِلِي=يَنْبُتْ عَلَى ظَهْرِ السَّعَادَةِ عَامُهَا
اَلْغَيْرَةُ الْخَضْرَاءُ طَالَ دَوَامُهَا=وَالْحُبُّ فِي وَهَجِ الْحَيَاةِ قَوَامُهَا
تُعْطِي الْحَيَاةَ بَرِيقَهَا وَصَفَاءَهَا=وَيَزِيدُ بَيْنَ الْمُخْلصِينَ عَلَامُهَا
كِتْمَانُهَا يُعْطِي بَرِيقا سَاطِعاً=قَدْ عَاشَ بَيْنَ ضِيائِهَا كُتَّامُهَا
إِنَّ الْحَيَاةَ بِأَرْضِهَا وَسَمَائِهَا=عِطْرٌ يُتَوِّجُ لَحْنَهُ قُوَّامُهَا
إِنَّ الْحَيَاةَ غَنِيُّهَا وَفَقِيرُهَا=يَقْتَاتُهَا بِلَذَاذَةٍ صُوَّامُهَا
جَبَرُوتُهَا فِي ذَاتِهَا أُهْزُوجَةٌ=يَشْتَاقُهَا فِي قَفْزَةٍ عُوَّامُهَا
تَتَشَابَكُ الْأَطْرَافُ فِي تَفْسِيرِهَا=وَتَمُرُّ بَيْنَ عَنَائِهَا أَعْوَامُهَا
أَحَبِيبَتِي مَا دَامَ حُبُّكِ فِي دَمِي=شَفَّتْ كَيَانِي فِي الْحَيَاةِ مُدَامُهَا
وَأَنَا الَّذِي تَشْتَاقُ حُبُّكِ أَضْلُعِي=فَتَغَارُ فِي دَرْبِ الْعَنَاءِ مَدَامُهَا
قَطَّعْتِ قَلْبِي فِي الْغَرَامِ فَيَا أَنَا=يَا طُولَ صَبْرِي وَالْجِمِيلُ نِيَامُهَا
يَا مُنْيَتِي ظَلَّتْ حَيَاتِي فِتْنَةً=فِي الْكَوْكَبِ الْاَرْضِيِّ غَابَ صِمَامُهَا
أَنَا رَاحِلٌ وَمَعِي حَقِيبَةُ حُبِّنَا=سَيَظَلُّ فِي دَرْبِ الْحَيَاةِ غَمَامُهَا
تِيهِي بِعِشْقِي وَانْثَنِي لِمَحَبَّتِي=وَيَتِيهُ فِي ذِكْرَى الْحَيَاةِ فِطَامُهَا
وَلِبَسْمَتِي غَنِّي بِقَلْبِكِ غَرِّدِي=أُنْشُودَتِي يَنْفَذْ بِحُبِّكِ سَامُهَا
وَحَسِبَتِ أَنِّي قَدْ نُسِيتُ بِسَاعَةٍ=هَلَّتْ عَلَيْكِ بِسُرْعَةٍ أَرْحَامُهَا
فِي تَكْتَكَاتِ سُوَيْعَةٍ مَحْسُوبَةٍ=يَخْضَرُّ فِي عِزِّ الْهَجِيرِ عُكَامُهَا
وَسَتَنْتَهِي الْأَحْدَاثُ فِي سِرِّيَّةٍ=وَيَغِيضُ فِي قَلْبِ الْحُقُولِ زُكَامُهَا
عَطَّرْتِ أَعْضَاءَ النُّوَيْقَةِ فَازْدَهَتْ=لِيَهِلَّ بَعْدِي فِي السَّمَاءِ عُدَامُهَا
رَتَّبْتِ نَفْسَكِ شُرْفَةً مَفْتُوحَةً=يَجْثُو عَلَيْهَا فِي الْهَوَاءِ لِثَامُهَا
تَحْسِينَ قَهْوَتَكِ الرَّتِيبَةَ خِلْسَةً=وَيَجُوسُ فِي قَلْبِ الدِّيَارِ حُطَامُهَا
وَسَجَائِرُ الذِّكْرَى تَئِنُّ مَحَبَّةً=وَاللَّيْلُ يُنْسِيهِ الْبُعَادَ رُكَامُهَا
ضَجَرٌ قَدِ انْتَابَ الْفُؤَادَ مُعَشِّشاً=قَدْ دَاهَمَتْهُ مِنَ الْعِشَاشِ قَتَامُهَا
فَانْقَضَّ مِنْ وَجَعِ الْبُعَادِ مُحَذِّراً=وَقَدِ الْتَقَى بِي فِي الْخَيَالِ بُصَامُهَا
يَا غُرْبَةَ الرُّوحِ الْجَرِيحَةِ فِي الْهَوَى=أَخَذَتْ تَئِنُّ وَقَدْ هَوَى أَلْمَامُهَا
نُوحِي عَلَى الْقَبْرِ الْمُتَيَّمِ غَادَتِي=وَقَفَ الْهَوَى وَقَدِ ازْدَرَاهُ مَلَامُهَا
تِلْكَ الْحُرُوفُ شَنَقْنَهَا كَفَّنَّهَا=دُفِنَتْ وَقَدْ رانَ الْغَدَاةَ نَعَامُهَا
يَا عُزْلَةً نَسَجَ الرَّصِيفُ ثِيَابَهَا=وَعَلَتْ عَلَى وَهَجِ الْجُسُورِ خِيَامُهَا
وَتَعَرُّجَاتُ الْقَهْرِ قَدْ زَمَّلْنَهَا=ذُهِلَتْ وَقَدْ حَارَ الْغَدَاةَ عِصَامُهَا
عَرِّجْ عَلَيْهِ وَقَدْ مَضَتْ أَسْقَامُهَا=وَطَغَتْ عَلَى صَدْرِ الْحَيَاةِ جِسَامُهَا
وَاسْتَبْشَرَتْ بِصُمُودِهِ أُمَرَاؤُهَا=وَتَكَلَّلَتْ بِيَدِ الْحَيَاةِ عَوَامُهَا
وَاسْتَشْهَدَتْ بِفمِ الزَّمَانِ رِجَالُهَا=وَتَأَلَّقَتْ بِسِمَائِهِا أَعْمَامُهَا
مَاتَ الزَّمَانُ ابْنُ الزَّمَانِ وَلَمْ تَمُتْ=عَرَبِيَّةٌ صَمَدَتْ وَدَامَ شِهَامُهَا
يَا أَيُّهَا الْبَطَلُ الْمَهِيبُ أَنِخْ لَنَا=تِلْكَ النِّيَاقََ وَقَدْ عَلَتْ أَخْمَامُهَا
مَنْ لِي بِأَبْطَال الْعُرُوبَةِ قَدْ مَضَوا=حَفِظُوا الْعُهُودَ وَقَدْ سَمَتْ أَحْكَامُهَا
فَلْتَبْقَ أَمْجَادُ الْعُرُوبَةِ فِي الْعُلَا=لِتَجُذَّ أَذْيَالَ الْأَرَانِبِ شَامُهَا
فِي اللَّيْلِ كَانَ يَئِنُّ سُؤْلِي صَارِخاً=أَيْنَ ابْتِسَامَةُ وَجْهِهَا وَذِمَامُهَا
يَا زَيْنَ خَلْقِ اللَّهِ طَالَ بُعَادُنَا=جُودِي بِوَصْلِكِ تَنْتَفِضْ أَرْقَامُهَا
يَا غُرْبَتِي يَا عُقْرَهَا وَخَلَاءَهَا=يَا حُزْنَ قَلْبِي مَا بَدَا إِسْهَامُها
اَللَّيْلُ كَحَّلَ أَعْيُنِي بِدَهَائِهِ=حَتَّى تَوَارَتْ وَاخْتَفَى تَسْجَامُهَا
مَقْطُوعَةُ الْأَثْدَاءِ كَحَّلَ رِمْشُهَا=شَمْسَ الضُّحَى وَتَكَحَّلَتْ آرَامُهَا
نَادَتْ فُؤَادِي فِي فِنَاءِ خَيَالِهَا=مَنْ أَنْتِ حَتَّى يَسْتَكِنَّ ثُمَامُهَا؟!!!
رَكَعَتْ أَمَامِي يَا حَبِيبِي الْمُجْتَبَى=رُحْمَاكَ وَابْتَهَلَتْ وَطَالَ هُيَامُهَا
اِرْحَمْ عَذَابَ تَشَرُّدِي وَتَأَلُّمِي=أَطْفِئ لَظَى نَارٍ يَزِيدُ ضِرَامُهَا
أَنَا مَنْ أَنَا حَتَّى أَطُولَ وِصَالَكُمْ=أَنَا مَحْضُ جَارِيَةٍ يَئِنُّ رُخَامُهَا؟!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الكامل التام
ووزنه :
مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ = مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ
مثل :
مَرَّتْ عَلَيَّ فَأَيْنَعَتْ أَحْلَامُهَا=وَاخْضَرَّ مِنْ حُلْوِ اللَّقَاءِ قَوَامُهَا
فَلَأَنْتِ نَفْسِي مَا أَطِيقُ بُعَادَهَا=حَانَ التَّدَانِي وَارْتَوَتْ أَقْدَامُهَا
بُوحِي بِسِرِّكِ أَنْتِ يَا شَهْدَ الدُّنَا=قَدْ لَاحَ فِي أُفُقِ الْوَرَى أَنْغَامُهَا
وَتَرَنَّمَتْ وَتَبَسَّمَتْ وَتَجَمَّلَتْ=لَاحَتْ عَلَى شَمْسِ الْعُلَا أَيَّامُهَا
وَتَغَنَّجَتْ وَتَدَلَّلَتْ فَلَثَمْتُهَا=وَعَبَرْتُهَا حَتَّى انْجَلَتْ أَقْتَامُهَا
العروض تام صحيح
والضرب تام صحيح
بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com
{2} مُعَلَّقَةُ لبيد بن ربيعة {عـفـتِ الـديـارُ مـحـلُّـهـا فـمُـقـامُـهَــا}
عـفـتِ الـديـارُ مـحـلُّـهـا فـمُـقامُـهَـا = بمـنًـى تأبَّـدَ غَـوْلُـهـا فَـرِجَامُـهَا
فـمـدافـعُ الـرَّيَّـانِ عـرِّيَ رسْــمُــهــا = خـلـقـاً كـمـا ضَـمِنَ الوُحِيَّ سِـلامُـها
دمِـنٌ تَـجَـرَّمَ بعـدَ عَـهْـدِ أنِـيـسِهَـا = حِـجَـجٌ خَـلَـوْنَ حَـلالُـهَـا وحَـرَامُـهَـا
رزقَـتْ مـرابـيـعَ الـنُّـجـومِ وصـابَهَا = ودقُ الـرواعـدِ جـوْدُهَـا فـرهـامُـهـا
مـنْ كـلِّ سَـارِيَــة ٍ وغــادٍ مُــدْجِــنٍ = وعـشــيَّـة ٍ مــتــجــاوبٍ إرْزامُــهَــا
فَـعَـلا فُـرُوعُ الأيْـهُـقَـانِ وَأطْـفَــلَـتْ = بـالـجـلـهـتـيـن ظـبـاؤهَـا ونـعـامُـها
والـعـيـنُ سـاكِـنــةٌ عـلـى أطْـلائِـهـا = عُـوذاً تَـأجَّـلُ بـالـفـضَـاءِ بِـهَـامُـها
وجَـلا الـسُّـيـولُ عـن الـطّلُولِ كأنّها = زبـرٌ تــجِـدُّ مــتــونَــهــا أقْـلامُــهــا
أوْ رَجْـعُ واشِـمـة ٍ أُسِـفَّ نَـؤورُهَــا = كـفـفـاً تـعـرَّضَ فـوقَـهـنَّ وشـامُـهــا
فـوقـفـتُ أسْـألُـهَـا،وكـيـفَ سُـؤالُـنَـا = صُـمّـاً خـوالـدَ مـا يُـبــيـنُ كـلامُـهـا
عـرِيـتْ وكـان بـها الجميعُ فأبكرُوا = مـنـهـا وَغُـودرَ نُـؤيُـهَـا وَثُـمَـامُــهـا
شـاقـتـكَ ظُـعْـنُ الـحيِّ حينَ تحمّلُوا = فـتـكـنَّـسُـوا قُـطُـنـاً تَـصِـرُّ خِـيَامُـها
مـن كـلِّ مَـحْـفُـوفٍ يُـظِـلُّ عِـصِـيَّـهُ = زوْجٌ عــلــيــه كــلَّــة ٌ وفـرامُـــهَــا
زُجَـلاً كـأنَّ نِـعَـاجَ تُـوضِـحَ فَـوْقَـهَا = وظِـبـاءَ وجـرَة َ عُــطَّـفـاً آرَامُــهَــا
حُـفِـزَتْ وَزَايَـلَـهَـا الـسَّـرَابُ كـأنها = أجْـزَاعُ بِـيـشـة َ أثْـلُـهَـا وَرُضَـامُهَا
بـلْ مـا تـذكـرُ مـنْ نـوارَ وقـد نـأتْ = وَتَـقَـطَّـعَـتْ أسْـبَـابُـهَـا وَرِمَــامُـهَــا
مُـرِّيَّــة ٌ حَـلَّــتْ بِـفَــيْـدَ وَجَــاوَرَتْ = أهْـلَ الـحِـجَـازِ فـأيْنَ مِـنْكَ مَـرَامُهَا ؟!!!
بـمـشـارقِ الـجـبـلـيـن أو بِـمُـحَجَّرٍ = فَـتَـضَـمَّـنَـتْـهَـا فَـرْدَة ٌ فَـرُخَـامُــهَــا
فَـصُـوَائــقٌ إنْ أيْـمَــنَـتْ فَـمَـظِــنَّـة ٌ = فـيـهـا وحـافُ الـقَـهْرِ أوْ طِلْـخامُهَا
فـاقـطـعْ لُـبـانَة َ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ = ولَـشـرُّ واصـلِ خُـلَّـة ٍ صَـرَّامُــهــا
واحـبُ المُجَامِلَ بالجزيلِ وصرمُهُ = بـاقٍ إذا ضـلـعَـتْ وزاغَ قــوامُــهَـا
بِـطَـلــيـحِ أسْــفَـارٍ تَــرَكْـنَ بـقــيَّـةً = مـنـهـا فـأحـنـقَ صُـلْـبُـها وسـنامُها
وإذا تـغـالـى لـحـمُـهـا وتـحـسَّـرتْ = وتَـقَـطَّـعَـتْ بـعـد الـكَـلالِ خِـدَامُـهَا
فـلـهـا هـبـابٌ فـي الـزِّمــامِ كـأنَّـها = صهباءُ خَفَّ مع الجنوبِ جَـهَامُـها
أو مـلـمِـعٌ وسـقَـتْ لأحـقـبَ لاحَـهُ = طَـرْدُ الـفُـحـول وَضَـرْبُهَا وَكِدَامُهَا
يـعـلـوُ بـهـا حـدبُ الإكـامِ مـسحَّجٌ = قَـد رابَـهُ عـصـيـانُـهَـا ووحَـامُـهـا
بـأحِـزَّة ِ الـثَّـلَـبُـوتِ يَـرْبَـأُ فَـوْقَـهَـا = قَـفْـر الـمَـرَاقِـبِ خَـوْفُـهَـا آرامُـهَــا
حـتـى إذا سَــلَـخَـا جُـمَــادَى سـتَّـةً = جَـزءاً فـطـالَ صِـيـامُـهُ وَصِـيَامُها
رَجَـعَـا بـأمـرهــمـا إلـى ذي مِـرَّةٍ = حـصـدٍ، ونـجـحُ صـريمة ٍ إبرامُهَا
ورمـى دوابـرَهَـا الـسَّـفَـا وتهيَّجَتْ = ريـحُ المـصايِـفِ سَـوْمُهَا وسِهامُهَا
فـتـنـازعـا سَـبِـطـاً يـطـيـرُ ظـلالُهُ = كـدخـانِ مُـشْـعَـلـة ٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَا
مـشـمُـولـة ٍ غلِـثَتْ بنابـتِ عـرْفَـجٍ = كَـدُخَـانِ نـارٍ سَــاطِـعٍ أسْــنَـامُـهـا
فـمـضـى وَقَـدَّمَـهَـا وكـانـتْ عـادةً = مـنـه إذا هِـيَ عَــرَّدَتْ إقــدامُــهــا
فتوسَّطا عرضَ السَّريَّ وصـدَّعـا = مـسـجـورة ً مـتـجـاوراً قُـلاَّمُــهَــا
مـحـفـوفـة ً وسـطَ الـيـراعِ يُـظِـلُّها = مِـنـه مُـصَـرَّعُ غَــابـة ٍ وقِـيـامُـهـا
أفَـتِــلْـكَ أم وحْــشِـيَّـة ٌ مــسبـوعَـةٌ = خـذلتْ وهـاديـة ُ الصِّـوارِ قِـوَامُـها
خَـنْسـاءُ ضَـيَّـعَـتِ الفَـريرَ فلمْ يَرِمْ = عـرضَ الشَّـقـائِـقِ طوفُها وبغامُها
لِــمُـعَــفَّـرٍ قَــهْــدٍ تَــنَــازَعَ شِــلْـوَهُ = غُـبْـسٌ كـواسِـبُ لا يُـمَـنُّ طَـعَامُها
صَـادَفْـنَ مـنـهـا غِـرَّة ً فَـأصَـبْـنَهَا = إنَّ الـمـنـايـا لا تـطـيـشُ سهـامُـهَا
بـاتَـتْ وَأسْبَـلَ واكـفٌ مـن ديـمـةٍ = يـروِي الـخـمـائـلَ دائـماً تسجامُها
يـعـدُو طـريـقـة َ مـتـنِـهَـا مـتـواتِرٌ = فـي لـيـلـة ٍ كَـفَـرَ الـنُّـجومَ غَمَامُهَا
تـجـتـافُ أصْـلاً قـالِـصـاً مـتـنـبّذاً = بـعـجـوبِ أنْـقـاءٍ يـمـيـلُ هُـيَـامُـها
وتُضـيءُ في وَجْـهِ الظـلام مُنِـيرة ً = كـجـمـانَـة ِ البـحريِّ سُـلَّ نـظامُها
حتى إذا انحـسَرَ الظلامُ وَأسْفَرَتْ = بـكـرتْ تـزلُّ عـن الثَّرَى أزْلامُها
عَـلِـهَـتْ تَـرّدَّدُ فـي نِـهاءِ صَعَائِـدٍ = سَـبْــعــاً تُــؤامــاً كـامـلاً أيَّـامُـهـا
حـتـى إذا يَـئسَـتْ وأسْـحَقَ حَالِقٌ = لـم يُـبـلـهِ إرْضـاعُـهـا وفِـطَـامُـها
وتـوجـسَّـتْ رزَّ الأنـيـسِ فَرَاعَها = عن ظهرِ غَيْبٍ، والأنيسُ سَقَامُها
فَـغَـدَتْ كـلا الفَرجَينِ تَحْسَبُ أنَّهُ = مَـولـى المخـافة خلفُـها وأمـامُهـا
حتـى إذا يئـسَ الـرُّماة ُ وأرْسَلُوا = غـضـفـاً دواجـنَ قافلاً أعْصامُها
فَـلَـحِـقْـنَ واعـتـكـرتْ لها مَدْرِيَّةٌ = كـالـسَّـمـهـريَّـة ِ حَـدَّهَـا وتَمَامُهَا
لِِـتـذَودَهُـنَّ وَأيـقـنـتْ إن لم تَـذُدْ = أن قد أحمَّ مع الحتوفِ حمـامُها
فتقصدَتْ منها كَسابِ فضُرِّجتْ = بدمٍ وغودرَ في المَكَرِّ سُخَـامُـها
فبتلْكَ إذْ رقَصَ اللوامعُ بالضُّحى = واجتابَ أردية َ السَّرَابِ إكامُها
أقضـي اللُّـبانة َ لا أفـرِّطُ ريـبـةً = أو أن يـلـومَ بـحـاجـة ٍ لُـوَّامُـهَـا
أوَلـم تـكـنْ تـدري نَـوَارُ بـأنَّني = وَصَّـالُ عَـقْـدِ حَـبَـائِـلٍ جَـذَّامُـها ؟!!!
تَـرَّاكُ أمـكـنـة ٍ إذا لـم أرْضَـهَـا = أوْ يعتلقْ بعضَ النفوسِ حِمامُها
بـل أنـتِ لا تـدريـن كـم مِنْ ليلةٍ = طَـلْـقٍ لـذيـذٍ لَـهْـوُهـا ونِـدَامُـهــا
قَـد بِـتُّ سـامِـرَها، وغَـاية تاجرٍ = وافـيـتُ إذ رُفِـعَـتْ وَعَـزَّ مُدَامُها
أُغْلي السِّـباءَ بكـلِّ أدْكَـنَ عاتـقٍ = أو جَوْنَة ٍ قُدِحَـتْ وفُضَّ خِتـامُها
بـصَـبـوحِ صافية ٍ وجذبِ كرينةٍ = بــمــوَتَّــرٍ تــأتــالُــهُ إبــهـامُـهَــا
بادرتُ حاجتَها الدّجاجَ بسـحرَةٍ = لأعَـلَّ مـنـهـا حـيـنَ هـبّ نـيامُها
وغـداة ِ ريـحٍ قَـدْ وزعـتُ وَقَـرَّةٍ = إذ أصْبَـحَتْ بيدِ الشَّـمالِ زمامُها
ولقَد حمـيْتُ الحـيَّ تحملُ شِكَّـتي = فرطٌ، وشاحـي إذْ غدوتُ لجامُها
فعَـلوتُ مرتـقـباً عَلـى ذي هَبْـوَةٍ = حَـرِجٍ إلـى أعـلامِـهِـنَّ قَـتَـامُـهـا
حـتـى إذا ألْـقَـتْ يـداً فـي كــافـرٍ = وَأجَـنَّ عَـوْرَاتِ الثُّغُـورِ ظَـلامُها
أسْـهلْـتُ وانتصَـبتْ كجذع منيفَةٍ = جَـرْدَاءَ يَـحْـصَـرُ دونـها جُرَّامُها
رَفَّعْـتُهَـا طَرَدَ الـنَّعامِ وَشَلَّـهُ = حتى إذا سَخِنَـتْ وَخَـفَّ عـظامُها
قَلِـقَتْ رِحَـالَتُـهَا وَأسْـبَلَ نَحْـرُهَـا = وابـتـلَّ مـن زَبَـدِ الحمِـيمِ حِزَامُهَا
تَرْقَى وَتَطَعْنُ في العِنَانِ وتَنْتَحي = وِرْدَ الـحـمَـامـة إذ أجَـدَّ حَـمَـامُها
وكـثـيـرة ٍ غُـرَبـاؤهَـا مَـجْـهُـولَةٍ = تـرجَـى نـوافِـلُـهـا ويـخْشَى ذامُها
غُـلْـبٌ تَـشَـذَّرُ بـالـذُّحُـولِ كـأنَّـهَـا = جـنُّ الـبــديِّ رواســيـاً أقــدامُـهـا
أنكـرتُ باطـلَـهـا وَبُـؤْتُ بـحـقِّـها = عنـدي، ولـم يَفْـخَرْ عليَّ كرامُـها
وَجـزَورِ أيْـسَـارٍ دَعَـوْتُ لحتـفِها = بِـمَـغَـالِـقٍ مُـتَـشَـابـهٍ أجـسـامُــهـا
أدعُـو بـهـنَّ لـعـاقِـرِ أوْ مــطـفِــلٍ = بـذلَـتْ لجـيرانِ الجـمـيعِ لحـامُهـا
فالضـيفُ والجـارُ الجنـيبُ كأنّـما = هبَـطَا تبـالَة َ مخـصِباً أهْــضَامُها
تـأوِي إلـى الأطـْنـابِ كـلُّ رذيَّـةٍ = مِـثْـلُ الـبَـلِيّـة ِ قَـالـصٌ أهـدَامُـهــا
ويـكـلّلُـونَ إذا الـريـاحُ تـنـاوحَـتْ = خُـلُـجاً تـمـدُّ شـوارعـاً أيْـتَـامُـهـا
إنّـا إذا الـتقـتِ المـجَامِعُ لـم يَـزَلْ = مـنّـا لِـزَازُ عـظـيمـة ٍ جَـشّـامُـهـا
وَمُـقَسِّـمٌ يُعْــطِي العشـيرة َ حَقَّــهَا = وَمُــغَــذْمِرٌ لــحقوقِــها هَــضَّامُـها
فضلاً وذو كـرمٍ يعينُ على النَّدى = ســمحٌ كــسُوبُ رغــائبٍ غـنّامُها
مِــنْ مــعــشرٍ ســنَّتْ لـهمْ آباؤهُمْ = ولــكــلِّ قــومٍ سُــنَّة ٌ وإمــامُــهَـــا
لا يَـطبَــعونَ وَلا يَبــورُ فَعــالُــهُم = إِذ لا يَمــيلُ مَــعَ الهَــوى أَحلامُها
فاقْنَعْ بِما قَسَمَ الْمليكُ فإنّمَا = قسمَ الخلائقَ بينَنا علاَّمُها
وإذا الأمانة ُ قُسِّمَتْ في مَـعْشَرٍ = أوْفَى بأوْفَرِ حَظِّنَا قَسّامُهَا
فبنى لنا بيتاً رفيعاً سمكُهُ = فَسَمـا إليه كَـهْـلُهَا وَغُلامُها
وَهُمُ السُّعَاة ُ إذا العشيرة ُ أُفْظِعَتْ = وهـمُ فـوارِسُهَا وَهمْ حُكّامُها
وهمُ رَبيعٌ للمُـجَاورِ فيـهمُ = والمرملاتِ إذا تطـاولَ عَامُها
وَهُمُ العَشيرة ُ أنْ يُبَطِّىء َ حــاسدٌ = أو أن يـمـيلَ مـعَ الـعـدوِّ لئـــامُهـا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لبيد بن ربيعة
الاسم الكامل
أبو عقيل لبيد بن ربيعة
الوظيفة
شاعر
تاريخ الميلاد
0560-01-01 (العمر 100 عامًا)
تاريخ الوفاة
0660-01-01
الجنسية
عربية
مكان الولادة
شبه الجزيرة العربية, نجد
أحد أشهر الشعراء المخضرمين ويعد من الشعراء القلائل الذين دخلوا الإسلام، أغنت قصائده الشعر العربي وتُعدُ من أفصح القصائد وأكثرها بلاغةً.
نبذة عن لبيد بن ربيعة
أبو عقيل لبيد بن ربيعة بن ملك العامري والذي ينحدر من قبيلة هوزان قيس وهو صحابي وأحد أشهر شعراء العرب المخضرمين الذي عُرف بشجاعته وكرمه وتواضعه،
حضر الفترة التي امتدت ما بين أواخر الجاهلية وظهور الدين الإسلامي وعُرف بكونه أحد الشعراء الفرسان الأشراف في فترة الجاهلية ومن الشعراء المعدودين الذين أدركوا الإسلام كما أنّ له معلقة من المعلقات السبع والتي عُرفت باسم بدايات لبيد بن ربيعة
ولد لبيد بن ربيعة في عام 560 م ونشأ في نجد في شبه الجزيرة العربية والده هو ربيعة بن مالك الذي قُتل على يد قبيلة بنو أسد في حربٍ كانت بين القبيلتين عندما كان لبيد في ربيعه العاشر ولذلك نشأ يتيماً عند أعمامه ووالدته تامرة بنت زنباع العبسية والتي تنحدر من قبيلة بني عبس،
برزت موهبته وفصاحة لسانه عندما كان في الخامسة عشر من عمره ليصبح متحدثاً باسم قبيلته وأعمامه في معظم المجالس، وعندما اشتدّ ساعده في مرحلة شبابه برزت أيضاً موهبته في القتال والحروب ليصبح أحد أبرز فرسان قومه.
بعد وفاة أخيه إربد وخلال وفدٍ من بني كلاب كان متوجهاً إلى مكة قدم لبيد إلى رسول الله الكريم وبعد أن دخل حب الإسلام والقرآن والرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" في قلبه أعلن إسلامه بين القوم بشكلٍ جريء والتزم بجعل عبادة وطاعة الله أول اهتماماته وأولوياته تاركاً كتابة الشعر واستقر في الكوفة وبقي فيها حتّى وفاته.
إنجازات لبيد بن ربيعة
يُعد لبيد من أشهر الشعراء في العصر الجاهلي ولم يستطع أحد أن يؤلف شعراً بنفس الفصاحة التي احتواها شعره ومن أبرز أعماله الشعرية التي أغنى بها الشعر العربي الجاهلي هو معلقته التي حملت اسم "ملعقة اللبيد بن ربيعة"
التي تُعد من ضمن المعلقات السبعة الشهيرة والتي احتوت على 88 بيتٍ شعري تناولت مواضيع حياتية جوهرية مثل الكرم والغزل وذكريات الوطن والغزة بالنفس والقوم وقد كان أساس المعلقة في المقام الأول هو الوقوف على الأطلال والتغني بالمحبوبة وكان ختامها تعزيز فكرة الكرم والفخر.
ومن أشهر بيوت المعلقة في وصف الديار والمحبوبة:
عفت الديارُ محلّها فمُقامها بمنّى تأبّد غولُها فرجامها
والعينُ ساكنةٌ على أطلائها عوذاً تأجَّلُ بالفضاءِ بِهامها
فوقفتُ أسألها، وكيف سؤالنا صُماً خوالدَ ما يبينُ كلامها
واحبُ المجامل بالجزيل وصرمُهُ باقٍ إذا ضلعتُ وزاغَ قوامُها
وفي تغنيه وفخره بالقوم قال:
إنّا إذا التقت المجامعُ لم يزل منّا لزازُ عظمةٍ جشّامُها
فضلاً، وذو كرمٍ يعينُ على الندى سمحٌ كسُوبُ رغائبٍ غنّامها
وهمُ السُّعاةُ إذا العشيرةُ أفظعت وهم فوارسُها وهم حُكّامها
وهم ربيعٌ للمجاورِ فيهمُ والمرملات إذا تطاول عامها
وهُم العشيرةُ أن يبطئَ حاسدٌ أو أن يميلَ مع العدو لئامُها
وإلى جانب معلقته الشهيرة فإنّ للبيد بن ربيعة ديواناً شعرياً تنوعت قصائده ما بين الهجاء والمدح والوقوف على الأطلال وتشاركت جميع هذه القصائد بصفةٍ واحدةٍ وهي الفصاحة التي لم تتواجد في قصائد أخرى
وقد بلغ عدد القصائد التي ذُكرت له 121 قصيدة أهمها قصيدة كأني وقد خلقت تسعين حجة وقصيدة يا دار سلمى خلاء لا أكفلها وقصيدة كأنّ بلاد الله وهي عريضة وقصيدة فما بقيا عليّ تركتماني وقصيدة الكلب والشاعر في منزل وقصيدة ترى الكثير قليلاً حين تسأله
وقصيدة الناس يلحون الأمير إذا هم وقصيدة عرفت المنزل الجالي وقصيدة وما يدري عبيد بني أقيش وقصيدة نوائب من خير وشر كليهما وقصيدة لست بغافر لبني بغيض وقصيدة عفت الديار محلها فمقامها وقصيدة ألا تسألان المرء ماذا يحاول وقصيدة لعمري لئن كان المخبر صادقاً وقصدية طافت أسماء بالرحال فقيد
وقصيدة ولدت بنو حرثان فرخ محرق وقصيدة ونحن اقتسمنا المال نصفين بيننا وقصيدة ولئن كبرت لقد عمرت كأنني وقصيدة من يبسط الله عليه إصبعاً وقصيدة يا مي قومي في المآتم واندبي وقصيدة يا بشر بشر إياد أيكم وقصيدة انع الكريم للكريم أربدا وقصيدة قضي الأمور وأنجز الموعود.
أشهر أقوال لبيد بن ربيعة
حياة لبيد بن ربيعة الشخصية
لم يذكر التاريخ تفاصيل عن الحياة الشخصية للشاعر لبيد بن ربيعة
وفاة لبيد بن ربيعة
بعد إسلامه استقرّ لبيد في الكوفة في العراق وفي بداية عهد معاوية في العام 660م والموافق لعام 41 للهجرة وافته المنية عن عمرٍ يناهز 145عاماً عاش منها 90 في الجاهلية وما بقي منها في الإسلام.
حقائق سريعة عن لبيد بن ربيعة
كان لبيد ينظم الشعر ويخفيه وكان يقول "لا تظهروا شعركم."
لم ينظم بعد إسلامه إلا بيتاً واحداً والتي تغنى فيها بحبه للإسلام وعظمته والذي قال فيه: الحمدُ للَّه الذي لم يأتني أجلي حتّى لبِستُ منَ الإسلامِ سِربالا.
مدح رسول الله الكريم شعر لبيد بن ربيعة بكونه لم يستطع أحد من الجاهلية أن ينظم شعراً كشعره.
لُقب أبيه بلقب "ربيعة المقترين" وذلك لجوده وسخائه.
قام بتعليق أحد قصائده على ستار الكعبة وكان حينها بعضاً من آيات سورة البقرة معلقاً عليها وبعد أن قرأها لبيد دخل حب الإسلام في قلبه وأفصح عن إسلامه.
يُقال أنّ عائشة رضي الله عنها حفظت الكثير من أبيات لبيد الشعرية.
بعد إسلامه وعندما أرسل حاكم الكوفة طالباً لبيد ليلقي بعضاً من شعره ألقى لبيد عليه بعضاً من آيات سورة البقرة وعندما سمع الخليفة عمر بهذه الحادثة قام برفع أجر لبيد وبعد استلام معاوية الخلافة قام بتخفيض مرتب الشاعر ثمّ تأثر معاوية بعد أن ذكر لبيد أنه لن يعيش طويلاً وأن وفاته اقتربت وقام بدفع مستحقاته كاملةً لكنّ المنية وافته قبل استلامها.
بعد أن ألقى لبيد بعض الأبيات الشعرية على مسامع النابغة الذبياني ردّ عليه النابغة بقوله "يا غلام إنّ عينيك لعينا شاعرٍ أنشدني" وبعد أن ألقى عليه لبيد معلقته قال له "اذهب فأنت أشعر هوزان" وفي رواياتٍ أخرى قال: "أنت أشعر العرب."
بقلم الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة
mohsinabdraboh@ymail.com mohsinabdrabo@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق